الإثنين, 31-يوليو-2006
الميثاق نت- محمد بن محمد أنعم -
- أظهرت قضية تقاسم نسبة 46٪ من نصيب أحزاب اللقاء المشترك في اللجان الانتخابية نزعة التهميش والإلغاء في التحالف مع بعضها البعض وتأكيد تحين الأحزاب القوية للانقضاض على الأحزاب الضعيفة أو الأقل شعبية.
ففي الوقت الذي كان حزب البعث القوي قد أقصي ويصر الاشتراكي والاصلاح على مصادرة حصته من اللجان الانتخابية عقاباً على مواقفه الرافضة والمعارضة للجوء أحزاب المشترك لإحدى السفارات الغربية وزجها في قضايا يمنية داخلية يفترض الرجوع بها الى السلطات الدستورية وخصوصاً فيما يتعلق بالقضايا الانتخابية.. ولهذا تم فصل حزب البعث القوي بهذه الطريقة التعسفية.. كما حرم من حقه في الحصول على نسبة محددة من اجمالي النسبة التي خصصت لأحزاب اللقاء المشترك، وفقاً لاتفاق المبادئ والذي حدد فيه تحديد نسبة 54٪ للمؤتمر الشعبي العام ونسبة ٦‮٤‬٪‮ ‬لأحزاب‮ ‬المعارضة‮ ‬في‮ ‬اللقاء‮ ‬المشترك،‮ ‬والذي‮ ‬أصبح‮ ‬مكوناً‮ ‬من‮ »‬الاصلاح،‮ ‬الاشتراكي،‮ ‬الناصري،‮ ‬الحق،‮ ‬اتحاد‮ ‬القوى‮ ‬الشعبية‮«‬،‮ ‬فقط‮.‬
وبرغم حصول خمسة أحزاب معارضة على هذه النسبة الكبيرة بينما المؤتمر الشعبي ومعه بقية الأحزاب يشكلون 17 حزباً ومع ذلك قبل المؤتمر الشعبي بهذه القسمة غير العادلة.. ولا نعتقد أنه سيحرم حوالي 16 حزباً وتنظيماً سياسياً من اعطائهم نصيباً في اللجان الانتخابية ايماناً‮ ‬منه‮ ‬أن‮ ‬حصوله‮ ‬لنسبة‮ ‬كبيرة‮ ‬أو‮ ‬صغيرة‮ ‬من‮ ‬اجمالي‮ ‬اللجان‮ ‬الانتخابية‮ ‬لا‮ ‬تعني‮ ‬شيئاً‮ ‬بالنسبة‮ ‬لحسم‮ ‬قضية‮ ‬أصوات‮ ‬الناخبين‮.‬
وما يثير الدهشة والاستغراب أن أحزاب المشترك والتي لم يتبق منها إلاّ خمسة فقط، وبعضها أصبحت شبه مغيبة وتعاني من التهميش.. وازدادت الأمور تعقيداً وخصوصاً لحزبي الحق واتحاد القوى عند توزيع النسبة المحددة لأحزاب المشترك في اللجان بطريقة لا تستند الى أي معايير تحترم كل الأطراف في هذا التكتل ما بالنا أن تقاسم حصص اللجان يتعامل مع بعض الأحزاب ولو بالقاعدة الشرعية ولـ»الرجل مثل حظ الانثيين«.. كما أشارت بعض المصادر الصحفية الى ذلك وخصوصاً بتهميش حزبي الحق واتحاد القوى.
وتعطينا‮ ‬مثل‮ ‬هذه‮ ‬الدلائل‮ ‬حقائق‮ ‬عن‮ ‬أن‮ ‬طرفي‮ ‬المشترك‮ »‬الاصلاح‮ ‬والاشتراكي‮« ‬يعيان‮ ‬لإدخال‮ ‬بقية‮ ‬الأحزاب‮ ‬المتحالفة‮ ‬معهما‮ ‬في‮ ‬حالة‮ ‬موت‮ ‬سريري‮ ‬دائم‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬اتباعهما‮ ‬لأساليب‮ ‬شمولية‮ ‬مقيتة‮.‬
كما أن العديد من المؤشرات تؤكد أن التنظيم الناصري بدأ يواجه تضييقاً ومحاصرته وضربه ضربة قاصمة عقاباً على مواقفه التي تقول مصادر في الاصلاح والاشتراكي.. إن الناصري ارتكب حماقات لا تغتفر وأنه تعمد على التشهير بحزبي الاصلاح والاشتراكي وغيرها في مرحلة انتخابية حساسة من خلال فضحة للقاءات السرية لتلك الأحزاب مع السفارات الأمريكية.. وخروجه للمشاركة في المهرجان التضامني مع الشعب اللبناني والمندد بالعدوان الاسرائيلي عليه.. وهو الأمر الذي جعل أحزاب الاصلاح والاشتراكي والحق واتحاد القوى الشعبية في وضع صعب جداً وستكون له‮ ‬تداعيات‮ ‬سلبية‮ ‬عليها‮ ‬في‮ ‬الشارع‮ ‬الانتخابي‮ ‬وهوما‮ ‬تعتبره‮ ‬عملاً‮ ‬مقصوداً‮ ‬من‮ ‬قيادة‮ ‬الناصري‮ ‬لأنه‮ ‬لو‮ ‬لم‮ ‬يثر‮ ‬هذا‮ ‬الموضوع‮ ‬أمنه‮ ‬العام‮ ‬أمام‮ ‬الرأي‮ ‬العام‮ ‬بصورة‮ ‬مغامرة‮ ‬لما‮ ‬تنبه‮ ‬لذلك‮ ‬الشارع‮.‬
وما يثير الدهشة أن الصراعات داخل أحزاب المشترك تقود الى القضاء على الآخر أو تدميره وتركه أشبه بهيكل أجوف لمجرد الزينة.. للضغط على المؤتمر الشعبي العام أو مجرد زينة لحضور الاجتماعات السرية مع بعض السفارات.. دون مراعات لاحترام الآخر وتطوير التنوع في اطار كيان‮ ‬ديمقراطي‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬يفترض‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬هكذا‮ ‬داخل‮ ‬المشترك،‮ ‬في‮ ‬اطار‮ ‬تطوير‮ ‬التجربة‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وترسيخ‮ ‬ممارستها‮ ‬في‮ ‬سياق‮ ‬عمل‮ ‬تكتل‮ ‬ضم‮ ‬أحزاب‮ ‬معارضة‮ ‬لا‮ ‬يجمعها‮ ‬إلاّ‮ ‬معارضة‮ ‬الحزب‮ ‬الحاكم‮.‬
ويبقى المخيف أنه لو وصلت أحزاب المشترك المتنفذة الى الحكم في ظل هذه الممارسات الشمولية التي تقمع بها أحزاب دخلت التحالف معها لمعارضة حكومة المؤتمـــــر.. بالتــــأكيد ستــــعلن إلغاء التعـــــددية الســـياسية وتحــــريم الديمقراطية وتحظر نشاط كل الأحزاب.. ولا‮ ‬يستبعد‮ ‬أن‮ ‬تعلن‮ ‬أحكام‮ ‬عرفية‮ ‬في‮ ‬البلاد‮ ‬وتعلق‮ ‬العمل‮ ‬بالدستور‮ ‬والقوانين‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 19-أبريل-2024 الساعة: 09:12 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-78.htm