الإثنين, 05-يناير-2009
الميثاق نت -     محمد انعم -
وصل عدد الأشخاص الذين يعتزمون الترشح لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة في بعض الدوائ الى خمسة وعشرين شخصاً وفي بعض الدوائر الاخرى الى عشرين وسواها الى عشرة »أقل حاجة«.. هذه »التشعيبة« صارت منتشرة في أغلب دوائر الجمهورية بصورة تدعونا الى ضرورة‮ ‬التأمل‮ ‬في‮ ‬سلبيات‮ ‬وإيجابيات‮ ‬هذا‮ ‬التسابق‮ ‬أو‮ ‬المضاربة‮ ‬مع‮ ‬ايماننا‮ ‬أن‮ ‬الترشح‮ ‬هو‮ ‬حق‮ ‬مكفول‮ ‬دستورياً‮ ‬والجميع‮ ‬من‮ ‬حقهم‮ ‬خوض‮ ‬التنافس‮ ‬الانتخابي‮ ‬سواء‮ ‬زكتهم‮ ‬أحزابهم‮ ‬أو‮ ‬قبائلهم‮ ‬أو‮ ‬فالبديل‮ »‬مستقل‮«..‬ هذا التدافع بقدر ما يكشف لنا عن اللوحة الرائعة للديمقراطية خصوصاً وان ثمة أصوات حزبية تزعم باطلاً أن لا ديمقراطية بدونها وذهبت الى القول أن مقاطعتها للانتخابات ستكون إعلان نهاية الديمقراطية لكن الواقع يظهر أن اسماء عديدة من أحزاب المشترك حاضرة وبكثرة في كل‮ ‬دائرة‮ ‬انتخابية‮ ‬تعتزم‮ ‬خوض‮ ‬الانتخابات‮ ‬سواء‮ ‬بقائمة‮ ‬المشترك‮ ‬أو‮ »‬المستقلين‮«..‬ حقيقة لا يهمنا موقف قيادة المشترك أو مضاربة قياداتها الوسطى على التنافس الانتخابي المبكر، بقدر ما يهمنا حاجة الوطن الى مجلس نواب قادر على أن يكون عند مستوى التحديات التي تواجهها بلادنا، بمعنى أوضح أن غياب المعايير للترشح قد ترك الباب مفتوحاً بهذا الشكل ، الأمر‮ ‬الذي‮ ‬يدعونا‮ ‬الى‮ ‬الشعور‮ ‬بالحزن‮ ‬على‮ ‬سوء‮ ‬استغلال‮ ‬الديمقراطية‮ ‬وتحويلها‮ ‬الى‮ ‬نوع‮ ‬من‮ ‬انواع‮ ‬العبث‮ ‬أمام‮ ‬تطلعات‮ ‬شعبنا‮ ‬نحو‮ ‬التطور‮ ‬والتقدم‮ ‬وبناء‮ ‬يمن‮ ‬جديد‮.‬ بهدوء ان علينا أن نرشح الاشخاص الذين نجد أنهم جديرون على تقديم شيء للوطن.. هؤلاء فقط ننتظر منهم ان يقدموا للوطن والمواطن الكثير من الفوائد التي نجني ثمارها جميعاً، وهذا يجعلنا ان لا ننجر لعواطفنا ونُمنى الاشخاص الذين يلهثون لتحقيق مصالح شخصية ولا يرون أية‮ ‬مسؤوليات‮ ‬او‮ ‬مهام‮ ‬لمجلس‮ ‬النواب،‮ ‬عدا‮ ‬الحصول‮ ‬على‮ ‬الحصانة‮ ‬والراتب‮ ‬المغري‮ ‬فقط‮..‬ صراحة نحن أمام مرحلة توجب على كل الذين يعتزمون الترشح أن »يفرملوا« من الهرولة والاندفاع للتنافس الانتخابي المقبل، وان يدركوا ان المرحلة والمصلحة الوطنية تتطلب ليس تقديم اروع صور الايثار بين بعضنا البعض بل ان يضحوا من أجل المصلحة الوطنية.. ونعتقد أن اختيار ممثلي الشعب بهذا البعد الوطني هو من أبرز أجندة المؤتمر الشعبي العام نحو بناء يمن جديد ومستقبل أفضل، وهذا يستدعي من أعضاء المؤتمر وأنصاره أن يستشعروا مسؤولياتهم تجاه الشعب والوطن، ويدركوا حجم التحديات الراهنة والمهام المستقبلية. لذا فإن طغيان الاهواء الشخصية تتعارض مع التزام المؤتمر الشعبي العام بتنفيذ برامجه الانتخابية الرئاسية والمحلية والنيابية، وإذا لم يضحِ أعضاء المؤتمر الشعبي الآن ويستوعبوا ما يجري حولهم، فإنهم سيعملون على تنفيذ ما عجز عن تنفيذه الشموليون من أعداء الوحدة والديمقراطية،‮ ‬سواء‮ ‬بفوز‮ ‬عناصرهم‮ ‬بعضوية‮ ‬البرلمان‮ ‬او‮ ‬باسقاط‮ ‬العناصر‮ ‬المؤتمرية،‮ ‬التي‮ ‬يراهن‮ ‬عليها‮ ‬تنظيمنا‮ ‬الرائد‮ ‬لمواصلة‮ ‬استكمال‮ ‬بناء‮ ‬الدولة‮ ‬اليمنية‮ ‬الحديثة‮.‬ ندرك‮ ‬أن‮ ‬أبناء‮ ‬شعبنا‮ ‬وفي‮ ‬المقدمة‮ ‬اعضاء‮ ‬وأنصار‮ ‬المؤتمر‮ ‬الشعبي‮ ‬العام‮ ‬هم‮ ‬رجال‮ ‬المرحلة‮ ‬وبناة‮ ‬اليمن‮ ‬الجديد‮ ‬وهم‮ ‬أرفع‮ ‬من‮ ‬أن‮ ‬يسقطوا‮ ‬مع‮ ‬أولئك‮ ‬الذين‮ ‬يسعون‮ ‬لتحقيق‮ ‬مشاريع‮ ‬صغيرة‮.‬
تمت طباعة الخبر في: الإثنين, 17-يونيو-2024 الساعة: 07:34 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8465.htm