صنعاء - محمود الحداد -
اتصالات هاتفية.. لقاءات مستمرة.. احتفاء كبير بالسواد الأعظم من الناس خدمات تنجز وأخرى في ضرب من الوعد المؤكد.. مشاورات واجتماعات هنا وهناك كل ذلك يحدث الآن في الدوائر الانتخابية في عموم محافظات الجمهورية.. ليس لشيء وانما هو مس الانتخابات النيابية القادمة التي بعد انتهاء فترة القيد والتسجيل وتعديل جداول الناخبين تداعى لهذا العرس الديمقراطي كل الدوائر الانتخابية استعداداً لهذا اليوم الذي يقول فيه الشعب كلمته في اختيار من يريد ليمثله في مجلس النواب القادم..
والأكثر روعة ان المواطنين -على تواضع ثقافة البعض- لم يأبهوا لكل اصوات اليأس التي يعوي بها من ضلوا الطريق بعد ان أعمت مصالحهم الشخصية والحزبية بصرهم وبصيرتهم عن تبيان الحقيقة.. حقيقة النهج الصادق والتوجه السليم الذي تسير عليه القيادة الحكيمة والحكومة الرشيدة.
وهاهم الآن في كل الدوائر يحتشدون بما تعيشه مظاهر أي انتخابات استعداداً لهذا اليوم..
»الميثاق« تواصلت مع العديد من ممثلي الدوائر الانتخابية تنقل مشاعرهم الصادقة لعل أفئدة مريضة وعقولاً صدئة تعي وترشد من غوى جاهل نشر الخوف والرعب واليأس بين صفوف المواطنين.
ونتيجة ان الاستطلاع طال الكثير مما زاد من صفحاته الأمر الذي لاتتحمله المساحة المحددة في هذا العدد فقد رأينا ان ننقل هذه المشاعر والمواقف على الرغم من إجماعها وتشابهها في استطلاعات متتالية.
ففي هذا العدد تواصلت الصحيفة مع خديجة سبعة من محافظة ابين التي قالت ان المشهد لاتستطيع الكلمات وصفه، وتابعت تقول : على الرغم من طغيان احداث العدوان الاسرائيلي على غزة على اهتمامات الناس في ابين إلا ان الحدث الابرز والاكثر حديثاً حوله هو الانتخابات النيابية القادمة.
مشيرة إلى ان حُـمى الانتخابات تتصاعد يوماً وراء يوم، حتى المرأة في أبين - على حد قولها- لم تسلم من هذه الحمى فمجالس النساء تشهد احاديث متنوعة تلتقي جميعها حول الانتخابات النيابية القادمة والإستعداد لها والحرص على ترشيح امرأة من ابين.. واردفت خديجة سبعة قائلة : نحن على ثقة أن القيادة السياسية والاحزاب والمنظمات المدنية لن تخذلنا هذه المرة وسيكون لنا نصيب من المقاعد النيابية.
حراك واسع
>وفي امانة العاصمة تواصلنا مع الاستاذ علي مقبل غثيم ليرصد لنا مدى الحراك الشعبي في ضوء الاستعداد للانتخابات النيابية القادمة :
حيث بدأ حديثه بالعتب الشديد على احزاب المشترك التي أعلنت مقاطعتها للانتخابات والحوار..
وقال: على الرغم من ان هذه المقاطعة تظل في اطار الممارسة الديمقراطية إلا انه يترتب عليها سلبيات تنعكس عليها في الدرجة الاولى ومن أهم هذه السلبيات فقدان الثقة بين القيادات والقواعد في هذه الاحزاب بعد ان صادرت عليها حقاً من حقوقها التي ضمنها الدستور اليمني.. مشيراً الى ان الأفضل لهذه الاحزاب عدم المقاطعة والاستماع لصوت العقل والمنطق الذي يغلب مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية والحزبية..
وفيما يتعلق بمدى استعداد الناس في الدائرة للانتخابات النيابية قال غثيم : لقد وجد ابناء دائرته في حراك غير عادي تقف من ورائه الانتخابات القادمة واهمية اختيار من يمثلهم في مجلس النواب القادم.
وقال : على الرغم من دعوات المقاطعة التي أعلنتها احزاب المشترك إلا ان الواقع يؤكد ان حزب الاصلاح سيقدم مرشحين مستقلين في الانتخابات القادمة، مستبعداً بذلك تفويتهم هذه الفرصة.
تنافس محموم
> هذا الزخم الديمقراطي وهذه الحمى التي طالت عموم البلاد في البر والبحر والجبال والهضاب والوديان والجزر لاتقل شأناً ووهجاً على ماهي عليه في محافظة حجة.
ففي مديرية المفتاح قال علي الخيواني ان حوالى أكثر من خمسة في المديرية أبدوا استعدادهم لترشيح أنفسهم..
واضاف : ان هناك المزيد من اللقاءات والاجتماعات والنزول المسبق للمرشحين كتمهيد لهم عند المواطنين.
وأوضح الخيواني انه في مديرية كحلان الشرف المجاورة اكثر من سبعة اشخاص كشفوا عن نواياهم لترشيح أنفسهم.
واشار الى ان المواطنين متفاعلون مع هذا الزخم وهذا الحراك.
مؤكداً ان مساعي احزاب المشترك فشلت في زعزعة رغبة الشعب في خوض الانتخابات واختيار من يريدون في مجلس النواب القادم.
مظاهر
> أما في محافظة ذمار وتحديداً مديرية عتمة فقد اوضح مدير المديرية العميد حسين واصل ان عتمة تستعد لخوض الانتخابات القادمة..
وقال: ان الذين يرغبون في ترشيح انفسهم بدأوا يعرضون خدماتهم للمواطنين وبدأ اختلاطهم اكثر بالناس بهدف المؤازرة وضمان اصواتهم في 27 ابريل القادم.. واضاف : ان هذه الاجراءات تعد من مظاهر أي انتخابات تجرى في أي بلد.
منوهاً الى ان مقاطعة احزاب المشترك لم ولن تؤثر على رغبة الناس او تحد من فرحتهم بهذا الزخم الديمقراطي بل زادتهم ايماناً ويقيناً بأن ما تنتهجه القيادة السياسية والحكومة الرشيدة هو الصواب وما دونه باطل وسراب ولعب بمشاعر البسطاء ومتاجرة بآلام ومتاعب الناس.
تفاعل ملموس
> كذلك الحال في محافظة إب فالشيخ عبدالمطلب الغيثي في مديرية إب دائرة الظهار، لم ييأس بعد ان فشل في الانتخابات النيابية السابقة.
وقال : ان 27 ابريل القادم حق دستوري يجب ألا يفرط اليمنيون فيه مهما كانت الدواعي والمبررات.
وأكد انه كلما قربت الانتخابات كلما اتسعت دائرة التنافس حول منصب عضو مجلس النواب ممثلاً لدائرة الظهار، الامر الذي يعكس تفاعلاً ملموساً لهذه الانتخابات من قِـبل ابناء الدائرة..
ونفى الغيثي ان يكون هناك اي تقاعس تجاه الانتخابات مستدلاً بما يلمسه على أرض الواقع من حماس منقطع النظير قال عنه انه بدا واضحاً أكثر لدى اعضاء احزاب المشترك.
حضور مسبق
> والامر ذاته عند مديرية القفر في محافظة إب وبحسب رواية عبدالكريم حمود النزيلي ان ابناء مديريته في حركة دؤوبة وشغل وعمل مستمر من أجل التمهيد للترشيح في الانتخابات القادمة.
مضيفاً : ان قرى وعزل المديرية تشهد الآن حضوراً مسبقاً لشخصيات اجتماعية ومسئولين كشفوا عن رغبتهم في ترشيح أنفسهم للانتخابات القادمة.
ناخبون: حمى الانتخابات طالت الدوائر الانتخابية ولا عزاء للمقاطعة