الثلاثاء, 27-يناير-2009
الميثاق نت -   جمال‮ ‬عيسى -
شاء الله تعالى أن تؤمن بلقيس برسالة الإسلام على يد نبي الله سليمان عليه السلام بعد رحلة خاصة وصلت بها الى أرض فلسطين في ذلك الحين.. وليصبح ذلك اللقاء أول اتصال بشري إيماني بين أهل فلسطين وأهل اليمن.
وحينما‮ ‬بدأت‮ ‬جيوش‮ ‬الاسلام‮ ‬تقترب‮ ‬من‮ ‬بلاد‮ ‬الشام‮ ‬لمواجهة‮ ‬الرومان‮ ‬كان‮ ‬جيش‮ ‬المدد‮ ‬من‮ ‬أبناء‮ ‬الجزيرة‮ ‬العربية‮ ‬واليمن‮ ‬امتدادها‮ ‬الطبيعي‮ ‬يشكل‮ ‬العمود‮ ‬الفقاري‮ ‬لهذا‮ ‬الجيش‮ ‬الفاتح‮ ‬المحرر‮.‬
وعندما دعا الخليفة الراشد عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- الى تأكيد الهوية العربية لسكان فلسطين شجع قبائل العرب التي دخلت في الاسلام لتكون البنية السكانية النوعية لأهل فلسطين في ظل الدولة الإسلامية الحديثة آنذاك.. وهو ما يفسر عمق الصلة والنسب بين عموم عائلات فلسطين‮ ‬وجذورهم‮ ‬مع‮ ‬القبائل‮ ‬في‮ ‬الجمهورية‮ ‬اليمنية‮ ‬اليوم‮.‬
لم يبخل شعب اليمن على قضية فلسطين بالرجال أو المال في مرحلة إعلان (دولة اسرائيل) على أرض فلسطين عام 1948م ولم يتوان شباب اليمن عن الالتحاق بالثورة الفلسطينية مبكراً منذ انطلاقها عبر آلاف من المتطوعين في صفوف الثورة، وشهد ا لكثير منه مواجهة الجيش الصهيوني أثناء‮ ‬حصاره‮ ‬للثورة‮ ‬الفلسطينية‮ ‬في‮ ‬بيروت‮.‬
واستقبل اليمن وعبر قرار سيادي جريء الآلاف من فدائيي الفصائل الفلسطينية بعد الخروج الكبير من بيروت عام 1982م .. وبعد ولادة حركة المقاومة الاسلامية حماس من رحم الانتفاضة والثورة الشعبية ضد الاحتلال كان احتضان اليمن لها عبر الحوار الذي أداره رئيس الجمهورية علي‮ ‬عبدالله‮ ‬صالح‮ ‬بين‮ ‬القائد‮ ‬الراحل‮ ‬أبو‮ ‬عمار‮ ‬وقيادات‮ ‬من‮ ‬حركة‮ ‬حماس‮ ‬في‮ ‬مطلع‮ ‬التسعينات‮ ‬من‮ ‬القرن‮ ‬الماضي‮.‬
ومن بعدها كان افتتاح مكتب رسمي للحركة في صنعاء في العام 1994م تأكيداً عملياً من رئاسة الجمهورية لاحترامه لفصائل الثورة التي اتسعت العاصمة صنعاء لمكاتبها فيها، ولتصبح اليمن محضناً لفصائل الثورة، وليصبح فخامة رئيس الجمهورية أخاً كبيراً لقيادات الفصائل دون تمييز او تحيز فيما بينها ، مما جعله مؤهلاً وبجدارة لأن يصبح راعي الحوار الوطني الفلسطيني في أكثر من مناسبة خاصة بين حركتي حماس وفتح، وكان آخرها المبادرة التي استلمتها الحركتان خلال فترة العدوان الصهيوني على شعبنا ومقاومته الباسلة في قطاع غزة.
إن‮ ‬طبيعة‮ ‬المعركة‮ ‬التي‮ ‬يخوضها‮ ‬شعبنا‮ ‬الفلسطيني‮ ‬ضد‮ ‬الاحتلال‮ ‬الصهيوني‮ ‬ومشروعه‮ ‬في‮ ‬المنطقة‮ ‬تفرض‮ ‬على‮ ‬الجميع‮ ‬تحمل‮ ‬مسؤولياتهم‮ ‬القومية‮ ‬والاسلامية‮.‬
وفي‮ ‬ظل‮ ‬تكرار‮ ‬هذا‮ ‬العدوان‮ ‬الصهيوني‮ ‬وعبر‮ ‬استمرار‮ ‬هذا‮ ‬الاحتلال‮ ‬لأرضنا‮ ‬ومقدساتنا‮ ‬تقدم‮ ‬اليمن‮ ‬عبر‮ ‬مواقفه‮ ‬الرسمية‮ ‬والشعبية‮ ‬بكثير‮ ‬من‮ ‬مواقف‮ ‬الدعم‮ ‬والنصرة‮ ‬والمدد‮.‬
وتمنى رئيس الجمهورية يوماً أن يكون لليمن حدود مع فلسطين لخوض معركة التحرير، كما طالب بتقديم قادة الكيان الصهيوني الى محكمة جرائم الحرب أثناء الانتفاضة الثانية وعند اغتيال الشيخ أحمد ياسين رحمه الله، وهو ما كرره اليوم بعد جرائم الاحتلال الاخيرة في قطاع غزة.
إن تحرير فلسطين وانتصار شعبنا على عدونا الصهيوني هما قدر لا مفر منه، وقد بدأت ملامحه تظهر في الأفق جلياً عبر انتصار غزة الذي سطره شعبنا بأروع ملاحم البطولة والفداء.. وكان لليمن نصيب في هذا النصر عبر ما قدمته من مدد بالدعاء والمال والنصرة السياسية والاعلامية.. ولكن هذا النصر لن يكتمل الا بتحرير فلسطين.. وتخليص المسجد الاقصى من براثن العدو الغاصب، وهو ما نتوقعه خلال العقود القليلة القريبة، وكلنا ثقة ان اليمن سيكون حاضراً معنا في تلك اللحظة التاريخية، وسيكون لمواقف اليمن اليوم ما يؤسس لصنع هذا النصر الكبير القادم‮.‬
وهو‮ ‬ما‮ ‬يعني‮ ‬تقديم‮ ‬المزيد‮ ‬والمزيد‮ ‬من‮ ‬الدعم‮ ‬والمدد‮ ‬لشعبنا‮ ‬ومقاومته‮ ‬الباسلة‮ ‬ووصولاً‮ ‬الى‮ ‬إعلان‮ ‬النصر‮ ‬الكامل‮ ‬على‮ ‬أرض‮ ‬فلسطين‮.‬
‮»‬ويومئذٍ‮ ‬يفرح‮ ‬المؤمنون‮ ‬بنصر‮ ‬الله‮«‬

‮❊ ‬ممثل‮ ‬حركة‮ ‬حماس‮ ‬باليمن
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 03:41 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8764.htm