الميثاق نت -

الخميس, 05-فبراير-2009
عباس غالب -
وكأن مشاكلنا قد انتهت، وأن مخزون التخلف قد جففته سنوات التنوير حتى يأتي إلينا عتاولة «الإرهاب» لينسّقوا جهودهم الخارجية مع جهود أصحابهم في الداخل «!!»..
أو كأننا قد أمّنا مواطنينا من وعثاء «الإرهاب» وفصلنا بينهم وبين هذه الطامة بسلاح المواطنة الصالحة حتى تأتي شرذمة لتعلن أنها قد وحّدت جهودها تحت تسمية «القاعدة في اليمن والسعودية» على حد سواء.
أية كارثة هذه ؟!.
وأية مصيبة أن يلتحق الشر بالكراهية، والظلامية بالعدمية؟!.
وأي مستقبل ينتظر أجيالنا ونحن نتقيأ صور الإحباط ونماذج العنف وسلاح الدم؟!.
وأي مخرج لمشكلات مجتمعاتنا إذا كنا نعيد إنتاج «داحس والغبراء» و«أبي جهل» وصور مغامرات «بن لادن» في جبال أفغانستان؟!.
المجتمعات المتطورة تعلن عن اكتشافات في علوم الذرّة وإرسال أقمار اصطناعية للكواكب من حولنا، ونحن - فقط - ننظر إلى حيث نعبئ البنادق بالذخيرة، ونفخخ الأجواء بالديناميت، والحياة بالبؤس والرثاء والنحيب!.
وكأن «قاعدة» اليمن بحاجة إلى «قاعدة» أخرى يحمل طلبتها ليسانس من معهد «غونتانامو» ليزداد الجهلة خرافة، ويتدرب الكهنة على أدوات قمع جديدة!!.
وحيث يلتقي الحاقدون لتأسيس خلايا الكراهية والعنف والإرهاب ضد أعداء وهميين، لا يميزون بين أهدافهم، أو يتقنون التصويب إلا في كونها تفجر الدماء، وتدعو إلى البغضاء، وتثير الحنق والحزن على حد سواء!.
إنني أتساءل: ماذا يحدث عندما يلتقي «الإرهاب» بالجهل، والكراهية بالحقد والغباء معاً؟!.
بمعنى: ماذا تضيف «القاعدة» في اليمن إلى «القاعدة» في المملكة، أو العكس إذا اجتمعا وأعلنا عقد زفافهما؟!.
إن الإجابة بسيطة، إنهما ينجبان «لقيطاً» عن طريق «الاستنساخ» المشوّه أو الولادة القيصرية!!.
صحيح قد يزرعان متفجرة هنا أو قنبلة هناك، لكنهما لن يقدما شرحاً موضوعياً لمنهجهما، أو أنهما يستطيعان أن يقنعا الناس بأن رسالتهما لا يخامرها الشك أو الريبة في أنهما يبحثان عن مشروع يعرفان تماماً أنه خاسر.. منذ البداية!.
ولعلّي في معرض النصح أذكّرهم بالحكمة العربية القديمة القائلة: «من يزرع الريح يحصد العاصفة»!!.
استهداف!
لست أدافع عنه لمصلحة أو لموقعه الأول في قيادة المحافظة، فالرجل لديه من القدرات والملكات ما يمكن أن يدافع بها عن نفسه الحجة بالحجة.
ولكنني لاحظت أن استهداف الأخ المحافظ حمود خالد الصوفي في بعض الصحافة لا يقوم على منطق أو يستند إلى «موضوعية» بل هو استهداف يقوم على «شخصنة» القضايا.
وهذه أبرز عيوب بعض الصحافة التي تخلط خلطاً واضحاً بين النقد القائم على الحقائق بالاستناد إلى الوثائق والمعلومات الصحيحة؛ وبين استدراجها إلى معارك مع (الآخرين) على خلفية تجاذبات شخصية!.
وما يدلل - على هذا الاستهداف الشخصي - هو أنني لم أجد فيما نُشر مؤخراً عن الرجل ما يُقنع بأنه (موضوعي)؛ لأنه خالٍ من ذلك، بل يكاد يكون مجرد تنجيم، أو وشاية.. وهو سقوط لتلك الصحافة في كل الحالات.
عن صحيفة الجمهورية
تمت طباعة الخبر في: الجمعة, 27-ديسمبر-2024 الساعة: 08:54 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-8885.htm