محمد النقيب * - قال تعالى: « ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً »صدق الله العظيم
تتجلى عظمة القائد والزعيم من خلال مواقفه، فالقائد الحكيم هو الذي يحسن اختيار الموقف ويستطيع تقدير آثار ذلك الموقف سلباً وايجاباً على مصالح الوطن وأبنائه.. ومهما شكك المشككون بموقف اليمن وعدم حضوره مؤتمر غزة الدوحة إلاّ أنني اعتبر ذلك: حكمة صدرت من حكيم.
ففخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي استطاع تقدير الأمر وقراءة الخلاف العربي العربي وما سيتمخض عن ذلك المؤتمر من نتائج ومدى مردودها وتأثيرها على الحرب في غزة كان حكيماً حيث ارتبط هذا الموقف بمصالح يمنية ومنها وجود حوالي مليون مغترب يمني يقيمون في دول الجوار وترتبط فيها مصالح كبيرة للشعب اليمني وكان على القائد ان يضع نصب عينيه وفي أولوياته مصالح اليمن واليمنيين، فالمؤمن لا يلدغ من جحرٍ مرتين.. وفي الوقت نفسه لم يغير ذلك الغياب من موقف اليمن حكومة وشعباً تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته الذي يشهد له ويشيد به الفلسطينيون أنفسهم.
وان ما يستلفت النظر ويستدعي الاهتمام كثرة الملاحظات العامة حول موقف اليمن بعيداً عن النقد البناء والطرح الموضوعي والبحث عن الحق، كما أن البعض يدس أنفه في كشف الاخطاء التي يزعمها دون أن يكلف نفسه عناء البحث ومؤونة تقصي الحقائق.
إذ لابد من العدل والانصاف حين تسلط الاقلام وتطلق من خلالها طلقات الانتقاد والتجريم لموقف ما أو شخص ما.
كما ونحن في العالم العربي في رتابة زمن اقتحم علينا صمتنا ورغبتنا في النوم الطويل وخاصة قضية فلسطين ومن منطلق »كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته«.. أبادر بقولي وأدلي بدلوي بأن رقابة الضمير وسلطان الارادة أقوى من سلاطين الأرض وقوانين البشر ويقيناً يستحق المحسن الشكر والثناء والتقدير.
ومن يعتقد أنه بالنقد وحده تتحقق الآمال يكون مجانباً للصواب ومعتدياً على حق من حقوق المخلصين.
ومع ذلك فالتنوع والتعدد في الاهداف والافكار والرؤى والحريات ظاهرة صحية إلاّ أن انصار هذا المذهب أو ذاك يعتقدون أنهم وحدهم مالكو الحقيقة وما دونهم على باطل.. وهذا ما هو موجود على الساحة ونجد أن البعض يحاولون فرض آرائهم على الآخرين، وبسبب مثل هذه النزعة الشمولية حدثت الحروب والصراعات بين الافراد والجماعات، والتاريخ مليئ بالأحداث الناجمة عن غياب الحوار واحترام الرأي والرأي الآخر.
فالماضي هو الكنز الذي يحتوي على الحكمة والقوة، ويجب الاستفادة من اخطائنا، حيث أن عظمة القائد الناجح من عظمة الغاية التي ينشدها، ونصف العقل مداراة الناس، والايمان يمانٍ والحكمة يمانية، وما حصل لليمنيين وبخاصة المغتربين في عام 90 اثر موقف هو في الحقيقة متزن وعقلاني وشجاع إلاّ أن الثمن كان كبيراً للبلاد والعباد، وأتمنى ألا نقع في مطبات ترهق كاهل اليمن.. وخير الأمور أوسطها والمنصف من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه، فتحية للقائد والزعيم والحكيم فخامة الرئيس وندعو الله أن يلهمه الصواب دائماً.
❊ عضو مجلس النواب
|