السبت, 21-فبراير-2009
الميثاق نت -  محمد‮ ‬النقيب‮ *‬ -
في الحقيقة المجلس في فصله التشريعي الثالث ومنذ عام 2003م كان عمله تشريعياً أكثر مما هو رقابي وأكثر جهد بذل من قبل مجلس النواب كان في سن القوانين التي في الغالب تأتي بصورة مشاريع قوانين من الحكومة.
أما الجانب الآخر وهو الدور الرقابي، فمن خلال تقييم الآلية التي يتعامل بها المجلس فأنا أعتبرها ضعيفة وغير منهجية، وبالنظر الى مختلف التقارير الرقابية التي تقدمها اللجان الدائمة للمجلس من خلال النزول الميداني لمتابعة أوضاع وأنشطة الجهات والمؤسسات والمشاريع العامة، نلاحظ ضعفاً كبيراً في تقييم الأداء، وكشف الفساد في الجهات التنفيذية، ولم ترتقِ التقارير الى مستوى المسؤولية باستثناء القليل، ولم تحظَ تلك التقارير بأهمية ولم تستمر المتابعة من قبل المجلس لكيفية تعزيز التوصيات الصادرة فيه.
وهذا‮ ‬النقد‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬باب‮ ‬الاستهداف‮ ‬وإنما‮ ‬هو‮ ‬نقد‮ ‬ذاتي‮ ‬باعتباري‮ ‬أحد‮ ‬اعضاء‮ ‬المجلس‮.‬
أضف الى ذلك أن الآلية المتبعة في تقديم الاسئلة لمسؤولي الحكومة لم تكن ذا تأثير فعال ولم تكن مطابقة لطموح لائحة المجلس ولم تلقَ تفاعلاً من الجميع، ويقتصر الامر على السائل من حيث الاستيضاح والاستفهام عن أمر من الامور ولم تصل الى التحقيق في واقعه واحدة ولم تصل‮ ‬الى‮ ‬درجة‮ ‬استجواب‮ ‬الوزراء،و‮ ‬لهذا‮ ‬فإن‮ ‬المجلس‮ ‬لم‮ ‬يستخدم‮ ‬مخالبه‮ ‬ليبطش‮ ‬بالفاسدين‮ ‬وإنما‮ ‬اكتفى‮ ‬بالزئير‮ ‬الذي‮ ‬تعودت‮ ‬الحكومة‮ ‬على‮ ‬سماعه‮.‬
من جهة ثانية نجد قصوراً في الإدارة وتضاؤل نسبة المتخصصين من العاملين في المجلس وندرة خدمات البحوث البرلمانية وضعف الكفاءات والمهارات الفنية وغياب الدور الاعلامي المتميز وآليات التنسيق بين المجلس والبرلمانات العربية والدولية وعدم الجدوى والاستفادة من برامج الزيارات الخارجية بسبب غياب الرؤية وضعف الإدارة المتخصصة، فيجب على المجلس ألاّ يقف عند إدارة وسلوك معين ولابد من الإدراك أن الزمن والمتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وكذا ظهور التكنولوجيا الحديثة في نظم الإدارة وجلب المعلومة ورسم الخطط والبرامج لم‮ ‬يعد‮ ‬ينفع‮ ‬معها‮ ‬السلوك‮ ‬والروتين‮ ‬الإداري‮ ‬التقليدي‮ ‬القديم،‮ ‬إذ‮ ‬لابد‮ ‬من‮ ‬التأهيل‮ ‬للكادر‮ ‬الذي‮ ‬يرتكز‮ ‬عليه‮ ‬أداء‮ ‬المجلس‮.‬
وفي الختام وبالرغم من رأيي الشخصي بتوضيح الاخطاء وكشف العيوب والمثالب يأتي بالتغيير الى الافضل ويصحح المسار الا أنني ايضاً لن أتغاضى ولن أتغافل عن وجود ايجابيات كبيرة حدثت، والمنطق يدعو الى الانصاف والعدل، واترك الايجابيات تتحدث عن نفسها من خلال المشاهدة والمتابعة‮ ‬وكما‮ ‬قال‮ ‬الشاعر‮:‬
من‮ ‬الذي‮ ‬ما‮ ‬ساء‮ ‬قط
ومن‮ ‬له‮ ‬الحسنى‮ ‬فقط

‮❊ ‬رئيس‮ ‬الكتلة‮ ‬البرلمانية‮ - ‬محافظة‮ ‬عدن
تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 11:32 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9151.htm