الميثاق نت -

الأربعاء, 25-فبراير-2009
علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري -
يعلّمنا علم الاجتماع السياسي ان الحزب او التنظيم هو أشبه بكائن حي يتجدد ويتطور ويتفاعل ويؤثر في المجتمع، وبما أنه كذلك فإن ميكانيزم تطوره يتصل بمستويات تفاعله مع متطلبات ومتغيرات كل مرحلة من مراحل التطور المجتمعي في البلد الذي منحه شرعية قيادته وتشكيل حكومة له عن طريق الانتخابات البرلمانية، الأمر الذي يولد علاقة ديالكتيكية بينه وبين حركية تطور المجتمع ومنظماته ومؤسساته المدنية تتضح ملامحها في البرنامج السياسي الذي يضعه لكل مرحلة من مراحل ذلك التطور.
وفي تاريخ ريادية مؤتمرنا الشعبي العام تتضح لنا جلياً مستويات ذلك التفاعل والعلاقة الجدلية بين هذه الريادة وحركية متطلبات المجتمع اليمني وقواه الفاعلة في سمات وملامح المراحل التي رسمها وحدد فيها حركية تطور المجتمع اليمني، ابتداءً من مرحلة الخيار الديمقراطي والتي‮ ‬اعقبتها‮ ‬مباشرة‮ ‬مرحلة‮ ‬تحديد‮ ‬ملامح‮ ‬البناء‮ ‬المؤسسي‮ ‬للدولة‮ ‬اليمنية‮ ‬الحديثة،‮ ‬متواكبة‮ ‬مع‮ ‬مراحل‮ ‬البناء‮ ‬الاقتصادي‮ ‬والتنموي،‮ ‬متزامنة‮ ‬مع‮ ‬عدد‮ ‬من‮ ‬المراحل‮ ‬التي‮ ‬حددها‮ ‬بحسب‮ ‬أولوياتها‮.‬
وهاهو مؤتمرنا الشعبي العام بعد ان أمَّن آليات وبرامج تحقيق متطلبات تلك المراحل، يعلن عن مرحلة جديدة لتكون مواكبة لتلك المراحل التي شكلت قاعدة هرم التطور الاقتصادي والتنموي والديمقراطي والاعلامي وهي مرحلة البناء الروحي والثقافي والفكري بمقوماتها العلمية المدروسة‮ ‬والحديثة‮.‬
وإذا كان لمقدمات الاعلان عن كل مرحلة جديدة آليات تشير إليها وتضمن انطلاقتها، فإن إقدام اللجنة العامة لمؤتمرنا على الاعلان عن تأسيس دائرة مختصة بشئون الثقافة وقائمة بذاتها يشرف عليها الأمين العام المساعد للقطاع، يعتبر مقدمة للاعلان عن هذه المرحلة المأمولة.
وإذا كانت جدية الاعلان عن مثل هذه المقدمات تكمن في الاختيار الدقيق لمن يرأس هذه الدائرة لأهميتها وحساسيتها، فإن اختيار الاستاذ شايف الحسيني هو الدلالة بحد ذاتها، وذلك لما عرف عنه من سعة اطلاع وعميق ثقافة واتقاد فكر وإبداع.
واثقون من قدرات وعطاءات هذه الدائرة في المستقبل المنظور على طريق الارتقاء بمستويات البناء الروحي والفكري والثقافي التي سيوليها أهميتها مؤتمرنا الشعبي العام في أعقاب نجاح الانتخابات البرلمانية القادمة.

تمت طباعة الخبر في: الخميس, 09-مايو-2024 الساعة: 05:42 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9210.htm