الإثنين, 09-مارس-2009
أمل يحيى -
لا نعتقد أن هناك في وطن الـ22 من مايو من لا يؤمن بالدولة اليمنية الحديثة القائمة على أسس وقواعد قوية وراسخة قادرة على تحقيق المواطنة المتساوية والمتمسكة بالقواعد المنظمة للحياة الديمقراطية والحريات العامة وحرية الفكر.. واعتقادنا هذا ناتج بفعل إيماننا العميق بأن كل هذه المثل والقيم الديمقراطية تمثل بكل اهدافها ومبادئها ومضامينها اليمن الجديد الذي يستحيل عليه التفكير خارج نطاق هذه القيم التي تعد من الأهمية ما تمثل ضمانات حقيقية للتخلص من كافة ترسبات ومآسي الماضي التشطيري.
ولكون كل ذلك يمثل جملة من الثوابت الوطنية التي يستحيل تجاوزها أو السير باتجاه المستقبل الأفضل بدونها، فإن ما رصدناه خلال اليومين الماضيين من مزايدات ومكايدات سياسية حول هذه القيم والمثل التي ذهبت اليها دورة مركزية الاشتراكي في عدن من اتهامات صارخة حاولت التشكيك‮ ‬في‮ ‬إيمان‮ ‬وطننا‮ ‬بمختلف‮ ‬فعالياته‮ ‬بهذه‮ ‬القيم‮ ‬الديمقراطية‮.‬
وهو‮ ‬أمر‮ ‬دفعنا‮ ‬الى‮ ‬التساؤل‮ ‬عن‮ ‬الأسباب‮ ‬التي‮ ‬حدت‮ ‬بمركزية‮ ‬الاشتراكي‮ ‬الى‮ ‬المزايدة‮ ‬حول‮ ‬هذه‮ ‬القيم‮ ‬التي‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬محل‮ ‬أخذ‮ ‬ورد‮.. ‬بالنسبة‮ ‬للشعب‮ ‬اليمني‮ ‬وبمختلف‮ ‬ألوان‮ ‬طيفه‮ ‬السياسي‮.‬
تساؤل‮ ‬لا‮ ‬ريب‮ ‬أنه‮ ‬أجبرنا‮ ‬على‮ ‬التوقف‮ ‬عنده‮ ‬كثيراً‮ ‬للوقوف‮ ‬أمام‮ ‬الأهداف‮ ‬التي‮ ‬تحاول‮ ‬مركزية‮ ‬الاشتراكي‮ ‬تحقيقها‮ ‬من‮ ‬وراء‮ ‬هذا‮ ‬التسويق‮ ‬السياسي‮ ‬والاعلامي‮ ‬لقضايا‮ ‬لم‮ ‬يعد‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬يختلف‮ ‬حولها‮.‬
تساؤل لاشك أن الاجابة المنطقية والواقعية عليه هي ان مركزية الاشتراكي قد لجأت الى هذا النوع من المزايدة لقضايا عفى عليها الزمن وتعود لحالة الفراغ التي يعاني منها الحزب وهو فراغ يدفع به من وقت لآخر الى البحث عن مشاجب ومبررات يحاول من خلالها ممارسة المزايدة السياسية‮ ‬ولو‮ ‬كانت‮ ‬بقضايا‮ ‬لم‮ ‬تعد‮ ‬موجودة‮ ‬على‮ ‬الواقع‮.‬
ولذا فإن تباكي مركزية الاشتراكي على كل الموضوعات التي شجبتها ونددت بها وسخرت منها وقللت من شأنها ليست سوى محاولة جديدة هدفها ذر الرماد في العيون.. خاصة وأن المعطيات الراهنة على الساحة وما هيأته من مناخات جديدة لحوار أكثر جدية وأكثر قدرة على التعمق في مختلف المشكلات قد أثار حالة من الرعب لدى مركزية الاشتراكي وهو رعب عكس عدم قدرتها على التعاطي مع الجديد على الساحة اليمنية، ولم يكن أمامها سوى العودة الى عهود التشطير لاعادة تكرار الحديث عن المآسي والمظالم التي أتسم بها ذلك العهد ومحاولة اسقاطها على واقع الحياة اليوم،‮ ‬وهو‮ ‬اسقاط‮ ‬فاشل‮ ‬بكل‮ ‬المقاييس‮ ‬لكونه‮ ‬فعلاً‮ ‬يحاول‮ ‬الانتصار‮ ‬للماضي‮ ‬التشطيري‮ ‬وبكل‮ ‬مآسيه‮ ‬ومظالمه‮ ‬على‮ ‬حساب‮ ‬الحاضر‮ ‬اليمني‮ ‬ومتطلبات‮ ‬نهوضه‮ ‬وتطوره‮. <‬
تمت طباعة الخبر في: الأربعاء, 26-يونيو-2024 الساعة: 08:37 ص
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9410.htm