الإثنين, 23-مارس-2009
الميثاق نت -  ‮‬علي‮ ‬عمر‮ ‬الصيعري -
عندما وافق مؤتمرنا الشعبي العام على تأجيل الانتخابات البرلمانية لعامين قادمين، نزولاً عند المصلحة العامة للوطن، والتي اقتضت توافق المؤتمر مع »المشترك« حول رؤية جمعية لتسوية الملعب السياسي، فإن ذلك لا يعني أن يراوح الطرف الثاني مكانه او يلجأ في حواره القادم مع مؤتمرنا الى أسلوبية الاستغراق في » التفاصيل حول التعديلات الدستورية المفترض اجراؤها« بحسب ما أبداه الشيخ سلطان البركاني الامين العام المساعد من قلق جراء الوقوع في مثل هذه الأساليب التي عادة ما تفضي الى طريق مسدود.
كما لا يعني الاتفاق على هذا التمديد أن تتراخى الأحزاب وتركن الى طول فترة هذين العامين لنتفاجأ عند تصرفها باقتراب الموعد الانتخابي في ابريل العام 2011، لأن فترة التمديد اصلاً هي عام ونصف وليست عامين كاملين.. بمعنى أن الاطراف المعنية بالعملية الانتخابية يفترض أن تستكمل مجمل حواراتها وتتفق على التعديلات الدستورية وتعديل النظام الانتخابي وآليات العملية الانتخابية خلال عام وخمسة أشهر لا غير، ابتداءً من ابريل 2009م الى مطلع سبتمبر 2010، لتبدأ بعدها مطلع اكتوبر من ذات العام بإعداد جداول سجل الناخبين، ناهيكم عن أن الوقت‮ ‬المقرر‮ ‬لبدء‮ ‬عملية‮ ‬ترسيم‮ ‬حدود‮ ‬الدوائر‮ ‬الانتخابية‮ ‬هو‮ ‬اغسطس‮ ‬عام‮ ‬2010م‮.‬
فإذا لم تحزم الاحزاب أمرها من الآن وتبادر الى الجلوس حول طاولة حوار وطني مسؤول يفضي الى استيفاء كافة متطلبات هذا الاستحقاق الوطني، وإذا لم تتجنب الأحزاب شراك الوقوع في التفاصيل والاشتغال بالمشاريع التي تستغرق وقتها القضايا السياسية على حساب قضايا الوطن الملحة،‮ ‬وإذا‮ ‬لم‮ ‬تتعض‮ ‬من‮ ‬دروس‮ ‬التجارب‮ ‬الماضية‮ ‬،‮ ‬فإنها‮ ‬لن‮ ‬تكون‮ ‬جاهزة‮ ‬للإيفاء‮ ‬بالاستحقاق‮ ‬الوطني‮ ‬الديمقراطي‮ ‬القادم‮.‬
إن كل ما نخشاه أن يداهم الوقت الاحزاب السياسية المعنية لتجد نفسها غير جاهزة للإيفاء بهذا الاستحقاق الوطني، لذا لا مناص من تذكيرها بما قاله السيد »بيتر وليامز« مدير مكتب »الآيفس« في ندوة تأجيل الانتخابات المنعقدة يوم الثلاثاء الماضي.. حيث قال:
‮»‬اليمن‮ ‬إذا‮ ‬تجاهلت‮ ‬دروس‮ ‬الماضي‮ ‬فإنها‮ ‬لن‮ ‬تكون‮ ‬جاهزة‮ ‬لإجراء‮ ‬الانتخابات‮ ‬خلال‮ ‬سنتين،‮ ‬وإذا‮ ‬كانت‮ ‬غير‮ ‬مستعدة‮ ‬لإجراء‮ ‬الانتخابات‮ ‬خلال‮ ‬سنتين،‮ ‬فالديمقراطية‮ ‬اليمنية‮ ‬ستكون‮ ‬جزءاً‮ ‬من‮ ‬التاريخ‮«.‬
فهل‮ ‬ترتضي‮ ‬الاحزاب‮ ‬السياسية‮ ‬المعنية‮ ‬بهذا‮ ‬المصير‮ ‬المفجع‮ ‬لتجربة‮ ‬الوطن‮ ‬الديمقراطية؟‮!‬
إذن‮ ‬فلنقدم‮ ‬من‮ ‬الآن‮ ‬على‮ ‬طي‮ ‬صفحة‮ ‬الماضي‮ ‬ونفتح‮ ‬صفحة‮ ‬جديدة‮ ‬لتنفيذ‮ ‬ما‮ ‬تم‮ ‬الاتفاق‮ ‬عليه‮ ‬لننجز‮ ‬للوطن‮ ‬استحقاقه‮ ‬الانتخابي‮ ‬في‮ ‬ابريل‮ ‬2011م‮ ‬مستفيدين‮ ‬من‮ ‬كل‮ ‬يوم‮ ‬واسبوع‮ ‬وشهر‮ ‬من‮ ‬هذين‮ ‬العامين‮.‬

تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 05:32 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9564.htm