الإثنين, 30-مارس-2009
الميثاق نت -   محمد انعم -
إن الهروب من معالجة قضايا الشباب بِلَعْن »القاعدة« وتضخيم هذا التنظيم كعدو معجزة لا مثيل له حتى في الاساطير اليونانية القديمة مشكلٌ يجعلنا نقف وجهاً لوجه أمام معركة نسقط فيها العقل أمام جيوش الخرافات والمبررات الواهية.. إننا نلعن الارهابيين في كل مكان وبتنا‮ ‬نسمع‮ ‬ذلك‮ ‬كمواعظ‮ ‬تشبه‮ ‬أساليب‮ ‬الثورة‮ ‬الثقافية‮ ‬في‮ ‬الصين،‮ ‬لكن‮ ‬لا‮ ‬تمر‮ ‬أيام‮ ‬حتى‮ ‬نبكي‮ ‬شباباً‮ ‬جدداً‮ ‬اختاروا‮ ‬الأحزمة‮ ‬الناسفة،‮ ‬ولا‮ ‬نلتفت‮ ‬وحولنا‮ ‬آلاف‮ ‬المفخخات‮ ‬التي‮ ‬يستخدمها‮ ‬المفسدون‮ ‬ضد‮ ‬شباب‮ ‬بلادنا‮.‬
فمنذ أن أعلن الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عن قانون التدوير الوظيفي بدأنا ندرك أن توجهاً جديداً سيزلزل بتحصينات الارهابيين والمفسدين، وأن الشباب لن يتحولوا من قوة بناء الى معاول هدم وخراب.. لكن حتى الآن ما يزال الارهابيون والمفسدون يمارسون عمليات تخريب‮ ‬وتدمير‮ ‬منظم‮ ‬ضد‮ ‬شباب‮ ‬اليمن،‮ ‬ولايزال‮ ‬هناك‮ ‬اصرار‮ ‬على‮ ‬اقصاء‮ ‬وتهميش‮ ‬الشباب‮ ‬بشكل‮ ‬واضح،‮ ‬بل‮ ‬إن‮ ‬هناك‮ ‬أساليب‮ ‬تطفيشية‮ ‬وتجويعاً‮ ‬وغير‮ ‬ذلك‮ ‬تمارس‮ ‬عليهم‮ ‬بكل‮ ‬قساوة‮.‬
فعندما تُغلق الجامعات وكل أبواب الهجرة والاغتراب الى دول الجوار.. وأبواب التوظيف.. ومعاهد التعليم الفني والتدريب المهني.. والحدود.. ويزداد الفقر.. والبطالة.. اننتظر هنا من الشباب أن يصفقوا للحكومة.. أو يظلوا على أرصفة البطالة يؤدون تعظيم سلام للمسئولين أمثال‮ ‬فرق‮ ‬الكشافة‮! ‬أم‮ ‬سيذهبون‮ ‬الى‮ ‬طريق‮ ‬الشر‮..‬؟‮!‬
بالتأكيد أن الوسطية والاعتدال عندما تختزل في الفكر أو في موقف الشرع من التعامل مع السياح والمستثمرين ورعايا الدول الاجنبية في بلداننا، هنا يكون الحديث عن الوسطية غير مجدٍ ولابد من تطبيق هذا المبدأ الاسلامي تطبيقاً يلبي متطلبات الانسان في التعليم والعمل والحياة‮ ‬المعيشية‮ ‬الكريمة‮ ‬والمساواة‮ ‬في‮ ‬الحقوق‮ ‬والواجبات‮.. ‬وألا‮ ‬يتم‮ ‬حصره‮ ‬في‮ ‬المعتقد‮ ‬فقط‮..!‬
إن تكريس مكافحة التطرف في الفكر فقط فيه مغالطة وخداع لأنفسنا.. فشباب بلادنا يواجهون أشكالاً وأنواعاً من التطرف الذي يسعى الى تمزيق هذا الجيل النقي.. وبدلاً من أن نعين القيادة السياسية في هذا التوجه للأسف انطلقنا مثل جوقة الكهان نردد قولاً واحداً.. ثم نرمي بأخطائنا ونحمّل تنظيم »القاعدة« مسئولية العبث بجيل أمتنا.. للأسف لم يجرؤ أحد أن يقول إن شباب اليمن بحاجة ماسة الى الوسطية والاعتدال من ارهاب الفقر والجوع وبطالة الأرصفة فهذا الثالوث هو المحك للوسطية والاعتدال.
إذا تحققت الوسطية والاعتدال في العمل والتدوير الوظيفي وإنهاء الازدواج والمنح الدراسية، هنا الشباب بالتأكيد لن يفروا الى الأحزمة الناسفة.. فلو وجدوا أن المفسدين في الوزارات المعنية بهم كانوا هم الخيار الأفضل لما اختاروا الموت أبداً.
اعتقد أن بدء العمل بالتدوير الوظيفي وتطبيق نظام التقاعد واعادة النظر في المسئولين المباشرين عن الشباب والطلاب والوعظ والارشاد والثقافة والاعلام وكذلك اعادة النظر في التعليم الجامعي وسياسة الابتعاث.. وانهاء المزدوجين وظيفياً أولويات أساسية لمكافحة الإرهاب.
إذا‮ ‬انطلقنا‮ ‬من‮ ‬هنا‮ ‬فبالتأكيد‮ ‬سنبدأ‮ ‬الحديث‮ ‬عن‮ ‬ثمارالوسطية‮ ‬والاعتدال‮ ‬لا‮ ‬عن‮ ‬الأحزمة‮ ‬الناسفة‮.
تمت طباعة الخبر في: السبت, 18-مايو-2024 الساعة: 01:53 م
يمكنك الوصول إلى الصفحة الأصلية عبر الرابط: http://www.almethaq.net/news/news-9662.htm