موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
السبت, 02-مايو-2009
الميثاق نت -   احمد الجارلله -
طالعت كغيري من الشغوفين بمتابعة اخبار اليمن تلك الأحداث المؤسفة التي شهدتها بعض مناطق هذا البلد العربي الشقيق من تظاهرات وأعمال تخريب طالت مؤسسات تجارية في محافظتي حضرموت وأبين, وما اسفرت عنه من ضحايا بين قتلى وجرحى معظمهم من العسكريين والمدنيين, وقد تألمت كثيرا جراء ما يحدث في هذه الجمهورية العريقة التي تحظى باهتمام وتقدير كبيرين لمواقفها الجريئة المشرفة ازاء مختلف القضايا العربية والاقليمية والدولية.
مرد الألم والحسرة اللذين ينتابان محبي اليمن ممن شاهدوا أو سمعوا عن هذه الاعمال التخريبية يكمن في ايمانهم بأن هذا البلد العظيم مكانة ومساحة لا يستحق أن يفعل به وفيه مثل هكذا محاولات للعبث بأمنه او الخروج على قانونه ونظامه, فهو بلد مهيأ تماما للحاق بركب التقدم والرخاء على مختلف الصعد والمجالات في ظل امكاناته الجمة التي يحتاج استثمارها وتوظيفها على النحو المأمول فقط الى توفير ظروف اجتماعية أفضل وادارة اقتصادية انشط.
يقال في علم الحياة ان الازمات تخلق الفرص, وأعني هنا الازمات الاقتصادية التي تبرز حال وقوعها ما اذا كان هناك مَنْ يحسن أو يصيب في اقتناص تلك الفرص من عدمه, بينما الأزمات السياسية يختلط معها حبل الفرص بنابل الضياع, كونها تبذر بذور خراب وتمزيق وشتات الدول.
جمهورية اليمن لا يعيبها الفقر, ولكن الجوع - كما يقول العامة - كافر أو صاحب الحاجة اعمى حتى تنقضي حاجته, وكل هذه التوصيفات والاقاويل قد يُسمح لمتبنيها او مؤيديها السير نحو تحقيق اهدافهم انطلاقا منها, غير انه من غير المقبول ولا الجائز ان يترتب على هذه المفاهيم الفضفاضة شق وحدة البلد وتشرذمه, وهذا هو حال الحركة الانفصالية في الجنوب اليمني التي يتزعمها صاحب حاجة اعمى طلب المستحيل ولم يطلب المستطاع, وحاول قتل الجانب الايجابي في الثورة اليمنية الذي تجلى في وحدة الجنوب والشمال بعد سنوات من عبث ولعب وكوارث وتلون سياسي ارهق هذا البلد وشعبه.
نعم... يشكو جنوب اليمن من بعض الاهمال, ولكنه اهمال له ما يبرره من ضيق ذات اليد, عوضا عن الوضع الاجتماعي لقاطني هذه المناطق الجنوبية التي شربت هي الاخرى من معين التلون السياسي وعدم الاستقرار والعبث في السيادة ممن حكموها, فيما كانت اموالها تُهرّب وطبقتها الحاكمة هذه تعيش ترفا سياسيا واجتماعيا, فضلا عن ان البلاد كانت حينذاك مغلقة, ولم يكن يُسمح لاهلها - على سبيل المثال - ان يتناولوا القهوة مع اجنبي حتى ولو كان هذا الاخير عربيا قريبا او صديقا او نسيبا.
جنوب اليمن مثل شماله مر بأزمات سياسية ناجمة عن مواقف اناس سكارى وما هم بسكارى, ولكن هكذا كان الحال, والعالم ببواطن الامور هو مقدر هذه الاحوال.. فالطرفان يشتركان في تجرع كأس الالم, ولهما الحق في ان يشكوا, وعليهما ان يعيا مسببات واسباب شكواهما حتى لا تتسبب مطالبة كليهما او ايهما بحقه في خراب بلدهما فالحفاظ على وحدة اليمن امر يتوخاه العالم العربي بأسره لا الدولة اليمنية وحدها, ومن ثم فإن كل ما هو مطلوب الان ممن يحاولون زعزعة هذه الوحدة بداعي ضيق الحال التوقف عن هذا الهراء, والعمل على مد يد العون للقائمين على صون استقرار الدولة من اجل خلق نوع من الانفتاح الاستثماري عبر سن قوانين اقتصادية مريحة للمستثمر المحلي والاجنبي على حد سواء, ليتسنى عندئذ تعزيز ثقة العالم بالمجتمع اليمني من جهة ووأد اي حديث عن شظف العيش وضيق الحاجة من جهة اخرى, لا سيما ان جميع المطلعين على الشأن اليمني يعرفون جيدا انه عندما يريد القيمون على ادارة هذه الدولة ان يفعلوا شيئا يضع بلادهم على الخارطة السياحية او التجارية او العمرانية تصطدم خططهم عادة بالاوضاع الاجتماعية التي تأبى الانفتاح وتصر على التقوقع والتخندق من قبيل حمل الخناجر وسط الاجساد لا حمل "ورود الحداثة والتطور".
محصلة القول ان العيب ليس في امكانات وفرص اليمن بل العيب كل العيب في الوضع الاجتماعي الذي يعيش طقوس الانغلاق ويرفض ان يفتح عيونه للخارج بتقنياته ومعارفه الواسعة خصوصا في مجالات الاستثمار والتنقيب عن النفط الذي كان سببا رئيسيا في ثراء دول عدة فمتى ما تغيرت هذه الاوضاع الاجتماعية في اليمن سيكون هذا البلد على موعد مع نهضة عمرانية كبيرة في صنعاء وعدن وغيرهما من المناطق الاخرى فالمستثمر الاجنبي المتسلح بالمعارف والتكنولوجيا لايزال يتوجس من التوجه صوب اليمن, مخافة حوادث الاختطاف وطلب الفدية التي يسمع بوقوعها في بعض مناطق هذا البلد.
أخيرا نؤكد من جديد ان وحدة اليمن ليست مرد آلامه كما يزعم البعض, بل هي سبب قوته وعزه, وعلاج هذه الآلام يتأتى بشيء من أفق واع ووقت اطول وصبر على ظهور مفعول الدواء, ولهذا نقول للرئيس علي عبدالله صالح: اصبر على كيد المارقين فإن صبرك قاتلهم, واعلم جيدا ان العرب جميعا يؤيدون مساعيك وخطاك في تثبيت وتأمين وحدة اليمن وشعبه والنأي به عن مخاطر الفرقة والتمزق.
*عن السياسة الكويتية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)