حوار: امين الوائلي -
سيدي الرئيس:
الدكتوران أبوبكر المعلم وشفيق عطا.. عالمان - عالميان.. لم نحسن الاستفادة منهما أو تكريمهما في حياتهما.. وقد ماتا وخلّفا دراسات وبحوثاً واختراعات في غاية القيمة العلمية..
وأسرهم تسأل: كيف نصل ونسلمها لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. للإستفادة منها.. وحتى لا تضيع؟
هذا الحوار أردناه أن يشتغل على مادة عقدين من الزمن..
الوحدة العظيمة.. والمشاريع الشوكية الصغيرة الناشئة والناشبة حولها.
مؤامرة كبيرة.. تستهدف منجزاً أكبر بحجم الوحدة.
رئيس منتدى الوحدة اليمنية - القيادي المؤتمري الناقد لأحوال وأداء المؤتمر - محمد الحاج سالم مستشار محافظة أبين ومدير عام الإعلام بالمحافظة.. يتتبع كل شيء.. ولا يستثني أحداً.
قصة محافظة
تعيش أبين أجواء تفاعلات لا تخبو على أكثر من صعيد.. وخصوصاً في الشأن السياسي العام، والثابت أن لأبين قصة متقدمة في هذا السياق.. كيف يوجزها لنا رئيس منتدى الوحدة؟
- في البداية نشكر صحيفة »الميثاق« لاهتمامها بالنزول الى محافظة أبين وهي فرصة طيبة لنجدد التواصل معها.
أما بخصوص السؤال الذي تفضلت بطرحه فهو يشكل حديث الساعة هذه الأيام.. وحقيقة.. أبين بشكل خاص لها دور متميز جداً ولها قصة جميلة مع الوحدة نظراً للدور الذي لعبته في الدفاع عن الوحدة والحفاظ على النظام السياسي للجمهورية اليمنية.
الأوضاع التي سادت ما بعد 94م صابها كثير من الركود والجمود واللامبالاة ومن التساهل في كثير من القضايا.
ودعني أقول إنه كان يفترض بالحزب الحاكم على وجه الخصوص، بعد معارك الدفاع عن الوحدة -سواءً أكان الفرع في أبين أو الأمانة العامة في صنعاء- أن يضع خطة استراتيجية طموحة لتفعيل وتطوير ما تحقق في معارك الدفاع عن الوحدة.
وهذا التميز والتفرد لأبين في هذا الحدث الكبير قد وصفه وأنصف أبين في تلك الفترة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام في أول زيارة له بعد الانتصار مباشرة في 26 أغسطس 1994م.. حيث ألقى خطاباً جماهيرياً قال فيه كلمات تاريخية لم يقلها أي رئيس يمني على الاطلاق.. قال: إن أبين كانت النموذج الحقيقي الذي اقتدت به باقي المحافظات في الدفاع عن الوحدة اليمنية، وهذا الكلام لم يقف عنده كثير من المسئولين في أبين أو خارج أبين في انصاف هذه المحافظة لدورها المتميز كما ذكرنا.
لأن أبين دافعت عن الوحدة مرتين: في 11 فبراير 1994م عقب اتفاقية عمَّان مباشرة، وتحريك الألوية من عدن لاقتحام أبين قبل أن يجف حبر وثيقة العهد والاتفاق.. وبعدها بعد اعلان الانفصال والتصدي لهذه الردة.
تنكرت للجميل
بعدها ما الذي حدث بالضبط، وما علاقته بما نحن فيه اليوم؟
- سأوضح ذلك في السياق.. بعدها استفاد كثير من الاخوان الذين نزحوا من قرار العفو العام على الصعيد السياسي والاعلامي والتنظيمي والجماهيري.. كثير ممن نزحوا من أبين أو من كان يطلق عليهم »المغرر بهم« عادوا الى المحافظة.
وكان المفترض أن يقدموا عرفاناً بالجميل ولما صدر بحقهم من قرار عفو عام وعودتهم معززين مكرمين.. إلاّ أنهم بشكل عام استغلوا هذا القرار »العفو العام« من أجل اعادة ترتيب أوضاعهم السياسية والتنظيمية والتآمرية.. والحلقات الأخرى التي تعاقبت بعد تلك الفترة.
الاخوان في أبين.. في اطار الحزب الحاكم أو في اطار السلطات التنفيذية مع الأسف - أو الأمانة العامة، لم يكونوا يعوا هذا الموضوع ولم يعيروه أهمية وتُرك الحبل على الغارب وتعاملوا بطيبة الى درجة لم يتصورها أحد.
نحن في عمل سياسي، والحزب الحاكم ليس وحده في الشارع وانما هناك أحزاب أخرى صغيرة بحجم أعضائها وبحجم وجودها، إلاّ أنها كانت تمتلك امكانات.. وكان هناك حزب صغير في أبين لايتعدى عدد أعضائه مائة، إلاّ أنه كان يمتلك امكانات غير عادية وقيادته في الخارج نسقت مع قيادة أبين وبعض قيادات في المحافظات في ربط هذه المقرات الأربعة لهذا الحزب مع قيادته في الخارج من خلال حديث يرد من داخل لندن.
من تعني بالضبط.. أي حزب هو؟
- أعني حزب رابطة أبناء اليمن.
عندها دعونا الاخوان في صنعاء الى تفعيل العمل السياسي وأن نفتح صفحة جديدة مع هؤلاء الناس وأن نستفيد من المؤسسين للحزب الحاكم.. الوطنيين المهملين المهمشين في منازلهم نتيجة قناعات شخصية لبعض القيادات التي تعاقبت على الحزب الحاكم في المحافظة وتركوا هؤلاء الناس مهملين حتى أن البعض منهم قام بردة فعل نكايةً بالحزب الحاكم والوحدة، وانحاز لأطراف أخرى.
محطات مهمة في الطريق
تحديداً متى بدأت التداعيات بالظهور وتصبح مشكلة لافتة؟
- بدأت التداعيات بشكل مؤثر أو بشكل بارز في المحافظة بعد أحداث المكلا في 1998م.. عندما اعتقل حسن باعوم في أحداث الشغب والفوضى التي حدثت في المكلا.
بدأت هذه العناصر تتجمع وتتنظم حتى أنها قامت بمسيرات جماهيرية وكانت تحت غطاء سيناريو خارجي.. وتم إثبات ذلك في التحقيقات.
في تلك الأوضاع تعاملت القيادة السياسية بكرم وعفو.. من جديد.. وبسعة صدر من أجل اعطاء فرصة لهؤلاء الناس لمراجعة أوضاعهم.. إلاّ أن هذا القرار -دائماً- لم يترجم في أروقة المؤتمر وتكويناته في المحافظات.. ظل الرئيس هو المبادر دائماً ولم يترجمها المؤتمر في سياسات وبرامج وخطط عملية.
في ظل هذا الجمود والتراخي وفي ظل المنافع التي حاول البعض أن يستغلها من خلال مواقعه لمصالحه الخاصة.. بعد الانتخابات الرئاسية في 1999م.. قدم المؤتمر مبادرته الرائعة والأولى من نوعها وهي اشراك المواطنين في القرار السياسي من خلال تجربة المجالس المحلية.. كثير من الأحزاب السياسية سواءً في الاشتراكي أو الاصلاح أطلقوا عدة تحذيرات ومخاوف من التجربة.. إلاّ أن الإصرار لدى القيادة على تطبيق هذه التجربة من خلال قراءة سياسية ميدانية للواقع اليمني جعلت انجازها يأخذ بُعداً تحضيرياً جاداً.
ومع الأسف -ولو أخرج قليلاً عن الموضوع- كان لوزارة الاعلام رؤية في هذه العملية أنها تعطي صلاحيات لجانب الاعلام في المحافظات ليكون مواكباً لهذه التجربة الوليدة التي سوف تتحقق بعد عدة أشهر.. إلاّ أن هذه الرؤية لم تكن سليمة على الواقع، بل أثرت تأثيراً كبيراً جداً وسلبياً في المحافظات.. وتفرغت وزارة الاعلام للإعلام الخارجي وللصحف الرسمية وتركت مكاتب الاعلام في المحافظات على حالها والتي تعاني من عدم توافر الامكانات الضرورية لنشاطها اليومي.
وقُدّم مقترح لمجلس الوزراء في عام 2000م، ونظراً لظروف معينة اتخذ مجلس الوزراء قراراً بأن مكاتب الاعلام في المحافظات تتبع دواوين المحافظات ولم يرفق القرار بجملة من الاجراءات تعزز نشاط المكاتب في المحافظات مع هذا الحدث الكبير من خلال الامكانات والمستلزمات ووسائل العمل.. كثير من مكاتب الاعلام عبارة عن غرف وكراسٍ ومكاتب.. والسلام عليكم! في حين أن أحزاباً معينة تمتلك وسائل اعلام حديثة وتقنية وامكانات غير عادية ومن بينها صحف أهلية.
جرت تجربة الانتخابات المحلية.. وربما يكون الحدث الثالث من الانجازات في الوطن بعد الوحدة والديمقراطية هو المجالس المحلية.. والأحزاب التي كانت تحذر وتخوف اضطرات ان تدخل في التجربة والحدث حتى لا يفوتها القطار.
البداية من »اللجان الشعبية«
أين يأتي دور أو أثر التراخي كما تقول.. أو الى ماذا أوصل؟
- نعم.. الأحزاب التي عادت من الخارج وأعيد تكوينها من جديد.. وجدت مناخاً في هذا التراخي الذي أيضاً تكرر ثانية بعد الانتصار الكبير في انتخابات المجالس المحلية.. وظلت الأمور كما هي.. أداء ضعيف ونشاط سيئ ومتدنٍّ الى الأسوأ.
هذا المناخ من التراخي في الأداء السياسي التنظيمي دفع بعض القوى السياسية في المعارضة- ولا نقول في الاشتراكي رغم أن معظم عناصره هم في هذا الاطار- قاموا بتفريخ عمل سياسي جديد.. تحت مسمى جديد يواكب ما تحقق في الوطن من انجازات على صعيد المشاركة الشعبية في صُنع القرار، تمثل هذا التفريخ في اعلان واشهار ما يسمى بـ»اللجان الشعبية« التي ظهرت في عدن ولحج وأبين وشبوة وحضرموت.. لهدف سياسي معين ولم تظهر هذه اللجان في المحافظات الأخرى.. الهدف معروف، بل إن هذه اللجان الشعبية التي تم اشهارها كانت مخالفة للقوانين والنظم بدءاً من نهاية 2001م تحديداً في أغسطس 2001م، تشكلت من قيادات في الاشتراكي ومن أحزاب معارضة أخرى.. ومارست نشاطاً سياسياً عبر منشورات وزعت في الشوارع.. أكثر تطرفاً وتشدداً.
مضمونها يدعو إلى ماذا؟
- مضمونها يدعو الى محاربة الوحدة ومحاكمتها.. والدعوة الى العصيان المدني.. والدعوة الى تغيير فضفاض وعام بدون ضوابط معينة.
ومع الأسف بعض الصحف الأهلية.. وخاصة صحيفة »الأيام« وجدت ضالتها في هذه البؤرة الجديدة للنشاط المعادي للوطن وأبرزت هذا النشاط واللجان في صفحاتها الأولى بشكل عريض.
مع أن هناك قوانين تنظم نشاط الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والهيئات التعاونية الخدمية والجمعيات.. إلاّ أن هذا لم يؤخذ به وظلوا يروجون لهذا التطور حتى مضى على اشهاره ثمانية أشهر واقتنع الآخرون بخطورة هذا المسمى على السلم الأهلي والسلطة التشريعية.. واتخذت اجراءات في حينها وتمت اعتقالات.. وانتهت هذه اللجان الشعبية.
المصيبة أن بعض اعضاء هذه اللجان الشعبية ومستشاريها واضحون كل الوضوح في عدائهم للوحدة اليمنية، الاّ أن بعض السياسيين في المحافظة تصرفوا بأسلوب اعتباطي وعشوائي مع هؤلاء من أجل كسبهم.. وكان الكسب مصلحياً نفعياً ذاتياً.. لم يضف فائدة تذكر للنظام السياسي، وارتكبت مع هؤلاء مخالفات في الأراضي والعقارات وقضايا اخرى.. وصلت الى المحاكم.
مرة أخرى ظل الوضع كما هو عليه -للأسف الشديد- نفر قليل من العناصر التي كانت تستغيث وتقاوم هذا التدهور السلبي.
قصتي مع »الأيام«
عندما قامت هذه اللجان الشعبية بإنزال منشوراتها ضد الوحدة ونشرت »الأيام« خبرها، قمنا بالرد بشكل شخصي على »الأيام«.. لم يستجب فرع المؤتمر في المحافظة ولا الهيئات المختلفة لمساندتنا بالرد والتعقيب على ما جاء في صحيفة »الأيام« بهذا البنط العريض والتحريض الواضح لهؤلاء لمواصلة العصيان وضد الوحدة.
لم تمر 24 ساعة إلاّ وشنت »الأيام« حملة شعواء عليَّ شخصياً وكثيراً من الاتهامات والابتذال واشترك القاصي والداني في هذه الحملة.. واستغلت الرد الذي أرسلته ونشرته على أنه تهديد من مدير عام الاعلام في أبين لـ»الأيام« والى ما هنالك من تمويهات.. أمام هذه الحملة الشعواء لـ»الأيام« على موقفي رفعت قضية أمام المحكمة الابتدائية في صيرة عبر وكيل النيابة للصحافة والمطبوعات.
هذه القصية كان يجب أن ترفعها السلطة وفرع الحزب الحاكم في المحافظة.. ولكن لم يحدث شيء.. في المحكمة تم استدعاء مراسل »الأيام« ومن اشتركوا في الحملة واستدعوا رئيس تحرير »الأيام«، وظللت على تواصل مع المحكمة الابتدائية في صيرة ذهاباً وإياباً، حتى أن بعض الاخوان في صنعاء تعاطفوا معي بشكل شخصي.. وأذكر على وجه التحديد الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي الذي كان حينها رئيس الدائرة السياسية، والدكتور عبدالكريم الإرياني الأمين العام للمؤتمر حينها.
استمرت القضية سنة ونصف.. المحامي الذي ترافع حينها تعاطف معي، وبعد سنة تقريباً على القضية تحركت قوى المعارضة والمنظمات الأهلية التي تسير في هذا الفلك.. عبر علاقاتها مع الوكالات الصحفية والعالمية وخاصة في نيويورك ووجهت تلك المنظمة رسالة الى رئيس الجمهورية ترجوه اصدار قرار بإلغاء الأحكام أو القضايا التي مازالت في النيابة والمحاكم بحق الصحف وكانت قضيتي ضمن القضايا التي تم اسقاطها.
ما أقصده من هذا الاستشهاد المعبر هو أن كثيراً من القضايا كهذه كان يفترض أن تبادر الجهات الرسمية والسلطات التنفيذية الى التصدي لها ومواجهة التحريض الفوضوي بحزم وبالقانون، ولكن القضية ظلت بالنسبة للجانب الرسمي محصورة على الجانب الأمني وهذا مهمته محددة ولكن هناك عملاً سياسياً يفترض أن يكون له حضور في الشارع.. وعوضاً عن ذلك بعض الاخوان في المحافظة -بدون ذكر اسماء- تعاملوا مع موقفنا بسلبية وكأنهم على نقطة التقاء مع الطرف الآخر!
بل إن الذين شاركوا في هذه الحملة على موقفنا من اللجان الشعبية ومطالباتهم بمحاسبة الوحدة تم تبنّيهم وتكريمهم!
إلَامَ يقودنا كل هذا السرد التوضيحي المفصَّل.. بعد ذلك كيف تطورت أو تبلورت الأمور والأخطاء المصاحبة؟
- تطورت الأمور وتسارعت.. جاءت الانتخابات الرئاسية والمحلية.. وكل الناس يعرفون أن الدعاية الانتخابية لأحزاب المشترك لم تكن سياسية في وصفها بل أشبه بحرب أو التحضير لحرب عسكرية قادمة.. من خلال قوة القذف والسب والاتهامات والتجريح في خطابات قادة أحزاب المشترك.
ويُحسب للرئيس ويُحسب للمؤتمر سعة الصدر وضبط النفس وامتصاص تلك الاساءات والاستهدافات.. حتى تحققت الانتصارات والنجاحات المميزة في الانتخابات الرئاسية والمحلية في 20 سبتمبر 2006م.
هذا الحدث الكبير لم يتم الاستفادة منه في كل المحافظات والمديريات في مهرجانات تجدد المعنويات وتعززها وتعمقها.. ولكن كسابقاتها من الانجازات ظل الركود والجمود كما هو.
عن مؤامرة
ولكن بدأ بعدها موال جديد وظهرت ردود أفعال ناقمة باتجاه النجاح الكبير للانتخابات الرئاسية والمحلية؟
- هؤلاء بحكم اتصالاتهم مع الخارج وقيادات في الخارج تشاوروا الى جانب بعض المكاتب العالمية الاستخبارية ذات الخبرة في التحريض والتآمر.. ووجدوا ضالتهم في هذا التراخي، ثم جاءت قضية الاسعار في بداية 2007م ثم جاءت قضية المتقاعدين العسكريين والأمنيين ومع أنها حقوق مشروعة إلاّ أنها استغلت استغلالاً سيئاً وحركت الجمعيات لأهداف سياسية.
وفي ظل هذا الغياب السياسي والاعلامي المؤتمري في المحافظات.. ما أدى الى توسع التحركات.. حتى أن بعض الشخصيات في المعارضة ومن خلال استغلال الجمعيات الحقوقية للعسكريين والأمنيين أعدت سيناريو انقلابياً في الوطن بدءاً من عدن والمحافظات الجنوبية.
تمثل هذا في الدعوة الى المهرجان الجماهيري في عدن يوم 2 أغسطس 2007م تزامناً مع احتفال دولة الكويت الشقيقة بذكرى غزو العراق لها في نفس التاريخ، بقصد الإيحاء وكأن القضية مرتبطة بالغزو هنا وهناك، ولم يتنبه البعض من المعنيين لهذا التزامن القريب والخطير جداً.
صادف وجود الأخ نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في عدن والذي لعب دوراً رائعاً جداً بحكمة وحنكة وخبرة وبالتعاون مع مختلف أجهزة الأمن ومع قطاعات واسعة من المواطنين.. تم كشف هذا السيناريو الخطير في اليوم الأول من أغسطس 2007م.
وضبطت أعلام شطرية وضبطت العصابات المسلحة، كما ضبطت الكثير من اليافطات والوثائق الأخرى.
كان هذا الوضع في منتهى الخطورة، وبالرغم من خطورته إلاّ أن الدولة تعاملت بحكمة وبُعد نظر وبصيرة في المعالجة بنظرة سياسية ثاقبة، ومع ذلك لم يستفد هؤلاء من هذه الخطوة والحكمة.
ما وراء التصالح والتسامح
مباشرة بعدها دخلوا في حصة جديدة عنوان الدرس فيها كان »التصالح والتسامح«، ماذا وراء هذه التسمية؟
- نعم.. بعدها بأشهر قليلة جاء مسمى التصالح والتسامح المرسل من الخارج معلَّباً، وشكلت لجنة من العناصر التي لها نظرة عدائية للوحدة.. وأصلاً هذا الملتقى »التصالح والتسامح« لتلميع بعض الوجوه السياسية في الخارج.
ولكن التصالح والتسامح أصدره فخامة الأخ الرئيس بعد الحرب في 1994م، وقرار العفو العام هو القرار الانساني الوحيد في العالم العربي والعالم الثالث.. فإذاً تصالح وتسامح مع مَنْ؟
أعداء الأمس.. شركاء الدم.. شركاء الصراعات.. شركاء في ذبح الشعب اليمني في هذه المحافظات الجنوبية والشرقية التقوا في الخارج، وفرضت عليهم ظروفهم في الخارج أن يتصالحوا فيما بينهم كقتلة ومجرمي حرب.. معظمهم هارب من وجه العدالة.. وأنزلوا هذا المسمى الجديد كقضية تجاربية أيهما سينجح وكلها تجارب من أجل إلهاء المواطنين عن قضاياهم الوطنية.
كعادتها »الأيام« متصدرة هذا المسمى وبشكل يومي.. تطبخ وتصنع أخباراً.. وتنفذ حملة دعائية لهذا المسمى، وكأن الوطن خالٍ من التصالح والتسامح والعفو الحاصل في جميع المراحل السابقة.
استمر هذا المسمى فترة.. ثم تضاءل مستواه لقلة انصاره ومعرفة الناس بحقيقة الأمور وأن التصالح والتسامح يخص القتلة، لكن الأبرياء الموجودين في المحافظات والمديريات والقرى.. اليتامى والأرامل.. الأبرياء والضحايا.. ما فيش بيت في المحافظات الجنوبية والشرقية إلاّ ويئن وخسر كم شهيد ومفقود.. لم يأخذوا رأيهم أصلاً في هذا المسمى الوافد المعلَّب المفروض على الناس وكأنه لابد أن يدفع الشعب اليمني ضريبة دم من أجل تلميع صورة هذا المسئول أو ذاك القيادي في الخارج الى ما لا نهاية، وكأن الناس عبيد لهم لا أكثر.
هذا المسمى الجديد لم يتم التعامل معه بمسئولية من خلال الحضور السياسي في الشارع والحضور التنظيمي الجاد في التكوينات المختلفة، في المديريات والفروع، ظل كما هو، والبعض انغرس في هذا المسمى الجديد نتيجة للجانب القروي والمناطقي وارتباطهم بهذه الشخصية والذاتية.
بقينا نقاوم ونطرح سلسلة من المقترحات والمطالبات والكتابات.. ولكن أُذن من طين وأُذن من عجين، وكأن المركز لا يعرف بما يجري في المحافظات أو أن القضية نَفَس ديمقراطي زائد عما هو موجود في العالم؟
الصحف الموجودة.. أكثر من ثلاثين مطبوعة أسبوعية ويومية وشهرية تهاجم الوحدة وتهاجم النظام والمؤسسات الدستورية.. إذاً ماذا بقي أكثر من هذا ديمقراطياً؟
ما الديمقراطية التي يريدها هؤلاء؟
لا أعتقد أن البلدان الديمقراطية الكبرى مرت بمراحل مثل هذه التي تمر بها اليمن، بل وتجاوزت الديمقراطية في اليمن الديمقراطيات في العالم ودخل فيها مصطلحات بذيئة وسيئة لا علاقة لها بحرية التعبير أو الرأي والرأي الآخر! ولاشك أن هناك قوى أخرى تدفع بالأمور ومستفيدة من الوضع عبر أدواتها الأخرى.
إعلام .. غائب!
ثم وصلنا أخيراً الى »الحراك« الآن.. فماذا عنه هو الآخر؟
- نعم تطورت الأمور الى أن جاء هذا المسمى »الحراك« وهيئات النضال السلمي، والمجالس الوطنية.
المسيرات التي كانت تحدث في بعض مديريات أبين ومنها زنجبار.. كانت ترفع شعارات مخالفة للقيم والاخلاق اليمنية الأصيلة وتجاوزت كل حد وعقل وأدب: »برَّع برَّع يا يهود«!!
نفاجأ في اليوم الآخر أن »الأيام« التي تدعي حرية التعبير والشفافية في الخبر ونقله.. تخفي هذه الشعارات الصاخبة وتسمي ما حدث بـ»النضال السلمي« وتتحدث عن مظاهرة سلمية لا أكثر!! والشعارات مصورة ومسجلة وموثقة.
وللأسف الشديد.. إعلام المؤتمر وصحافته تتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية والتقصير والجمود.. وحتى بعض الصحافة الأهلية التي تقول الكلمة الشريفة وتحترم القضية الوطنية لم تصل هذه الصحف الى عواصم المحافظات الرئيسية في حينها ولم تصل الى المديريات حيث الحضور المكثف لهذه التحركات.. مع أن هناك صحفاً معارضة تطبع في صنعاء يوم الخميس فجراً مع بعض الصحف الرسمية الكبيرة جداً وتصل في نفس اليوم مساءً الى أبين، وصحفنا الأخرى تصل بعد أربعة أيام الى المحافظة، أخلص من ذلك الى القول إن تفشّي الركود واللامبالاة والجمود نتحمله نحن بالدرجة الأولى.. كسلطة وكحزب حاكم..
والعناصر التي ساهمت في هذا الركود يتم التعامل معها بتقدير واحترام! وكأن المركز بعيد عما يحدث في هذه المحافظات.
هذا هو الهم الكبير والمعاناة التي نعيشها ونتألم بها.. وأن هذه المحافظة التي امتدحها رئيس الجمهورية لموقفها الوحدوي العظيم.. تصاب بهذا الركود.. مع أن المأزومين اختاروا أبين بالذات لتطبيق تجاربهم التآمرية وكأن العملية فيها ثأر ونتيجة لمواقف أبين العظيمة.. ويمكن أن هناك مسمى جديداً سيعلن عنه اسمه »ثأر سياسي على أبين«.
يثأرون من أبين
وسأقول لك لماذا يثأرون من أبين: خلال الأزمة السياسية المفتعلة في 93-94م، وخلال ظاهرة الاعتكافات لقادة الحزب الاشتراكي، الى أول معركة للدفاع عن الوحدة في 11 فبراير، شكل مواطنو أبين وكوادرها تلاحماً رائعاً جداً مع قوات الشرعية.. وخلال المعركة التي انفجرت في 94م كانت افظع وأبشع معركة لم يشهدها التاريخ.. صواريخ عبر البر والبحر والجو على أبين طيلة 66 يوماً.. ولكن القدرة الإلهية أرادت أن تجنب أبناء أبين هذه الصواريخ وسقطت في أماكن أخرى.
ومع هذه المعركة التي لم تشهدها الصراعات الدموية في المحافظات الجنوبية والشرقية قبل الوحدة.. إلاّ أنه لم تسقط قطرة دم واحدة في تصفيات أو انتقام أو ثأر سياسي، مع أن الكثير من الأسر فقدت أعزاء عليها في صراعات سياسية قبل الوحدة.. وكانت القيادة حريصة على تجنيب المواطنين بشكل عام أي انتقام.. وجاء توجيه فخامة رئيس الجمهورية الى الهيئات التنفيذية السياسية والعسكرية في أبين بمنع وتحريم الانتقام والتصفيات السياسية بين أبناء المحافظة.. ولهذا تم التعامل مع كل القيادات في الحزب وكثير من قيادات الحزب الاشتراكي اليمني -أعضاء اللجنة المركزية في أبين -جاءوا الى محمد علي سالم الشدادي رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام آنذاك.. هذا الرجل النبيل الذي له الفضل مع المرحوم علي شيخ عمر محافظ أبين وعبدالقادر الشامي مدير الأمن السياسي.. هؤلاء كانوا صمام أمان المواطنين في أبين، بالرغم من أن الشدادي يئن لأجل والده الذي ذهب ضحية في الصراعات السابقة إلاّ أنه كبر على معاناته ووضع مصلحة الوطن ومصلحة الناس فوق كل اعتبار.. وهذه ميزة نادرة جداً لم تحدث.. وحدثت في أبين، وكثير من اعضاء اللجنة المركزية تم استقبالهم وأكرموهم وأمَّنوهم..
حيدر عمر صالح -عضو اللجنة المركزية، محمد علي هادي، وهو الآن مستشار في وزارة الادارة المحلية، وحسين الصديق عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي أبرقوا من داخل الوضيع للرئيس بتأييدهم لقرار العفو العام ولخطواته الوطنية العظيمة والمسئولة.
واعضاء اللجنة الدائمة والقيادات المؤتمرية فتحوا بيوتهم لتجميع القيادات الاشتراكية التي كانت خائفة وحافظوا عليهم داخل بيوتهم، طيلة أسابيع كثيرة وأثبتوا أن المؤتمر ليس انتقامياً أو دموياً، وإنما هي روح المحبة والتسامح والقيم النبيلة وحفظ كرامة الانسان وصيانتها.
واستشهد بالدكتور احمد سعيد الزري عضو اللجنة الدائمة الذي فتح بيته في زنجبار واحتضن عشرات القيادات من الحزب الاشتراكي.
هذا القيادي المؤتمري المؤسس والعظيم حاربه.. المنتفعون في الحزب الحاكم وترك لهم المؤتمر وراح يشتغل عملاً خاصاً مع منظمات اقليمية في السواحل!!
علماء ودراسات مهملة
ودعني استذكر في هذا الشأن وعلى هذا المنبر أنه قد خرج من أبين علماء وأعلام كبار خلقوا علاقات أكاديمية علمية من خلال بحوثهم ودراساتهم لجامعات كندية وأمريكية وألمانية وبريطانية.. فهي شخصيات عالمية في مكانتها العلمية وفي بحوثها.. لم يقم أحد من المسئولين بدعوة الرئيس من أجل النظر الى هؤلاء الناس وتكريمهم.
هناك مثلاً، الدكتور أبوبكر المعلم باحث وقام باختراع أصناف جديدة في الزراعة ولديه عشرات البحوث.
الدكتور شفيق محسن عطا.. لديه بحوث ودراسات تجاوزت العشرين بحثاً تدرس في الجامعات الكندية والأمريكية وعضو منظمة دولية في فرنسا.. مساهم فيها.
هؤلاء الناس اقتنعوا بالميثاق الوطني وسياسة المؤتمر وأصبحوا اعضاء ومؤسسين فيه، ثم جاءت ظروف وتم إبعادهم نتيجة قناعات شخصية.
صراحةً اذا هناك صوت وطني وضمير حي وصادق.. وقيم تجسد أخلاق المؤتمر ونهج الميثاق الوطني.. أن يتم تكريم هؤلاء العمالقة أولاً، لإعطاء الشارع ثقة.
أبوبكر المعلم مات، الدكتور شفيق محسن عطا مات، باقي معنا على قيد الحياة الدكتور احمد سعيد المزري.. وآخرون عمالقة لم يحظوا بالاهتمام اللازم من وزارة الزراعة باعتبارهم كفاءات علمية عالية عربياً وعالمياً، ولم يصل صوتهم الى مجلس الوزراء.
ومازالت أسرهم تحتفظ بدراسات واختراعات وبحوث في غاية القيمة العلمية العالية جداً، محفوظة في بيوتهم.
زارني أهلهم الى منتدى الوحدة قبل حوالي أسبوع يقولون من يرتب لنا لقاء مع رئيس الجمهورية؟ من يوصلنا الى الاستاذ عبده بورجي، لكي نسلمهم هذه الدراسات والبحوث العلمية للاستفادة منها، فقط.. اذا لم يكن هناك تكريم لآبائنا لا نريده.. كل ما نريده هو الاستفادة من هذه البحوث!!؟
تجار وسماسرة!
نرجو أن يصل صوتكم هذا وصوت أسرهم عبر »الميثاق« وحتى لا ننسى وفي سياق متصل بما سبق.. من اللجان الشعبية في 2001م ثم لجان المتقاعدين والشعار الحقوقي فالتصالح والتسامح ثم الحراك وما نحن فيه الآن.. ما هو الخطر الذي يشكله كل هذا التحريض ضد الوحدة؟
- اذا ظل الركود السياسي على ما هو عليه.. طبعاً هؤلاء الناس يجدون حرية الحركة وحرية النشاط ويعطون صورة للمواطن أنهم الأفضل وأن الآخرين لم يقدموا لكم شيئاً والدليل أنهم غائبون وغير موجودين.. الخ.
بل بعض المسئولين في الحزب الحاكم وغيرهم انتقلوا الى عدن.. واستأجروا فللاً وتركوا أبين والمقرات مقفلة!!
غالبية أبناء المحافظة متمسكون بالوحدة، والدليل موقف أهم قبيلة في المحافظة قبيلة آل حنش أعلنوا صراحة تمسكهم بالوحدة اليمنية عندما جاءهم من يحرضهم على الوحدة من الشخصيات التي تلعب الآن في الشارع -الأسبوع الماضي- وبالرغم من المعاناة والاهمال إلاّ أنهم أعلنوا تمسكهم بالوحدة واعتبروها خطاً أحمر.. لا يمكن المساس به والتجاوب مع المحرضين.
هذا عكس ما يحاول البعض الترويج له من الاوصياء الجدد بأن الناس معهم وفي صف دعواتهم؟
- يا أخي هؤلاء تجار.. مستثمرون.. تعاملوا مع الناس في هذا الحراك على طريقة التجارة والسمسرة.
القضية بدأت كمصدر دخل ولقمة عيش، يرفعون تقارير.. معانا كذا وكذا.. ويحصلوا لهم دولارات من الخارج.. الى آخر الموضوع.
الخدمات أولاً
أين برأيك تكمن الخطورة الى جانب ما سبق وفصَّلتَ القول فيه؟
- الخطورة الأخرى التي يجب على الدولة سرعة معالجتها هي في جانب التموين والجانب الخدمي.. الانقطاعات المستمرة للمياه.. الانقطاعات في الكهرباء.. الجوانب الخدمية الأخرى.. تحسين المدن وتنظيمها.. القضاء وسرعة البت في قضايا الناس وعدم المماطلة وخلق جرائم جديدة وقضايا جديدة.. الضرب بيد من حديد لكل الخارجين على القانون.. عدم المساومة.. عدم المقايضة.
الموقف الرائع الذي هز الناس وأثر فيهم ايجاباً هو التصدي الحازم لأحداث جعار.. بعد ستة أشهر من بلطجة العصابات المسلحة والسرقة والقتل والتهديد والنهب والتقطع للمرتبات وللمال العام للمؤسسات الخدمية.. هذه خلقت حالة وبعض الناس هربوا من جعار.
عندما جاء الأخ وزير الدفاع بتكليف من الرئيس وأحس بخطورة الوضع، تم التنسيق مع الأجهزة الأمنية وتمت ترتيبات واجراء مسح شامل وتم تحديد يوم بدء الحملة الأمنية على جعار.. كانت حملة جريئة جداً وموفقة وصائبة.
الغريب في الأمر أن بعض هيئات الحراك أصدروا بياناً عبر »الأيام« وتحدثوا فيه عن الاجراءات الاجرامية التي تقوم بها القوات المسلحة في جعار.. والتنكيل بالمواطنين.. الخ.
يعني هل هذه الاجراءات الأمنية لإعادة الأمن والنظام والسكينة العامة للمواطنين إجراءات اجرامية قمعية؟!!
هل هؤلاء الناس الذي يسمون أنفسهم بـ»الحراك« أو بعض المشائخ الذين انضموا اليهم لا يعرفون ما يحدث في جعار.. قتل الناس في الشوارع باسم القصاص الاخلاقي؟ هل هذا يرضي الله والعقيدة والاخلاق والقيم؟ إذاً.. العملية لها اطراف.. ولهم صلة بما يجري بدليل أن ردة الفعل جاءت سريعة في نفس اليوم من الحملة الأمنية وهذا ما نشرته »الأيام«.. ثم البيان الآخر للشيخ طارق الفضلي.
يمثّل نفسه ورأيه..
بالنسبة لطارق الفضلي.. وإعلان الموقف المفاجئ بالتزامن مع الحملة أو بعدها بقليل؟
- بعدها بقليل.. بيان طارق الفضلي يعبر عن قناعاته الخاصة.. هو حر فيما يتخذه من مواقف ومسئول عنها.. وهو يمثل رأيه الشخصي ولكن لا يمثل أبناء أبين الوطنيين الوحدويين المتمسكين بالوحدة.. بل ولا يمثل مواقف آل فضل الوحدويين.. ومشائخهم لأكثر وطنية ووحدوية.. والدليل التصريح الصحفي للشيخ الفاضل المناضل الوطني احمد بن عبدالله الفضلي- عم طارق- ونُشر في »الأيام«. وقال: نحن مع الوحدة وضد الانفصال.
فما ورد في بيان طارق يعبر عن رأيه ولا يمثل أبناء المحافظة 94م.
موضة ومصدر للرزق
بات الآن يركب الموجة ويخطب باسم القضية الجنوبية، وأبناء الجنوب؟
- لاحظ أن القضية الجنوبية أو أبناء الجنوب.. أصبحت موضة ومصدراً للرزق غير الشريف، ليست جديدة، وأهدافها معروفة.
عندك »النوبة« الى 2005م وهو عميد في القوات المسلحة وكتب في مجلة الجيش موضوعاً خاصاً عن الرئيس ويمتدح قيادته في 2005م.
ولكن ما حدث هو ردة فعل نتيجة مطالب لم تتحقق.. وابتزاز للدولة، هذا هو الهدف.
جعار الآن نموذج لما يجب أن يحدث.. خاصة بعد اختيار المسئول الأول الشيخ احمد غالب الرهوي مديراً للمديرية وكذا تعيين الشيخ على أمطيري مديراً للأمن.. وطلب الناس في جعار ما بعد الحملة الأمنية أنه يجب تطبيق النظام والقانون ومحاكمة كل من تسبب في الإخلال بالأمن والسكينة العامة، وأيضاً حل مشاكل الخدمات والكهرباء خصوصاً.
ويجب اعطاء محافظة أبين كافة الصلاحيات لمحاسبة الكبير والصغير من الفاسدين والمقصرين حتى يكونوا عبرة.
الكود.. مثالاً
وأذكر هنا منطقة الكود التي كان لها دور رئيسي وكبير في معركة الدفاع عن الوحدة وكانت منازلها تهتز نتيجة القصف الجوي والبحري والبري لأنها بنيت على تلة رملية رخوة.. ويفترض رد الاعتبار لها.. فهي تعاني من نقص الخدمات مياه وكهرباء وصرف صحي وطرق.. وهي بمقام مديرية ويجب أن تكون كذلك، فيها مراكز بحثية ومحالج قطن ومعاهد فنية وتقنية.. وهذه المنطقة شهدت في الخمسينيات أول تجربة لزراعة القطن طويل التيلة، أشهر قطن في العالم.. والمنطقة الوحيدة في زراعته هي أبين بعد محافظة الجزيرة في السودان.
هذه المنطقة يجب أن يعطى لها الأهمية الكبيرة، وأيضاً لأبين عامة.
منتدى الوحدة.. ساحة حوار
أخيراً.. وبعد هذا التجوال والحوار الطويل.. تترأس منتدى الوحدة في أبين.. كيف تقيّم التجربة وهي مهمة ومطلوبة بكثرة خصوصاً في مثل هذه المحافظة والظروف؟
- بعد عدة حوارات ونقاشات مع عدد من الاخوان خلصنا الى اقامة هذا المنتدى، ثم نقاشات أخرى حول تسميته.. ورأينا أهمية تصحيح المفهوم الخاطئ عن الوحدة عند الناس فأطلقنا عليه اسم الوحدة اليمنية.. ومع ذلك -للأسف الشديد- بعض القيادات المحسوبة تداعت علينا وحاولت تحبيطنا وأن الواقع مش مناسب.. و.. و..الخ.
والقصة هي أننا التقينا في مقيل بمحافظة عدن مع وزير الدفاع الأخ محمد ناصر احمد ورحب بالفكرة ترحيباً كبيراً وقال أنا مستعد لدعم هذا المنتدى ليكون هدية مني لأبناء أبين كافة وليكون ساحة حوار للجميع، وأردنا اشهار المنتدى وكسر حاجز الصمت والسلبيات التي شكلت سداً منيعاً بيننا وبين الناس.
أشهرناه في 26 أبريل 2008م برعاية المحافظ السابق محمد صالح شملان وكان الاشهار رائعاً جداً.. حضرته الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية وأكاديميون من جامعة عدن وشاركت الأجهزة الأمنية.. بل تطور الأمر وجمعنا أصحاب الابداعات الفنية من العسكريين والأمني ومن مكتب الثقافة والمتقاعدين وشكلنا فرقة فنية موسيقية وهي الآن موجودة عند كل فعالية تقدم وصلات غنائية فنية.
عندنا نشاط أدبي.. سياسي.. اجتماعي.. زراعي انتاجي بالتنسيق مع الوحدة الفنية لليونيسيف من أجل توعية المزارعين للحفاظ على المخزون الجوفي للمياه وعدم الحفر العشوائي للآبار.
أقمنا 22 فعالية خلال عام.. بحضور ممثلي الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية وكلية التربية في زنجبار وأساتذة من جامعة عدن.
آخر فعالية رائعة جداً حضرها وزير الدفاع مع العسكريين والأمنيين والأحزاب واتحاد نساء اليمن والمرأة في أبين ودار حوار في غاية المسئولية حول الأمن والتنمية ومعالجة أوضاع الناس.
يشكل المنتدى الآن ساحة حوار حقيقي.. نواجه بعض الصعوبات في تحقيق الأهداف وفق ما نص عليه النظام الأساسي للمنتدى وأهدافه، كان من ضمن الأهداف أن نؤسس موقعاً اخبارياً والآن حصلنا على الموقع وسندشنه ببث تجريبي ونتصدى للاشاعات والاكاذيب واسمه »يمن برس«.. فتحنا حساباً في بنك التسليف الزراعي وطلبنا الدعم أسوة بزملائنا في منظمات المجتمع المدني الأخرى.. ممن لديهم فروع مركزية في صنعاء وموازنات خيالية، ولكن رصيدنا فيه لا يزيد عن »11« ألف ريال!! ولابد من الاهتمام بمثل هذه المنتديات التي قاومت ونجحت وأثبتت أنها قادرة على التحديات وتصحيح المفاهيم.
نعم..ربما
حسناً.. أستاذ محمد.. هل اكتفيت.؟
- نعم.. ربما.. على الأقل لخصَّتُ وأوجزت أشياء كثيرة كنت أريد قولها.. وأشكرك على الزيارة والاهتمام.
رئيس منتدى الوحدة اليمنية: شركاء الدم والتصفيات التقو في الخارج وتصالحو كقتلة
