ناصر العطار -
بداية نزف أغلى التحايا للوطن الغالي الذي بزغت شمسه صباح الـ22 من مايو 1990م لتضيئ سماء الدنيا وتبدد ظلام الرجعية والتخلف وتعلن عهداً جديداً للجسد الواحد.. لوطن هو أصل الحضارات الإنسانية ومنبعها وطن أجداد وأصل العرب ومناصري الدعوة الإسلامية..
سلام لك أيها الوطن لأنك من تمنحنا شرف الانتماء للبلد لنضعه وساماً على رؤوسنا ومعلماً نستنير به.. وعلى ظهرك في الجبل والسهل والوادي والشاطئ ننعم بخيراتك ونمارس حقوقنا كاملة.
وعرفاناً ووفاءً لك أيها الوطن نجدد عهدنا لك ونوفي به على مر الزمن، بالولاء لك بعد الله عز وجل ..وستكون دماؤنا مبذولة- نحن أعضاء المؤتمر ومعنا بقية أبناء الشعب المحبين لك- للدفاع عن سيادتك واستقرارك.. وذلك ما اعتدته من المؤتمر منهجاً وسلوكاً وقيادةً وأعضاءً بتجسيد مفاهيم الوسطية والاعتدال واحترام الدستور والقوانين وعدم الخروج عليها والتصدي لمن يخل بالثوابت الوطنية.. وشاهد ما نقوله لايحتاج إلى تعريف، لأن بصماته بالمنجزات التي تحققت للوطن وأبنائه ولمختلف مجالات الحياة »سياسية، اقتصادية، تنموية.. الخ« ظاهرة للعيان على كل جزء في الوطن.. إلاّ أنه وفي سبيل التذكير سنتحدث بمقتطفات عن الشعارات التي انعقدت تحت لوئها كل دورة من دورات المؤتمر العام لتتضح الدلالات لكل شعار من تلك الشعارات والتي صيغت بأحاسيس وروح وطنية قبل أن تكون تنظيمية والتي روُعي عند صياغتها مواكبة المنجزات والمستجدات على مستوى الساحة.. وحقائق ذلك تستشف من معنى كل شعار ومقارنة بالظرف والزمان الذي صيغ خلاله ونورد ذلك وفقاً للآتي:
- انعقد المؤتمر العام الأول بتاريخ 24 أغسطس 1982م تحت شعار »من أجل ميثاق وطني يجسد عقيدة الشعب وأهداف الثورة« ومدلولاته هي احترام رأي الشعب الذي عبر عنه في اقرار دستور العمل السياسي وهو الميثاق الوطني.
- أما المؤتمر العام الدورة الثانية أغسطس 1984م فقد انعقد تحت شعار »لا حرية بلا ديمقراطية ولا ديمقراطية بلا حماية ولا حماية بدون تطبيق سيادة القانون« وهذا الشعار الذي أقره المؤتمر ليكون شعاره الدائم بموجب نص المادة (10) من النظام الداخلي، كما اعتبر شعار المؤتمر العام الثالث الذي عقد في اغسطس 1986م، ومدلولاته حينها وحتى اليوم وفي المستقبل هو شعار »الحرية والكرامة«.
- أما المؤتمر العام الرابع والذي عُقد في شهر نوفمبر 1988م فكان شعاره بما يتواكب مع المستجدات بالتحضير لقيام الوحدة اليمنية ونصه »المشاركة الشعبية على طريق الديمقراطية والتنمية والوحدة اليمنية«.
وهذا الشعار جُسِّد حرفياً على أرض الواقع بالوحدة وإقرار التعددية السياسية واعتماد الديمقراطية للتداول السلمي للسلطة.. وعندما خرج الانفصاليون عن هذا النهج وعن الدستور عمل المؤتمر إلى جانب القوات المسلحة والأمن وكافة أبناء الشعب للتصدي لهم وتخليص الوطن من شروره.
- انعقد المؤتمر العام الخامس- يونيو 1995م تحت شعار »انطلاقة جديدة لتطوير البناء التنظيمي وتعزيز الديمقراطية وبناء اليمن الحديث« وبه انعقدت الدورة الثانية أغسطس 1997م، وتجسد على أرض الواقع بتحديث البناء الداخلي للمؤتمر بإنشاء أطر وتكوينات على المستوى القاعدي والقيادي كما تجسد ذلك في برامج المؤتمر الانتخابية والسياسية.. ويعتبر إعلان الحياة السياسية الآمنة المعتمدة على المدنية والتي لايسودها العنف.
- أما الشعار الذي رسمه وأقره المؤتمر كمنطلق لأعماله والذي نصه »معاً على طريق التنمية وترسيخ الوحدة الوطنية والممارسات الديمقراطية«..
»معاً نحو مواصلة مسيرة التطور الديمقراطي والتنموي«..
وهو الشعار الذي انعقد تحته وفي ظله المؤتمر العام السادس لدورته الأولى يونيو 1999م، والثانية اغسطس 2002م وكذا المؤتمر العام السابع لدورته الأولى ديسمبر 2005م والثانية دورتنا الحالية مايو 2009م.
وهو شعار العمل المستقبلي للمؤتمر لسنوات قادمة.
وأخيراً ان من يطلع وبعين محبة للوطن ومتجردة عن العواطف والولاءات الضيقة سيجد أن المؤتمر راسخ كالجبال بشعاراته وأهدافه ولا مجال لتصديق التقولات التي تنتهجها بعض العناصر.
قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: »أما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض«.. وقوله: »رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه« صدق الله العظيم. <
❊ رئيس دائرة الشئون القانونية