اسكندر الأصبحي -
قد نتفهم الوضع الذي يعيشه فرقاء اللقاء المشترك إثر الهزيمة التي تلقَّوها في الانتخابات الرئاسية والمحلية.. فالتلميذ الذي يسقط في الامتحان غالباً ما يبحث عن مبرر يعوّض به عن فشله كأن يقول إن الاستاذ يكرهني..
كذلك الأمر لدى المرشح في الانتخابات يحاول أن يبحث عن أية ذريعة يعوّض بها عن فشله.. تماماً كما هو عليه حال أحزاب اللقاء المشترك الذين أخذتهم نتائج الانتخابات فذهبوا يتخبطون في محاولة يائسة لتعليق هزيمتهم على مشاجب ألفنا مفرداتها في ممارساتهم الدعائىة..
ولكن أن يبلغ التوتر النفسي بفرقاء المشترك إلى الحد الذي يلجأون إلى تشويه الصورة الديمقراطية والحضارية التي تمت فيها هذه الانتخابات.. ومحاولة تنكُّبها والتهديد »بدعوة قواعد وأنصار المشترك- كما أعلنوا أمس- بالنزول إلى الشارع ليعرف الرأي العام العالمي حجم هذه الأحزاب«.. فإن مثل هذا السلوك غير مقبول على الإطلاق..
ليس فقط لأن الشارع- وهو هنا الشعب من خلال هيئته الناخبة- قد عبر بإرادته الحرة وحدد حجمهم من خلال صناديق الاقتراع، وهو إن ركبوا حماقتهم لابد أنه سيواجههم.. ولكن أيضاً لتهافت منطق دعوتهم تلك التي تخاصم الديمقراطية.. فطالما ارتضينا جميعاً الديمقراطية فلابد أن نحتكم إليها..
حسب الديمقراطية أنها لاتتجزأ..
الديمقراطية لاتقبل أن نؤمن ببعضها ونكفر ببعضها الآخر.. إنها كل لايتجزأ.. أليست الأغلبية هي مايكون الاحتكام إليها بمقتضى الديمقراطية.. وهذا ما تفضي إليه صناديق الاقتراع.. وهو ما أفضت إليه صناديق الاقتراع في ثاني انتخابات رئاسية ومحلية أجريت في بلادنا في منتهى الشفافية والنزاهة..
وقد ضمنت شفافيتها ونزاهتها عوامل شتى تحول من أي فساد أو تزوير قد يخترقها لسنا في وارد تكرار ذكرها ولكن لابأس أن نذكّر الأخوة فرقاء اللقاء المشترك الذين يحاولون اليوم تشويه صورة العملية الانتخابية أنهم حاضرون في إدارة هذه العملية وفي كل تفاصيلها.. موجودون في اللجنة العليا للانتخابات.. وفي اللجان الانتخابية في الميدان.. موجودون في الرقابة الانتخابية.. ناهيك عن الرقابة المحلية والدولية.. ورقابة وسائل الإعلام.. فأي ادعاء بتزويرٍ ما مردود عليه.. لأن هذه الانتخابات غير قابلة لأن يخترقها أي طرف بما يخدش نزاهتها وشفافيتها..
ومع ذلك يأتي فرقاء اللقاء المشترك ليدَّعوا زوراً وبهتاناً بما لم يكن فيها..
وطالما نحتكم جميعاً إلى الديمقراطية.. فلابد أن نسلّم بنتائجها كيفما أتت.. لأنها إرادة الناخبين.. ارتضينا بالاحتكام للشعب.. يجب أن نقبل بما عبر عنه الشعب.. إذ ليس من الديمقراطية أن لايقبل طرف بالنتيجة إذا ما أتت على غير هواه.. هذا خلل في فكره الديمقراطي..
القبول بنتائج الصندوق لا محاولة الافتئات عليها هي الديمقراطية..
حسب الديمقراطية أنها للديمقراطيين