يحيى علي نوري -
منذ العام 1994م عام ملحمة الدفاع عن الوحدة، كنت قد سارعتُ إلى الكتابة عبر صحيفة «الثورة» لفكرة ظلت حتى اليوم تراودني، وهي فكرة تتمثل- باختصار- في جعل إذاعة عدن- البرنامج الثاني- تحمل اسم (صوت الوحدة من عدن).. وما دفعني إلى ذلك هو حالة الاستياء الشعبية العارمة جراء ما قامت به العناصر الانفصالية يومها من استغلال رخيص لإذاعة عدن وإخراجها عن طور أهدافها ومنطلقاتها الوحدوية التي ظلت منبراً لها منذ الاستقلال منتصرةً لتطلعات شعبنا في الوحدة.
> أما حرصي على الكتابة حول تلك الفكرة ولأكثر من مرة وعبر أكثر من إصدار، فقد كان بهدف الترويج لها.. مستحضراً كل الحيثيات المنطقية والموضوعية التي تجعل من إذاعة عدن تحمل اسم صوت الوحدة، ضرورة مُلحة لترسيخ مُثل وقيم الوحدة، وذلك على غرار العديد من الأصوات الأثيرية العربية الدالة على التوحد والاصطفاف لصوت العرب.. وصوت الوطن العربي الكبير.. الخ من الأصوات الأثيرية التي تحمل تطلعات وأحلام كل الوحدويين العرب الحالمين بتجاوز كل بؤر التمزق والشتات التي تعاني منها أمتهم.
> وبالرغم مما سردناه من حيثيات أهمها ان إطلاق هذا الاسم يُعد تعبيراً صريحاً وواضحاً عن عظمة إيمان شعبنا بوحدته، إضافة إلى اهمية ما تمثله الوحدة اليمنية من رسالة قومية يتحملها كل اليمنيين إزاء أمتهم العربية، إزاء وحدتهم من خلال هذا الصوت ومن خلال جعله أيضاً منبراً لكل عربي وحدوي حر، ومنهلاً لكل الأجيال تنهل من خلاله دروس الوطنية وتنمية روح الوحدة والولاء.. إلاَّ أن هذه الفكرة وبالرغم من تفاعل الكثيرين معها لن نجد التجاوب المطلوب من قِبل المختصين برسم السياسات الإعلامية والمعنيين بإدارة العملية الإعلامية.. وهو أمر يجعلني أعتقد بأن فكرتي هذه لم تقدَّم بالصورة الكاملة، أو أن هؤلاء المختصين لم تسمح لهم أوقاتهم بالاطلاع عليها.
> ومهما كان السبب في عدم التقاط هذه الفكرة، فإنني سأظل أعرضها لأنها تتعزز لديّ من يوم لآخر خاصة مع المستجدات الأخيرة التي تشهدها الساحة الوطنية والتي يحاول عدد من المأزومين العودة من جديد لاستفزاز شعبنا في اعظم انجازاته التاريخية المتمثلة في الوحدة، تشدهم إلى ذلك أحلامهم المريضة والواهمة بعودة التاريخ إلى الوراء.
وكل ذلك لاشك يجعلني أتطلع اليوم أكثر من أي وقت مضى أن نسمع في القريب صوت الوحدة من عدن، صوتاً أثيرياً يحمل في طياته روح الوحدة اليمنية المتجددة روح اليمن الجديد الديمقراطي الموحد.