حوار: أمين الوائلي: -
ضابط وطيار عسكري.. شارك في حرب ٤٩م.. ويتذكر : »صدّقناهم وحملنا البنادق ولكنهم خدعونا وهربوا«..
لم يعد الى عمله في الجيش حتى اليوم.. ولم يتمكن من استلام راتبه، ولم يمنعه ذلك من تأسيس اللجنة الشعبية لحماية الوحدة والدفاع عنها بمحافظة عدن.. فضلاً عن كونه المتحدث باسم جمعية الشباب والعاطلين عن العمل..
حسن أحمد بن أحمد السيد.. رجل مليئ بالخبرة والتجربة يتحدث لـ»الميثاق« عن الوحدة ومرارات التشطير.. وعن التداعيات الاخيرة في الساحة.
{ كنت ضابطاً في الجيش حتى العام ٤٩٩١م، وخلال حرب الانفصال المدحور كنت في الخدمة العسكرية في عدن وشاركت في الحرب.. واليوم تترأس اللجنة الشعبية لحماية الوحدة والدفاع عنها بمحافظة عدن، كيف تقيم هذه التجربة الطويلة والمشوار الطويل في بلورة القناعات الشخصية وتعزيزها؟
- في البداية .. دعني أؤكد أن تشكيل اللجنة الشعبية لحماية الوحدة والدفاع عنها بمحافظة عدن أتت بطريقة عفوية من قِبل الشباب رداً على تلك الأصوات النشاز التي ارتفعت مؤخراً بتمزيق اليمن، الهدف لهؤلاء هو تحقيق مصالح ومآرب خاصة بهم وليس من أجل الوطن، ونشأت اللجنة الشعبية للتأكيد على انتمائنا الوطني والوحدوي، وخصوصاً جيل الوحدة.. مواليد ٠٩٩١م الذين لم يعيشوا التشطير ولا يعرفون غير الوحدة.. وهم في الوحدة ومعها، مهما كانت هناك من مشاكل.. فلابد من معالجتها في ظل الوحدة وهذا هو الهدف من تأسيس اللجنة الشعبية لحماية الوحدة.. وسندافع عن الوحدة بكل ما أوتينا من قوة.. لأننا نؤمن بالوحدة ولانؤمن بالتشطير.. ويكفينا مآسي التشطير وما عانيناه وعاناه آباؤنا وأجدادنا.
في ظل الوحدة سنعالج كل القضايا، وفي ظل الوحدة سنؤمن مستقبل أولادنا وسنكون أقوياء وسيحسب لنا الناس ألف حساب.
أما في ظل التشطير والانقسام ممكن تستغل اليمن وتقسم وتوزع الى عدة جهات كما يحدث في عدة دول، كالصومال وغيرها.
على هذا الأساس انطلقت هذه اللجنة وأقامت فعاليات رياضية وثقافية وتوعوية، فلابد من توعية الجيل الجديد جيل الوحدة، لأنه وللأسف الشديد في مناهج التربية والتعليم لا تجد دروس الانتماء للوطن، ولهذا فكرنا العمل مع شريحة جيل الوحدة ونظمنا لهم أنشطة وفعالية توعوية ورياضية وثقافية كمرحلة أولى في محافظة عدن، وفي المرحلة الثانية انتقلنا بالشباب في رحلة الى أمانة العاصمة لتوثيق العلاقة بين جيل الوحدة في عدن وجيل الوحدة في أمانة العاصمة، وكمراحل أخرى لاحقة نفكر بزيارات لكثير من المحافظات.
{ كيف تجدون تفاعل وتجاوب الشباب معكم من جيل ٢٢مايو؟
- الشباب متجاوبون تماماً، ومستعدون نخرج، قوافل بحالها تؤكد هذا الكلام. هذا جيل جديد لا يعرف غير الوحدة، وينبغي ألاّ نتركهم عرضة لمن يشوه أفكارهم.
دفاع..
{ فكرة تأسيس اللجان الشعبية والهيئات المشابهة للدفاع عن الوحدة تقوم على مجهود شعبي بالدرجة الأولى، ولكن قرأت قبل قليل - على سبيل المثال في جريدة »الثوري« عمن يشكك في أهدافكم ويسميها »لجان الدفاع عن النظام« أو »هيئات الدفاع عن النظام«؟
- نحن هيئات تدافع عن النظام الحالي سندافع عن النظام المستقبلي، من أي حزب كان.. سيصل الى السلطة عبرصناديق الاقتراع، كلجان شعبية سندافع عنه من أجل الوحدة.
{ أصلاً ما هي فكرة أو مضمون الدفاع عن الوحدة إلا الدفاع عن المؤسسات الدستورية والوحدوية؟
- نعم.. نحن في الهيئات الشعبية واللجان الاخرى معنيون بالدفاع عن منجزات الوحدة ودستورها وقوانينها وأنظمتها المؤسسية.. هذا هو معنى النظام، ونحن بلد ديمقراطي.. أي حزب قد يصل الى السلطة والحكم عبر صناديق الاقتراع ونحن سندافع والجميع عن الوحدة وعن نظام دولة الوحدة سواء من المؤتمر أو من حزب آخر..
مصالح..
{ في هذه الأثناء شهدنا أعمال شغب وفوضى وخصوصاً ما حدث في عدن عشية الاحتفال بعيد الوحدة من قبل أشخاص قدموا من خارج عدن، إضافة الى حوادث متفرقة هدفها جر الأمن الى المواجهة وافتعال صدامات ومشاكل أخرى.. أنتم في اللجنة كيف تتعاملون مع هذه التجاوزات المسيئة وما هو واجبكم في هذه الحالة؟
- نحن نعتبر هذه الاعمال والشغب أعمالاً تخريبية مجرّمة.
الانسان الذي يريد التعبير عن رأيه يمكنه استخدام طرق دستورية وقانونية للتعبير، هناك صحافة .. تلفزيون.. يمكنه الاعتصام بأدب.. يقدم طلباً بترخيص لمسيرة سلمية ويطرح جميع مطالبة، دون المساس بوحدة الوطن.. يمكن أن أطالب بمحاسبة الموظف الفاسد أو المسؤول الفلاني إذا كان سيئاً، أطالب بإعادة أملاكي، إذا كانت لي أملاك.. إعادة حقوقي.. أتحدث عن القضاء إذا لم ينصفني.
المهم أعبر عن رأيي بالسبل الكفيلة النظامية القانونية..
{ اليوم لم يعد هناك من ينكر الناس حقوقهم ومظالمهم ومطالبهم المحقة، والجميع متفقون على إنصاف أصحاب الحقوق، ولكن كيف تحولت هذه المطالب أو الشعارات الحقوقية الى العمل ضد الحقوق العامة وضد حقوق الآخرين وإلى أعمال فوضوية وعنف واستهداف مباشر للوحدة الوطنية التي هي حق الجميع وليست حق أحد بعينه؟
- هذه النزعات نشأت عن أناس فقدوا مصالحهم، وحاولوا إثارة هذه الفتن وهذه التسميات للوصول الى هدف معين، وفي الأخير إذا وصلوا لهدفهم سيتركون هذه التسميات وهذا الشباب المغرر به ضحية لهم ولمصالحهم الشخصية.
{ بمعنى.. هل الهدف فقط الوصول الى مصالحهم الشخصية وينتهي كل شيء، أم أن ما يحدث هو أخطر وأكبر من ذلك؟
- أعتقد أن هناك من يريد تخريب البلد لأهداف معينة وعوامل خارجية، وفي الأخير ممكن يغادروا البلد الى أية دولة، يتاجروا ويستثمروا أموالهم ومصالحهم.
الهدف بوضوح هو تهديد وزعزعة الأمن والاستقرار وإيقاف عجلة التنمية.
كلما حاولنا نبني الوطن ونخرج من أزماتنا ونحسن وضعنا، اختلقوا لنا مشكلة تهدد الأمن والاستقرار والتنمية.
وفي الأخير هذا التخريب والتدمير للحق العام.. تتحمله الدولة ويصبح على حساب الشعب نفسه وعلى حساب الوطن ومصالح المواطنين جميعاً.
مكشوفة
{ من خلال المتابعة ومحاولة فهم ما يحدث وإزاء أعمال التخريب .. هل هناك من أبناء عدن - مثلاً - من يقبل على نفسه أن يدمر ويخرب على نفسه وممتلكاته؟ من يأخذ على عاتقه تنفيذ هذه المهمة من مكان لآخر ومن منطقة الى أخرى؟
- أعتقد أن أبناء عدن بالذات واعون جداً، وبإمكانهم أن يطالبوا بحقوقهم أو يعبروا عن آرائهم بأساليب قانونية وحضارية.
ولكن بعض الناس يترددون ويتنقلون من مكان لآخر، يبدأون التجمع من الليلة السابقة.. من مناطق ومديريات بعيدة الى منطقة الشيخ عثمان ويبدأون هناك بافتعال الأزمة والشغب.
وأساليبهم هذه محفوظة ومكشوفة، حيث يحاولون أثناء الشغب والفوضى الاعتداء على الأمن كي يرد عليهم فتكبر المشكلة وهذا هدفهم، وهناك من هو مكلف بالتصوير وتكبير المشكلة والتهويل عبر الإعلام.
أنا لا أعتقد أبداً أن الأمن سيتدخل إذا كانت هناك مسيرة سلمية تعبر عن رأيها.. لأن الدستور سمح بذلك وهو حق لكل مواطن ولكن إشعال الفوضى وافتعال المواجهات ، مع الأمن ليرد وتكبر المشكلة، فهو اسلوب المخربين.
أما الحرية فأنا شخصياً أو غيري، أتحدث في الشارع والاعلام وفي أي مكان عن النظام وعن المظالم وعن الفاسدين.. ولكن في ظل الوحدة اليمنية.
{ القضية الجوهرية هي: الجميع يجب أن يفهم أن المظالم والحقوق العادلة، لا أحد يزايد عليها.. ويجب إنصاف الناس ، ولكن ما دخل هذا بالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وإثارة الكراهية والتحريض ضد الوحدة والسلم الأهلي؟!
- نحن في اللجنة الشعبية..لو لم نسمع الرئيس بدرجة أولى وبقية القيادات المسؤولة يتكلمون بشفافية ووضوح وأن هناك فساداً وفاسدين وأخطاءً ومشاكل سيتم حلها، لما وقفنا أبداً هذه المواقف.. بل كنا ربما سنقف ضد النظام نفسه ولكن مع الوحدة.
إنما هنا.. قيادة عليا.. رئيس الدولة ونائب الرئيس ورئيس الوزراء.. وبعض الوزراء يؤكدون لنا بشفافية أنه يوجد فساد وفاسدون وسيتم محاسبتهم مهما طال بهم الزمان..
مش كلام
{ لو عدنا الى النقطة المهمة الأولى التي طرقتها أنت في حديثك عن أن هناك من يحاول استفزاز رجال الأمن وجرهم الى مواجهات فتكبر المشاكل وهي في الأصل مفتعلة.. كيف يمكن تحاشي مثل هذه المحاذير، مثلاً أنتم في الهيئات الشعبية المعنية بالدفاع عن الوحدة والسلم الاجتماعي.. ما دوركم وواجبكم في هذه الحالة كهيئات شعبية بعيداً عن تدخل أفراد الأمن؟
- بالتأكيد.. هذه اللجان الشعبية مش للكلام عبر التلفزيون أو الصحافة، يجب أن يكون لها عمل وممارسة في الميدان.
يعني بدلاً من أن يتدخل الأمن - والأمن عام للناس جميعاً - يجب ان تتصدى اللجان الشعبية والوحدويون لمثيري الفوضى والشغب والتخريب ومروجي الانفصال ، ولتكن هناك مواجهة.. الشعب نفسه واللجان الشعبية يخرجون لمواجهة هؤلاء الناس.
{ ألا تخشى من نشوب مشاكل اجتماعية أخطر من هذه الحالة؟
- حتى لو نشبت مشاكل اجتماعية، ما دامت مؤمناً بهذا المبدأ.. الشعب يدافع عن وحدته، وبعدها نوصل للقضاء والقضاء يفصل بيننا..
{ هذا ينقلنا الى تطوير عمل الهيئات واللجان الشعبية والانتقال الى مرحلة متقدمة؟
- طبيعي.. المرحلة الآن هي توعوية وممارسة بعض النشاطات الثقافية والرياضية للشباب، ولكن في الاخير يجب أن تؤطر بشكل صحيح وتنظم وأن تشكل لقاءات بين الهيئات الشعبية في المحافظات كلها وتنسق عملها بعيداً عن السياسة والاحزاب ويكون الهدف هو الوحدة.
لا نخضع لأحزاب معينة أو قيادات معينة.. نخضع لإرادتنا وإيماننا بوحدتنا ونسير في هذا الاتجاه.
يكفي
{ بصراحة.. ومن خلال تجربتك الشخصية الطويلة.. هل تشعر أن الوحدة في خطر؟
- لا.. لا .. على الاطلاق.
دعني أقل لك بصراحة: الوحدة لم تكن في خطر ونحن نملك صواريخ الأسكود، والميج ٩٢ والميج ١٢، والسو ٤٢، والمدرعة ٤٥ و ٢٥ وغيرها من الاسلحة والعتاد.. وظلت الوحدة في أمان..
لا أعتقد الآن أن بعض الأصوات النشاز سوف تغير في الواقع شيئاً..
{ في حرب ٤٩م كنت حاضراً؟
- طبعاً كنت حاضراً المأساة وشهدت مراراتها..
{ الآن وأنت تتذكر كل ذلك.. هل نحتمل العودة الى شيء من تلك الصراعات والمرارات والمآسي؟
- أعتقد أن فاقدي الوعي هم من يفكرون بهذا التفكير.
أما الناس الواعية.. حتى أسرنا في البيوت عندما يسمعون كلاماً كهذا يقولون لا يمكن نعود لهذيك المشاكل.. يكفينا ما حدث في أيام سالمين، يكفينا ما حدث في ٣١ يناير، يكفينا ما حدث في ٤٩م،لأن الناس تعاني في الحروب، تروح ضحايا وتتشتت الاسر والوطن يفقد كثيراً من أبنائه.
إجماع الناس ضد التخريب وضد الفتنة.. وأيضاً ضد الفساد والفاسدين، وأنا أؤكد على هذه الكلمة، لابد من محاسبة الفاسدين.
نحن ندافع عن الوحدة ضد من يدعو للانفصال، وندافع عن الوحدة ضد من يريد تخريبها وأوصلوا الناس الى ما وصلنا اليه.
الأول يسيئ الى الوطن برفع شعار الانفصال، والآخر يسيئ الى الوطن بنهب المال العام والتصرفات السيئة الأخرى.
وأريد أن أؤكد وأركز على حاجة مهمة، يا أخي نحن حملنا الرئيس أكثر من طاقته نريد منه أن يمارس مهامه كرئيس دولة، ومهامه كعضو مجلس نواب، ومهامه كرئيس وزراء، ومهامه كوزير، ومهامه كعضو مجلس محلي، وأعتقد أن هذا كله أمر غير منطقي أن نحمل الرئيس كل شيء وكل مسؤولية ويعمل عمل الآخرين..
على كل موظف ومسؤول أن يتحمل مسؤوليته بأمانة أو أن يترك منصبه لمن يريد أن يعمل ويخلونا نعيش بأمان.
بدأت في ٤٩م
{ هناك اليوم من يدعي بأن الوحدة انتهت في ٤٩م ، أنت كنت حاضراً في ٤٩م وتعرف عن قرب ما حدث بالضبط، كيف تعلق على هذا الكلام؟
- لا.. أنا أقول إن الوحدة حقيقة بدأت في ٤٩م.
لأننا قد نكون وحدنا الوطن في عام ٠٩م على الأوراق وبالحبر، ولكن في ٤٩م عمدناها بالدم.. وهو أقوى وأبقى من الحبر.
{ هل تقاعدت في ٤٩م؟
- لا.. لم أتقاعد، أنا عدت مع العائدين بقرار العفو العام، ولكن حتى الآن لم أوفق في العودة لعملي في القوات المسلحة واستلام معاشي.
{ ولم يمنعك ذلك أن تترأس اللجنة الشعبية لحماية الوحدة والدفاع عنها؟
- على الإطلاق، هذا شيء وذاك شيء آخر تماماً.
أنا متزوج وعندي أطفال وأسرة وفاتح بيت، والآن بدون عمل وحاولت أعود للقوات المسلحة وملأت استمارة.. وحتى الآن لم أعد ولم أستلم معاشي، ولكن أنا مع الوحدة وبدون معاش.
وهذي مش مزايدة وإنما أحس أن هذا هو واجبي تجاه وطني ووحدة الوطن واستقراره.
لا تحلموا
{ في الاتجاه نفسه كيف تعلق على عودة علي سالم البيض وقناعاته الانفصالية نفسها؟
- أعتقد أن البيض لو بقي مختفياً أحسن له وأفضل.
لأنه لم يخرج بجديد.. لو كان خرج وقال نحن وحدويون وهناك أخطاء يجب تصحيحها والالتزام بما ورد في اتفاقية الوحدة كان ممكناً نقول راجع نفسه.. والا فقد كانت جلسته وكان صمته أفضل له من ظهوره على الشاشة يتكلم بكلام قد سمعناه منه في ٤٩م ولم يكن له أي جدوى.
{ لو وجهت له رسالة.. ماذا ستقول له وللعطاس؟
- أنا أقول لهما كنا في ٤٩م حاملين البندقية ومصدقين لماقلتماه، ولكن تركتمونا وهربتما عبر البحر وعبر الجو، وعملتم لكم مشاريع تجارية واستثمارية خلال هذه الفترة.. وبعد أن شبعت بطونكم ذكرتم.. فلا تحلموا بالعودة الى ذلك الزمان.
جربناهم
{ تتذكر مرحلة ما قبل ٠٩م .. كيف تصفها؟
- نحن عايشنا فترة التشطير وأنا واحد من الذين عانوا كثيراً، لأننا من مواليد عدن، وعندي إخوان من مواليد تعز، لا أعرفهم، وما تعرفت عليهم إلا بعد الوحدة، وسلمت عليهم أمام الناس ولا أدري أنهم اخواني، وبعدين سألت فين اخواني فدلوني عليهم وعدت من جديد أحتضنهم وأسلم عليهم ثانية .. هذا بعد الوحدة في عام ٠٩م
وكنت في يوم من الأيام ضمن القوات المسلحة يفترض أوجه السلاح في وجه أخي في ٩٧م وغير ٩٧م، ولكن نقول هذه مرحلة وانتهت وبعد أن عدنا والتقينا.. صعب.. المنال ان نعود عما وصلنا اليه.
وهؤلاء الناس لو كانوا يريدون تصليح الوطن كما يدعون فهم كانوا في السلطة ماقبل الوحدة.. وكانوا في السلطة بعد الوحدة.. ليش ما عملوا؟ أيش اللي يمنعهم.. هذا الذي أنا أفكر فيه.
كيف يتكلمون عن الفساد والفاسدين.. وهم كانوا في السلطة واستفتى الشعب على الوحدة وهم من صاغوا دستور الجمهورية اليمنية.. وبعدين الوحدة مش من عام ٠٩م.. الوحدة وقع عليها سالمين وعبدالفتاح وعلي ناصر والسلال وغيرهم.. والوحدة قبلهم أجمعين ، اليمن واحد منذ الأزل.
أنا كنت في عدن ولدت وعشت فيها، ومعي اخوان في تعز، زوجتي أبوها من المحويت.. وهي من مواليد عدن.. الوطن أسرة واحدة.
حدث تطور
{ هل صحيح أن الواقع في المحافظات الجنوبية لم يشهد تغيراً أو تطوراً بعد الوحدة في حياة الناس ألم تتحسن، والخدمات التحتية والأساسية ، لأن من يحرضون ضد الوحدة يقولون إنها لم تحقق شيئاً على الأرض بل ربما العكس؟
- لا.. ليس صحيحاً على الإطلاق، التغيير موجود والايجابيات موجودة.. ولو رافقها بعض السلبيات، ولكن هذه لا تمس الوطن بشيء، بل تمس أشخاصاً معين، وهذا دور السلطة في محاسبتهم وإعادتهم الى الصواب.
أما من ناحية التغيير في المحافظات الجنوبية في العمران في المصانع في شق الطرقات في المدارس في الجامعات.. واضح كعين الشمس، أشياء ظاهرة وواضحة لا يمكن إنكارها وتراها العين المجردة.
نحن كنا نفتقر لطريق من البريقة الى منطقة عمران داخل عدن نفسها، إذا البحر مليان لا تستطيع المرور، واليوم الطريق يخرجنا الى المخاء.
كانت توجد ثانوية واحدة داخل مديرية البريقة حيث أسكن أنا، اليوم عدة ثانويات، في صلاح الدين في البريقة.. في الشعب.. وفي كثير من المناطق.
وكذلك المستشفيات ، كان مستشفى الجمهورية الوحيد في عدن، الآن مستشفيات ومجمعات وقيادات صحية موجودة وأوجدتها الدولة.
قد يكون في المرحلة السابقة كان العلاج مجانياً واليوم برسوم، ولكن هناك ايضاً مجاني، ونتمنى من وزارة الصحة والدولة أن تعد خطة استراتيجية لمعالجة المرضى ومساعدتهم، فهناك فقراء لا يملكون ثمن العلاج.
وأنا أقول: إن مشكلة الاراضي تحتاج الى وقفة صحيحة ووضع الحلول لها.. لابد من تشكيل لجنة مستقلة بصلاحيات كاملة للعمل ومباشرة الحلول واتخاذ القرار دون المركزية السابقة، وتعتمد على الوثائق الصحيحة والإثباتات المناسبة.
لا نعرفهم
{ بالنسبة للرموز التي تتصدر الحراك الآن وتتحدث بإسم هذه المحافظات، كيف تصف هؤلاء وأنت تعرف الناس من ٠٤ سنة تقريباً؟
- بالنسبة للخُبجي ، أنا أعرف الخبجي الذي كان معنا في القوات المسلحة سابقاً كان رجلاً وطنياً وحدوياً وتوفي في أحداث يناير، أما أسماء أخرى.. وخاصة هؤلاء وهم أعضاء في مجلس النواب، يعني يمثلون الشعب وفي مجلس نواب الوحدة.. ويدعون للانفصال.. أنا أستغرب لهذا التناقض.
كان الأحرى بهؤلاء الناس أن يقفوا في مجلس النواب.. وأن يطالبوا لمن انتخبهم في هذه المديريات بمطالب حقيقية وواقعية، مدارس وخدمات صحية وبنية تحتية وتحسين أوضاعهم بدلاً من حشد الناس الى المواجهة وإسقاط أبناء الناس ضحية وهم في الأخير بعيدون عن المشكلة، وإذا كبرت المشكلة وإن شاء الله لن تكبر سيأخذون أطرف طائرة أو هوري سيخرج خارج البلاد ويحسن وضعه هناك، وسيكون الضحية هو الشعب.
سؤال
{ كلمة أخيرة.. أو رسالة تحب أن توجهها عبر »الميثاق«؟
- يجب أن يتحمل كل إنسان مسؤوليته من موقع عمله، وأريد أن أوضح حاجة مهمة وغريبة، يوجد صحف رسمية للدولة لا تعد، كما أتمنى توضع الدولة استراتيجية للشباب الخريجين لتشغيلهم ومساعدتهم على العمل.. البطالة مشكلة عالمية ولكن كيف نضع نحن استراتيجية في بلدنا نحسن وضع الشباب والخريجين.
هناك أفكار تطرح الآن في محافظة عدن على أساس تأهيل بعض الشباب في الجانب التقني في الكمبيوتر وغيره بما يستوعبه سوق العمل.
وشيء مهم أيضاً كان هناك في عدن وغير عدن، ولكن في عدن بحكم البحر، كانت شركات الاصطياد يفرض عليها عمالة يمنية من الشباب.. استمرت فترة طويلة واستفاد كثير من الشباب، ولكن الآن انتهى الموضوع ، وهناك عمالة من الهند والصين وغيرها، ونحن شبابنا بحاجة الى العمل، وكان مفروضاً تستمر هذه الاستراتيجية لتشغيل شبابنا، وكذلك الجمعيات السكنية والاراضي التي صُرفت لمرافق العمل والإنتاج أو صُرفت للشباب.. يجب -كما وجه الرئيس- أن يتم بناؤها أو إعادتها للناس إذا سلبت من بعض الجهات، ومعالجة قضايا الاراضي السابقة التي تم تأميمها في ظل النظام الشمولي السابق.
{ ما حجم مشكلة الأراضي على الواقع.. لماذا ينسى الناس أن التأميم كان هو أم المشاكل في هذا الجانب؟
- ما المشكلة الأساسية هي تأميم الاراضي، يعني إذا بقيت أراضي الناس، ولم يؤممها احد في النظام السابق كان ستبقى ولن يأخذها أحد، ولكن أصبحت باسم الدولة.. أخذتها الدولة يومها وجاء هؤلاء وعليها ونشأت المشكلة وصرفت من قبل الدولة لمواطن يستحقها وبعد الحرب ضاعت بعض الملفات وغيرها من الأسباب.. لأتقدم ما تقدمه صحيفة واحدة تخلق الزوبعة داخل الوطن وإسمها (الأيان)
أنا موجود داخل صنعاء لأكثر من أسبوع لا أستطيع أوصل للتلفزيون أعمل لقاء بإسم اللجنة الشعبية وإلا صحيفة كتبت عنا ولا نعرف أيش أو فين يشتغلوا هذه الصحف فين دورها؟
وأسمح لي أن أشكر الأخوان الذين استقبلونا وأهتموا بنا هنا في صنعاء ونقدر للجميع روح الإخوة والمسئولية والتعامل الكبير الذي لقيناه منهم.. كما أشكر زملائي نائب رئيس اللجنة الشعبية أديب فضل محسن وأمين عام اللجنة ياسر علي صالح وكل أعضاء اللجنة وجميع الشباب المتفاعلين معنا.. ومزيداً من النشاط والتفاعل بإذن الله.