صلاح العجيلي -
لاشك أن بلادنا ونهجها الديمقراطي وخيارها التعددي ستظل عرضة لاستهداف متعدد الصور والوجوه والسبل والأدوات من قوى أزعجها المنجز الوحدوي المقرون بالهامش الديمقراطي في بلدنا والذي يعتبر منجزاً في المنطقة العربية كلها برغم تأكيدنا الدائم أن هذا المنجز وذلك الهامش الذي استُغل أسوأ استغلال في الفترة الاخيرة من قِبل هؤلاء المزايدين على وطننا .. هم ليسوا موجهين ضد أحد على الاطلاق بقدر ما يمثلون خيارات ثابتة للشعب الذي التأم وجهه المشطور في الـ٢٢ مايو ٠٩٩١م.
وفي هكذا وضع وهذه الحالة التي نستشعرها اليوم تغدو بلادنا بحاجة ماسة الى تراص الصفوف وتلاحم الجهود والقوى الوطنية الحية وترسيخ جبهتها الداخلية أكثر من أي وقت مضى، وكذلك يحتاج الأمر الابتعاد عن بؤر التوتر في خطوط التماس بين السلطة والمعارضة، وكذلك بين الأندية والفرق الرياضية والتي يكون فيها أي خطأ رياضي يتحول بحكم التعبئة الخاطئة والشحن الزائد إلى ثقافة العنف والكراهية والبغضاء، فتتحول المسألة الى خروج للشارع وتنقلب الى الاعتداء على الشباب الآمنين من أبناء المحافظات الشمالية والغربية من بائعي الخضار والفواكه والباعة المتجولين وتنتهي -للأسف الشديد- بأعمال اجرامية محرمة فيها سرقة ونهب.. وقد رأيت بأم العين كيف تحول ذلك الشارع الى سيل من حبات »البطاط« التي استخدمها هؤلاء »المغرر بهم« بعد أن خلصت الأحجار والقوارير للرمي لمن ظهر أول الشارع وكانت واحدة من تلك البطاط من نصيب الحجة أم ياسر.
فصبراً »أم ياسر« هؤلاء الذين يرمون بالبطاط هم أولادكم وليسوا من مكان آخر.. لنقل بأنه ربما صادفني اليوم مهرجان الرمي بالطماط وليس البطاط.
- حرصت صباح اليوم الثاني أن أواسي صاحبي أبو أمين صاحب »البسطة« التي نهبت كل محتوياتها، فقال لي يا ولدي ما ذنبنا نحن البسطاء وما دخل الوحدة اليمنية..؟! فقلت له هذه الكرة يا والد الرياضة والاحتقانات الحمقاء، وبينما كنت أشرح له أسباب هذه الفوضى لاحظت الدموع تنحدر من عينيه، وتألمت كثيراً لهذا الموقف وموقف الأمن الذي أبلغناه صباح اليوم الثاني وموقف المحافظ ونائبه والهيئة الإدارية جمعاء الذين لم يسألوا عن الذين تضرروا من هذه الفوضى وهم - حسب علمي- أكثر من ٤-٥ محلات في ديس المكلا فقط.!!
- ينبغي أن يكون اللعب بعيداً عن الوحدة، وهؤلاء البسطاء، لأن الوطن لم يكن يوماً جواز سفر أو تسكعاً أمام أبواب السفارات الاجنبية أو تسولاً واستعداء دوليين، ولم يكن الوطن جنسية فقط ولا يقاس بحجم الرصيد المصرفي و لا بعدد الزوجات والسيارات .. الخ!!
- إن الأخطار المحدقة بالوطن -تحت أي ظروف وفي أي زمان - لا ينبغي أن تكون محل مزايدة وموضع مكايدة لأحد ، الوطن - يا هؤلاء - الانتماء والارتباط الوثيق بهذه التربة الطاهرة الغالية، ولن نسمح لهؤلاء الذين دمروا بلدهم أن يأتوا اليوم ويدمروا بلدنا، لأن الوطن عندنا أغلى، فهو الأمان على دمك ومالك وعرضك، وعيشك وعملك ودارك.. أن تأمن على قلمك وحلمك من المصادرة والادعاء الزائف بالوصاية على هذا الجزء أو ذاك الركن من وطننا الحبيب.