محمـد يحيى شنيف - التنمية الاقتصادية والاجتماعية، هي أساس التطور المنشود.. وكلما حاولت الدولة تحقيق مشروعها التنموي، إذا بالثعابين تطل برؤوسها هنا وهناك، لبثّ سمومها وخلق حالة من الفزع، وإقلاق السكينة العامة.
منذ قيام الثورة، واليمن تواجه تحديات أمنية وتنموية.. ومؤامرات داخلية وخارجية شرسة.. ورغم سنوات الاستقرار المتقطعة والمحدودة، تصاعدت وتيرة التنمية، وتحققت الوحدة الوطنية، وبطبيعة الحال واكبتها بعض الأخطاء..خلال سنوات الوحدة، ومع إقرار التعددية السياسية، تكشَّفت وجوه بشعة، لتشعل فتناً من طراز جديد.
الوجوه، تحولت الى رؤوس ثعابين للنيل من الوحدة والديمقراطية واجهاض المشروع الوطني التنموي.. جذورها تمتد لمخططات قديمة، تغذيها أموال مدنسة.. لاعادة تفتيت اليمن تحت مسميات عدة.. كان للفساد الذي أسسوا له مدخل للمطالبات بأنظمة فيدرالية وكونفودرالية، لخجلهم من المجاهرة بإعادة الإمارات والمشيخات والدويلات الإمامية والسلاطينية التي سادت للعبث بمقدرات الشعب، وبادت بقيام الثورة وتحقيق الوحدة.
- رؤوس المثقفين المنتفعين تعبث بالفكر الوطني.. وتنظّر لدعوات الانفصال.
- الحالمون بالعودة لجاهلية التشطير ونظام الإمامية الكهنوتية، لم يستوعبوا المتغيرات.
- الخاطفون، استهوتهم لعبة الإرهاب والابتزاز.
- الجاهلون من مثيري الشغب، لا يعرفون أنهم ضحايا مَنْ يحركونهم.
- الصحافيون والقنوات الفضائية المشبوهة، ينفذون خطط مموليهم وسياسات الثأر السياسي.
- بعض المؤسسات الرسمية، تسهم في الضجيج الشوارعي، بعدم تنفيذ توجهات الدولة، أو نشر الفساد.
توجد أخطاء.. وتتواجد رؤوس الثعابين هنا وهناك.. ولكن تبرز تساؤلات مشروعة حول الدور التربوي والتعليمي والاعلامي والثقافي والقضائي والأمني والاداري، للقضاء على الثعابين والخنازير والعقارب النافثة سمومها والناقلة فيروساتها لجسم الوطن.
النظام الجمهوري، والوحدة والديمقراطية، ثوابت.. الخشية فقط على تعثر التنمية، والتأثير على عقلية الأجيال الناشئة.. وانتشار المزيد من الفساد السياسي والمالي والإداري.. وانعدام الاستقرار الأمني والمعيشي.
أين هي الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقوى الاجتماعية الفاعلة التي تقف الى جانب النهوض الحضاري، وتكشف أوجه القصور بدلاً من التمترس، والانتهازية.
أين مبدأ الثواب والعقاب.. وتفعيل القوانين لحماية الوطن من سفهاء السياسة، وناهبي الثروة من المعتوهين لاستثمارها في الخارج ضد الوطن.
عموماً ثقة الشعب اليمني في تجاوز الأحداث، والقضاء على الفتن، ومواصلة البناء التنموي، تكمن في الاصطفاف الشعبي، وقواته المسلحة، الحارسة الأمينة للوطن، لتنفيذ مشروع البناء والاصلاح الوطني الذي تضمنته أجندات القائد الوحدوي علي عبدالله صالح.. هذا الرجل المؤمن بأن موقعه في أعلى هرم السلطة هو تكليف جماهيري، للبناء والتحديث وأمن وأمان الوطن.. نعترف بأنه يعاني من رؤوس الثعابين، وشياطين الإنس، وسفهاء السياسة، منذ تولّيه السلطة عام 1978م.. لكن.. وللحقيقة، استطاع بحكمة قيادية ماهرة تجاوز كل المحن التي تعرض لها الوطن.. وليس غيره القادر على تسيير شئون الحكم نحو مستقبل أفضل.. وصدق الشاعر:
وأشقى الناس في الدنيا وأتعسهم
مَنْ يمتطي الليث أو مَنْ يحكم اليمن
هذا هو قدر القائد.. ويقيناً هو القادر على بتر رؤوس الثعابين.. والجميع معه..
|