أمين الوائلي - إب : مطالبة بمياه البحر!
لحج : لن تسمح بتوسع عدن على حسابها!
الضالع : زيدوا الدعم المركزي.. »بحجر الله«!
صنعاء والأمانة : جدل الحدود المكانية!
أبين : نحو المساءلة الشعبية و"التطهير"!
فيما لحج ترفض أن تتوسع عدن على حسابها، والضالع تطالب بزيادة الدعم المركزي للمحافظة »شحيحة الموارد« وبوصول مكاتب الوزارات الى المديريات..
فإن محافظة إب اتجهت مباشرة الى المطالبة بنصيبها من مياه البحر الاحمر.. بينما البيضاء تبنت وبقوة حلفاً شعبياً موسعاً للثأر من ظاهرة الثأر.. أما أبين فتميزت عن غيرها بالدعوة الى ارساء تقليد »المساءلة الشعبية« لوحدات الحكم المحلي من قبل المجتمع وكذا »تطهير اجهزة الدولة«..
جمل متنوعة.. وأولويات مترامية لخصتها قرارات وتوصيات المؤتمرات الفرعية الموسعة للسلطة المحلية في (21) محافظة يمنية.. الأمر الذي يضفي طابعاً محلياً صرفاً وخصوصية لافتة من مؤتمر لآخر ومن محافظة لأخرى..
محصلة
من محاسن المؤتمرات الفرعية للسلطة المحلية انها اشعلت التنافس بين المحافظات.. فراحت كل محافظة تباري الأخريات.. وتجاري نفسها وهمومها المحلية وتدفع بها الى الواجهة، وفي المحصلة النهائية اجتمع لنا وللسلطات الحكومية وصانعي السياسات والبرامج التنفيذية طيفاً واسعاً من القضايا والموجهات العامة والخاصة على السواء، وبدأت المحليات تستشعر »خطورة« التخلف عن مجاراة الركب، ولذلك كان عليها ان تقدم مشاكلها وقضاياها ومطالبها الخاصة على طبق من »توصيات وقرارات«.
لن نستطيع ان نلم بكل شيء، بل ولانحاول ذلك، انما نحن معنيون هنا بأخذ جولة سريعة ومتنقلة بين المحافظات والمحليات، وان نسجل بعضاً من شهادة او مشاهدة، بالنظر الى ذلكم القدر المهم من جانب الخصوصية الذاتية، على اعتبار ان هناك قدراً كبيراً ومجموعة واسعة من المطالبات والقضايا المشتركة هي محل اجماع وتجانس بين جميع المحافظات، ومنها على سبيل المثال قضايا المياه والكهرباء والصرف الصحي وزيادة الدعم المركزي و التربية والتعليم..و..و.. الخ.
ولكن هناك خصوصيات تتعلق بكل محافظة.. وهناك توصيات وقرارات »لافتة« او »خاصة« انفردت بها هذه المحافظة عن تلك.. والتقدير هو ان مؤتمرات المحليات كانت معنية-ولاتزال -بإظهار قضاياها الخاصة واشهارها، حتى لاتتكرر أخطاء وسلبيات المؤتمرات العامة للمجالس المحلية- أربعة مؤتمرات- في السنوات السابقة لجهة اهمال القضايا الخاصة والانشغال بالعموميات الكبرى.
على كل حال وفرت المؤتمرات الفرعية مادة دسمة وهي تحتاج الى أكثر من مجرد اعادة نشر واعلان نصي، بل يجب قراءة المقررات والتوصيات بطريقة اخرى واعادة استخلاص النتائج والملاحظات بأكثر من اسلوب وأكثر من طريقة.. وهذه التي نحن بصددها ليست سوى جزئية صغيرة من ملف ضخم وكبير.
لحج : »لن تسمح«!
لو بدأنا من لحج، سنتوقف أولاً عند هذه العبارة الصارمة: »وأعلن المشاركون في المؤتمر تمسكهم بالتقسيم الاداري بين محافظتي لحج وعدن، وفقاً لما هو عليه من السابق، وعدم السماح لمحافظة عدن بالتوسع على حساب المحافظة ومواردها المحلية«.
على عدن ان تستلم هذه الرسالة »الاخوية« الحارة، والمهم هو ان لاتحدث نفسها بعد الآن باكتساح وديان الخضيرة ومزاحمة الأمير القمندان في مرقده!
بإيجاز وشفافية : التقسيم الاداري يجب ان لايتغير، لحج »لن تسمح« ياعدن.. في هذا السياق وعلى نفس المنوال.. أعتقد ان محافظة صنعاء فعلت المثل، أو أرادت ان تقول شيئاً كهذا باتجاه امانة العاصمة، حيث التداخل بين الحدود المكانية للمحافظتين لايزال سيد الموقف.. وكل طرف يشكو الآخر الى الله.
ولابد من فض الاشتباك وتحديد الحدود المكانية وحرمان المحليات والمكاتب التنفيذية من حجة »التداخل الاداري« كلما كانت هناك مشكلة ناتجة عن قصور او تقصير من الجانبين.
> وما بين صنعاء والأمانة، ولحج وعدن، ثمة عدد كبير من الحالات المشابهة، وإن بدرجة أقل من حيث حدة الاشتباك وحرارة التجاذب -أو التنافر بالأولى- وتقريباً جميع المحافظات »مؤتمرات فروع المحليات« او معظمها ذكرت شيئاً مايتعلق بإعادة النظر في التقسيم الاداري او ما شابهه.
وعلى كل، فإن هذه واحدة من القضايا الخاصة، وهي كذلك- او برغم ذلك -تميل الى العمومية، ويجب النظر اليها كواحدة من أهم القضايا التي تحتاج الى حل ومعالجة لان بقية القضايا -تقريباً- تتوقف على هذه او تبنى عليها.
لحج ايضاً طالبت »بإيجاد صيغة نهائية لمعالجة قضايا المساكن المؤممة ومشاكل الاراضي«.. ولذلك فهي ترى منحها تعويضاً مالياً لتتمكن من معالجة قضايا الارض للملاك والمنتفعين.
هذه ايضاً قضية خاصة ولها وجه الى التشابه مع أخريات، عدن مثلاً والمكلا.. وغيرها.
وبعد ذلك.. المؤتمر الفرعي لمحلي لحج سجل مطالبة »بإعادة النظر في القيادات الامنية على مستوى المديريات«.. ومن مصلحة المعنيين ان يتجاوبوا مع هذا الصوت، هناك مالايقال علناً، وان هي إلا اشارة تغني عن العبارة!.
الضالع : »زيدوها«!
قريباً من لحج، فاضت الضالع بشكواها.. وصرَّحت بما تراه سبباً اساسياً لكثير من معاناتها اليومية.
مباشرة أوصى محلي الضالع »بزيادة الدعم المركزي والرأسمالي للمحافظات التي مواردها شحيحة حتى تصبح قادرة على تحقيق المشاريع والخدمات الاساسية«.
الصدق صدقة »تقول الضالع« ولسان حالها يقطر او ينشد : »العين بصيرة واليد قصيرة« بمعنى »العافية تشتي حسوك«! وللامانة تكاد هذه تكون قضية القضايا بالنسبة الى الضالع تحديداً.. ولأنها لم تشأ ان تظهر »أنانية« او ما شابه، ذكرت »زيادة الدعم المركزي والرأسمالي للمحافظات التي مواردها شحيحة«.
فعممت وهي تعني التخصيص، ومن حقها أن تخصص.. فزيدوها زادكم الله..
اضافة الى »القروش«، تمنت الضالع وصول فروع المكاتب التنفيذية الى المديريات »بما يعزز البناء المؤسسي ويساعد في تسهيل الاجراءات على المواطنين«.
ولم نكن نعرف قبل هذه المرة ان مديريات الضالع بلا مكاتب تنفيذية او مجمعات حكومية.. والمفارقة هذه نضعها بين يدي رجال المركز، ومعها برقية موجزة مفادها : »وبعد ذلك تسألون : لماذا الضالع تحديداً تتململ«؟!
وبودي لو عثرت اليوم على شريط قديم بأداء الفنان»البعداني« الذي لم نعد نسمع عنه شيئاً، وفيه اغنية صادحة تتضمن اعلاناً صريحاً وعذباً، هكذا : »محبوب قلبي من الضالع«.. عليهم ان يجدوا هذه الاغنية ويرددوها من حين لآخر، فلها أثر جيد على ما أظن.. أقله جعلتني أحب الضالع من وقت مبكر، فهل يؤمنون بفاعلية الغناء؟!
إب : "البحر"!
وبعد.. إب »الخضراء« كانت واضحة وظامئة جداً وهي تطالب بنصيبها من مياه البحر الاحمر أسوة بالجارة الحالمة!
من ناحية أوصى مؤتمر محلي محافظة إب بــ»تنفيذ توجيهات فخامة الاخ رئيس الجمهورية بشأن تأهيل محافطة إب لتكون المحافظة السياحية«.. ومن ناحية ثانية أكد المؤتمر »على ضرورة اضافة محافظة إب ضمن الدراسات الجارية لتزويدها بالمياه عن طريق التحلية ضمن مشروع محافظة تعز«.
العاصمة السياحية بلا مياه!! واللواء الأخضر بات يبحث عن شربة ماء ولو من البحر..!!
ليست مفارقة، ولكنها أكثر من ذلك، مشكلة او تعبير عن مشكلة حقيقية تتفاقم باستمرار، وهذه خصوصية إب.. الخضراء.. الظامئة!
ولم ينسَ المؤتمر- طبعاً- ان »يطالب بايقاف أي حفر عشوائي ومنع ري شجرة القات والحد من زراعتها على حساب الاراضي الزراعية«.
المشكلة هنا هي : من يطالب المؤتمر تحديداً؟ اذا كان هؤلاء هم قيادة المحافظة والسلطات المحلية والمديريات والمكاتب التنفيذية، ومع ذلك سمحوا بحدوث المشكلة طوال سنوات وعادوا يطالبون!؟
الحل بأيديهم، فقط ليبدأوا بالعمل والمنع وما الى ذلك.. وليعفوا أنفسهم من المطالبة التي لا معنى لها.
مؤتمر إب (المحلي) تحدث عن »طالبي العودة الى الخدمة العسكرية وتحسين أوضاع المتقاعدين كأمثالهم في المحافظات الاخرى«.
وللأمانة فإن هذه الالتقاطة المتميزة انفردت بها إب تماماً.. فلم يتطرق أحد قبلها الى »المتقاعدين وطالبي العودة الى الخدمة العسكرية«!! باعتبارها قضية وطنية لها حضور في المحافظات اليمنية كافة، وليست فقط مشكلة تتعلق بالمحافظات الجنوبية لوحدها- كما كرس الاعلام والخطاب السياسي الاعور هذه الصورة الضيقة والقزمة وتعمد حصرها في زاوية شطرية ومناطقية وقروية بائسة ومخادعة.
اللفتة الذكية جاءت من إب.. الظامئة، أروى الله عطشها وأهلها.. أهلنا الأحبة.. آمين.
أبين : »المساءلة«!
لم يعد لديَّ وقت يتسع، والمساحة لاتسمح بأكثر من هذا، فقط.. لن أنصرف من هذه الحلقة دون اشارة الى أبين.. حيث حفل بيان مؤتمرها المحلي بقضايا نوعية وخاصة.. كثيرة وكبيرة.. وكلها مهمة وعلى درجة من الخصوصية والحضور المحلي المركز.
وكرأي وقراءة شخصية سأعتبر ومن دون تردد، بيان مؤتمر محلي أبين واحداً من أهم البيانات الصادرة عن المؤتمرات الفرعية للسلطات المحلية بالمحافظات، لجهة تماسكه وانصبابه على قضايا وتوجهات مركزة.
محلي أبين انفرد بمطالبة نوعية مفادها »ارساء وتعزيز أسس وتقاليد المساءلة الشعبية لوحدات الحكم المحلي من قبل المجتمع المحلي من خلال أطر وآليات مناسبة«.
هذه جيدة وفريدة تماماً.. وتنسجم مع توصية اخرى في نفس البيان تؤكد على سرعة تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ومكافحة الفساد من خلال »تطهير اجهزة الدولة المختلفة ومعالجة الاختلالات«.
ونواصل في العدد القادم بإذن الله.
|