ابن النيل -
استوقفني كثيراً ما قاله الدكتور محمد فخري الجابري -المستشار الطبي المصري في بلاد اليمن.. حال افتتاحه المقر الجديد لمكتبه بصنعاء، والذي يعد في حد ذاته اضافة نوعية متمايزة لسبل تعزيز العلاقات المصرية-اليمنية.. على نحو يرقى الى مستوى ما بين البلدين الشقيقين من روابط تاريخية لها خصوصيتها المكتسبة على مر العصور، وهو ما تعمد الرجل تضمينه كلمته الافتتاحية حينها.
فبالاضافة الى ان المركز الثقافي المصري في صنعاء.. يعد واحداً من بين أربعة مراكز مماثلة في سائر بلدان العالم، يأتي استحداث المكتب الطبي المصري في الآونة الاخيرة.. كواحد من بين ثلاثة مكاتب مماثلة في سائر بلدان العالم كذلك، وهو ما أشار اليه سعادة الاستاذ محمد مرسي عوض- سفير جمهورية مصر العربية لدى الجمهورية اليمنية في ذات المناسبة الاحتفالية.. تأكيداً على ما تحظى به اليمن من اهتمام مصري مستحق على المستويين الرسمي والشعبي.
وتكمن أهمية استحداث مكتب طبي مصري في صنعاء في كون المهام الموكلة الى القائمين عليه تتجاوز في مرونتها سقف ما تضمنته بروتوكولات التعاون بين البلدين الشقيقين في هذا الشأن، من حيث التنسيق وتقديم المشورة، وكذلك الخدمات المجانية للأفراد والهيئات، بما يكفل تخفيف معاناة المرضى اليمنيين الذين يقصدون مصر طلباً للعلاج، وعلى ضوء معاملة هؤلاء المرضى كأقرانهم المصريين في كل مايتعلق بتكلفة علاجهم هناك وبإشراف اطباء كبار من ذوي الخبرة والكفاءة، في خمسين مستشفى ومركزاً صحياً متخصصاً بالقاهرة وغيرها من عواصم المحافظات المصرية الاخرى، وفي القطاعين العام والخاص.
ففي غيبة الحد الأدنى من سبل العمل العربي المشترك.. وعلى كافة الصعد والمستويات، تبقى مثل هذه المبادرات ذات الطابع الثنائي بديلاً له شرعيته ومشروعيته، على أمل تعميمه لاحقاً، وبما يحقق ولو قدراً متواضعاً من حيثيات التكامل الحق الذي نرتجيه بين عديد بلداننا، عملاً بمقولة.. انه لاينبغي اضاعة الممكن طلباً للمستحيل.
فكم نحن بحاجة الى كل ما من شأنه تحقيق نوع من الاكتفاء الذاتي في أي مجال من المجالات الحيوية على المستوى القومي ككل، في زمن تتخذ فيه عديد بلدان العالم من حولنا مما اصطلح على تسميته بالتكتلات الدولية الكبرى.. سبيلاً للتقدم والازدهار.
وهذه تحية ختامية.. الى الصديق الجميل الدكتور محمد فخري الجابري- المستشار الطبي المصري في صنعاء، ممهورة بخالص تمنياتي له، بالتوفيق في أداء رسالته الانسانية النبيلة هذه..