محمد انعم -
إننا نعيش في زمن يتكاثر فيه مرتدو الأقنعة.. فهذه الوجيه التي حولنا هي صور المتنكرين وأصحاب الوجيه المتعددة.. يبدو أن الزمن الذي تتساقط فيه الأقنعة مايزال بعيداً جداً عنا، وأننا نعيش في حقبة تاريخية لا خريف فيها.. لتتساقط هذه الأقنعة مثلما تتساقط أوراق الشجر.
> صحيح أن لتاريخ الشعوب والبلدان خريفاً مثل فصول السنة.. وللبشر أيضاً خريف قارس جداً على الضمائر، فيه تظهر المواقف والمبادئ الحقيقية للانسان تجاه قضايا شعبه ووطنه وعقيدته توجب عليه أن يعلنها بدون تزلف أو خداع خصوصاً عندما تتكالب الشدائد والمحن على الوطن.. بيد أننا -للأسف- رغم ما يحدق ببلادنا من أخطار ومؤامرات همجية نجد أن الانتهازيين والوصوليين والمنتفعين والمصلحيين يضيفون الى أقنعتهم أقنعة حتى لا تكتشف حقيقة بشاعتهم للرأي العام.
> للأسف لم تعد تتساقط الأقنعة منذ بدأ الطابور الخامس يخوض حرباً قذرة ضد الوحدة بتكتيك مختلف جداً عن الذي استخدمه في محاولة الانفصال الفاشلة عام 1994م.. أي التدمير من الداخل بدون رحمة في محاولة للنيل من الوحدة.. ومع ذلك فهذا الطابور أصبح مكشوفاً وواضحة تحركاته ولم تعد أقنعتهم قادرة على أن تخفي بشاعة أفعالهم.. لكن أصحاب اللاموقف هم الأخطر ويجب أن نحذرهم ألف مرة، فلو لم يكن سكوتهم مدفوع الثمن لكانوا أعلنوا مواقفهم في هذا الوقت المهم، لكنهم قرروا أن يستغلوا صمتهم ليحافظوا على مناصبهم ومصالحهم في الدولة، اضافة الى أنهم لا يريدون أن »يغثوا« البيض والعطاس ومن لفى لفهما طالما وهما لم يبخلا عليهم.
> خلال الفترة الماضية اكتشفت مع زملاء في العمل أن في بلادنا مسئولين يخلدوا الى النوم من الساعة الثامنة مساءً.. وأن لدينا أيضاً مسئولين واعضاء في البرلمان والشورى ودكاترة في جامعات ومثقفين، فجأة يسعفون الى المستشفيات بسبب ارتفاع الضغط، أوعندهم أولاد أو يذاكروا لأولادهم أو غير ذلك وكله هرباً وخوفاً من أن يعلنوا مواقفهم.. إزاء المؤامرة على الوحدة اليمنية.. أو يقولوا لنا ما الحل؟
{ أصحاب هذه المواقف لا يراهن عليهم، لأنهم ماكرون، ومخادعون، ومتربصون، ومع ذلك يخيل لهم أنهم أذكياء، ويجيدون انتهاز الفرص..! فبعداً لكم ولأمانيكم يا هؤلاء، لأن الشعب لا يراهن على أمثالكم أبداً.. اسكتوا.. ثم اسكتوا الى ما تشاؤون، وارتدوا الأقنعة الى متى ما تشاؤون.. لكن عليكم أن تدركوا أنه ليس بمقدروكم مع دعاة الانفصال، أن تشكلوا خطراً على الوحدة.. ببساطة أمثالكم لا قدرة لهم على أن يتحدوا شعباً اختار الموت ليحافظ على الوحدة.. وهنا فلن يجرؤ أحد على قبول مثل هذا التحدي!