أمين الوائلي -
حيثما شاءت السياسة أن تذهب، وكيفما أراد الساسة أن يعيشوا ويمارسوا قناعاتهم الخاصة، فلا مفر للسياسة والساسة من الحوار، لأنه أول السياسة.. وأوسطها.. وآخرها فأين يذهبون؟
< لا فائدة من إنكار الحوار.. أو التبرؤ منه كما لو كان تهمة تصم السياسيين بالنقص!
البعض يصر على استبعاد الحوار ونفيه وإنكار تحققه أو إمكانية تحققه غداً أو الذي يليه، حتى والشواهد كلها تؤكد إلزامية الوصول إليه والسير فيه وإلا فما هي البدائل إذاً؟!
< خير للأحزاب وقياداتها- سلطة، ومعارضة، وبين بين- أن تُتَّهم بالحوار على أن تمتدح بالقطيعة أو الوقيعة أو تعبئة الغبار في معلبات بلاستيكية مثقوبة!!
< هذا إذا أصر البعض على مواقفه واندفاعاته المتسرعة إلى إنكار ونفي الحوار بأشد مما ينكر أو ينفي عن نفسه تهمة أو مشروع تهمة!
< والأرجح أن تهمة كهذه تستحق الاحتفاء والشكر. ومن يكره أن يتهم بفضيلة قام عيلها أمر الناس والدول والحكومات والمجتمعات المحترمة في كل زمان ومكان؟!
< هناك حوار مرتقب، وإلزامي بموجب الدستور والاتفاقات الموقعة، وبموجب الطبيعة المدنية والديمقراطية والوطنية للعمل السياسي والحزبي والجماعات المنخرطة فيه، وأيضاً هو إلزامي ومبدئي انطلاقاً من الطبيعة الإنسانية التي تطبع هذا الكائن بالتفكير والتعقل والتفضيل من بين الخيارات المطروحة!
< هناك إشارات جيدة إلى استئناف الحوار بين أحزاب التمثيل البرلماني الموقعة على اتفاق فبراير الماضي والأمر لا يحتمل مشقة الإثبات أو النفي والإنكار.
< أصلاً.. لأن الاتفاق المذكور والذي تراضت عليه الأحزاب نص على تأجيل الانتخابات البرلمانية والتمديد للبرلمان لأجل هدف كبير وشريف بامتياز وليس إلا الحوار لاستكمال الإصلاحات المطلوبة، سياسياً وانتخابياً وهنا يكمن الداء والدواء.
< بعد ذلك كيف يمكن الإغراق في الملاسنات أو التقاذف باتهامات النفي والإثبات في ظل ميثاق ملزم واتفاق مشهود لا ينكره أحد ممن استوثقوا لأنفسهم وشهدوا عليها به.. واستشهدوا أمة من العالمين.
< ومع ذلك نقول: اغتنام الحوار- على كل حال وسواء أكان هناك اتفاق أو لم يكن- أفضل وأكمل وأجمل بالعقلاء من احتدام أو اقتسام الغبار.
< وهو مادة إجبارية في كل مراحل التعليم والتعلم السياسي والإنساني بلا تخلف.
< وسيكون الأمر شاقاً ومحزناً - فضلاً عن كونه مخزياً- فيما لو بقي السياسيون وكبار أحزابهم يمارسون لعبة التقاذف بحجارة الكلام عبر وسائل الإعلام.. وغاية ما يرجوه هذا أو ذاك هو استبعاد الحوار ونفيه وتكذيب أخباره.
< فأية فضيلة يمكن احتسابها في معركة خاسرة هدفها الأول والأخير يتحدد في تعطيل ممكنات فضيلة كبرى وأولى كالحوار؟!.
< وبدلاً من ذلك دعونا نرى جدارتكم - التي نرجو- في ممارسة واعية للشراكة الوطنية والحوارية من أجل تفكيك الخلاف الذي نخشى عليكم منه.. وعلينا منكم!.
< والخلاصة الأهم هي: الحوار- دائماً وأبداً- قاعدة وليس استثناء ولا يمكن بحال من الأحوال نفي القاعدة وإلغاؤها وإلا فإن في الأمر تطرفاً يشبه ذلك الذي وصلت إليه "القاعدة" وكما كنا لانزال نحسن بكم الظن ونربأ بكم عن مصارع الفطن .. والله المستعان.
[email protected]