سالم با جميل - الأرض والإنسان يرفضان إدعاءات وافتراءات أدعياء التصالح والتسامح وأدعياء النضال السلمي، وما عاد لهم ولا لنظرائهم المذهبيين من أتباع حكم البطنين أهمية بين البلاد والعباد.
الأرض تتقلص تحت أقدامهم والمواطنون يبتعدون عنهم مثلما ينفر الأصحاء من ذوي الأمراض المعدية، أما حزب خالف تعرف الذين يمارسون الإرهاب والخطف والقتل أعوان المذهبيين والانفصاليين فقد خسروا خسراناً مبيناً بأفعالهم المشينة تجاه العقائد والأديان ..
ثم إننا نكاد نرى بالعين المجردة تراجع مد الانتهازيين السياسيين الذين كانوا إلى وقت قريب مروجي الصراعات الطائفية والإرهابيين وخاطفي الأجانب باعتبارها أوراقا سياسية ينبغي توظيفها ضد النظام السياسي الوطني لابتزازه معنوياً ومادياً ..
النظام السياسي الوطني الوحدوي يكسب كثيرا بالتعاطي الكامل مع أصحاب الأحداث والحوادث المشبوهة بالاتكاء على الشعب وبلورة القيم والمبادئ الوطنية والحضارية الحية والخلاقة ..
ففي الموقف المتفهم والمساند لقضايانا الوطنية والإنسانية ذات الطابع الإستراتيجي لأشقائنا وأصدقائنا نجد انعكاسات ملموسة لما نحن من الثبات على الحق والصواب فيما يخص العالم المحيط بنا ..
كما يتجسد المرء في غصب المواطنين من الممارسات الفاسدة في المجال السياسي التي تتجلى بأوضح ما يكون في إنكار يمنية الأرض والناس في بعض المناطق لأسباب ليست بخافية على أحد منا في اليمن على أقل تقدير ..
كلما أتاح لي الوقت فرص التقارب من أصحاب الخطابات الضالة في السياسة والدين كلما ازداد اقتناعي الفكري والعملي أن هؤلاء وأولئك يحتاجون إلى خطاب إصلاح وتغيير نوعي يخرج بهم من ظلمات مفردات تلك الخطابات الضارة والمؤذية لمصالح الوطن والشعب ..
لعل كاتب هذه السطور لا يخفى سروره وسعادته باستئناف الحوار الجاد بين المؤتمر الشعبي العام وتكتل أحزاب اللقاء المشترك، في هذا الوقت بالذات يرى فيه الوطن اليمني وهو في مسيس الحاجة إلى وحدة الصف والكلمة ..
كما أني لا أخفي سروري وسعادتي بأنباء طرد المياسر للعناصر الخارجة عن الدستور والقانون في أبين، وكذا خروج مسيرة حاشدة في الضالع تعلن أن الضالع الأرض والإنسان يمنية وحدوية إلى أبد الآبدين.
لا أبالغ إذا ما قلت أنه قد خيل لي حالما سمعت هذه الأنباء أن الناس يتحدثون عن أبين سالم ربيع علي ومحمد علي هيثم وعن صالح علي عنتر وصالح مصلح عن الأرض الثائرة والأسماء الوحدوية التي أعرفها وأعرفهم .. ولا أحد في اليمن يجرؤ أن ينكر يمنيتهم قط، في جميع محافظات الجمهورية اليمنية ..
أحداث ممارسات تشي بالمزيد من العدل والإنصاف تقهر اللامبالاة والإسراف وتردم برك الفساد والبيروقراطية الحائلة ما بينها والمواطنين ..
حان فعل الصواب من الجميع ولا مبرر لاستمرار موقف النظر إلى الأخطاء بعيون العاجزين .. اليمن بيت الحاكم والمحكوم وسلامته وتطوير مسؤولية الجميع ..
ومن بعد كل هذا، فإن الله يفعل ما يريد.
|