الميثاق نت -
أظهرت جريمة قتل الأجانب في وادي نشور بصعدة أن الارهاب -حقيقة- لا دين له ولا مذهب أيضاً، وأن المتآمرين يلتقون في أوكار المصالح وحب الثأر من النظام الجمهوري والوحدة والديمقراطية.
فذلك العمل الوحشي البشع الذي اقترف بحق نساء مختطفات كشف عن تفاصيل مخيفة ظلت محجوبة سنوات عن الجميع، حول حقيقة التحالف الثلاثي للارهابيين القائم بين عناصر القاعدة وعصابات التخريب التابعين للحوثي ودعاة الانفصال، فما حدث ان دافع الاختطاف لا يمكن أن يكون لأغراض مادية أو مزاعم دينية وإنما كان من أجل القتل لإشباع رغبة سادية لدى الارهابيين المتعطشين لسفك دماء الأبرياء أولاً، ثم من أجل تشويه سمعة اليمن خارجياً، ومحاولة إضعاف الدعم الخارجي والمساند للوحدة اليمنية من خلال تنفيذ أكثر من عملية ارهابية لإحداث ضجيج خارجي واسع ليهز ثقة العالم بالنظام القائم، بدليل أنه يوم اكتشاف جثث الضحايا كان السفير الكوري الجنوبي يوقع اتفاق بمنح بلادنا قرضاً بقيمة مائة مليون دولار.
إن من أقدم على قتل النساء المختطفات الثلاث في وادي نشور بصعدة هم انفسهم الذين أقدموا قبل بضعة أيام في لحج بالاعتداء على الدكتورة هدى ألبان وزيرة حقوق الإنسان، والتي تم استهدافها لإثارة الرعب بين الناس في البلاد وخارجها.
إذاً فإن اختيار الارهابيين ضحاياهم من النساء يأتي ضمن تكتيك جديد لا يستبعد أن يكون وضع السيناريو له علي سالم البيض ويحيى الحوثي وعناصر من القاعدة في ألمانيا، بدليل أن تزامن جريمة قتل الاجنبيات في صعدة جاء بعد أيام قليلة من الاعتداء على وزيرة حقوق الانسان في لحج، وهنا يكون من المستحيل التصديق أن الصدفة هي وحدها التي أتت بين الجريمتين.
الشيء اللافت أن جثث الضحايا الالمانيتين والكورية وجدت في منطقة تسرح وتمرح فيها ميليشيات الموت التابعة للحوثي والذي ما كان منه الا أن حاول مع إعلام الاشتراكي أن يرميا بالجريمة على مجهول، بيد أن زعم الاشتراكي نت أن ٠٥١ ألفاً من أنصار المدعو الحوثي خرجوا في مسيرة، منددين بالجريمة فيه تأكيد على ضلوع القاعدة والحوثي والاشتراكي في هذه الجريمة ،خصوصاً أنه سبق لمليشيات الموت التابعة للحوثي أن اعتدت على اليهود اليمنيين في منطقة آل سالم، وهم مواطنون عزل ولا يحملون حتى الجنابي وأجبروهم على الرحيل من منازلهم وأراضيهم وممتلكاتهم، وحدث ذلك بالامس القريب، لكن يبقى الشيء الغائب هنا هو هل لعناصر تنظيم »القاعدة« بصمات في هذه الجريمة..؟ بالتأكيد لايزال مسرح الجريمة مليئاً بالمفاجآت وإن افترضنا عدم علاقة الحوثي بالجريمة فإن وجود عناصر القاعدة في تلك المنطقة بحد ذاته يعد دليلاً يؤكد انتقال التحالف بين الشيعة والقاعدة من إيران الى وادي نشور، وأن هذه العملية الارهابية هي عملية مشتركة لهما معاً.
اختصاراً الدولة معنية بحماية الرعاية الاجانب ولابد لها من وضع خطة طارئة لوقف جرائم الاختطاف التي أصبحت واحدة من الجبهات القذرة التي تستهدف الوحدة والنظام الجمهوري عبر محاولة إدخال البلاد في نفق »الفوضى الخلاقة«. وألّا يظل التعامل مع هذه البؤرة الارهابية الجديدة بنفس الطريقة التقليدية بعد أن ظهرت أنها من إنتاج مختبرات المخربين وقطاع الطرق ودعاة الانفصال.