عبدالعزيز الهياجم -
اجتماعات اللجنة العليا اليمنية -السورية المشتركة في دورتها التاسعة بدمشق تمثّل عنواناً لماهية العلاقات المتميزة والمتينة التي تربط البلدين الشقيقين وتدفع بالتعاون المشترك نحو مجالات أوسع وآفاق رحبة.
والمتابع لانتظام ودورية اجتماعات اللجنة العليا المشتركة اليمنية -السورية، يستشف انه لا عقبات ولا عوائق تعترض طريق هذا التعاون الذي يحظى بدعم ورعاية مباشرة من القيادتين السياسيتين بزعامة الرئيس علي عبدالله صالح وأخيه الرئيس بشار الأسد.
وتتميز العلاقة اليمنية- السورية بخصوصية أصيلة وعراقة تاريخية عميقة تمتد جذورها الى الهجرات القديمة بين الشام واليمن.. وهي تشهد اليوم تطوراً وتقدماً على كافة الاصعدة والمجالات، الأمر الذي يجعل هذه العلاقة المتينة بهذه الصورة المشرقة انعكاساً طبيعياً لذلك التراث التاريخي العميق وترجمة حقيقية لوشائج القربى وصلات العقيدة والدم بين الشعبين الشقيقين اللذين تربطهما دروب التنوير في نشر الحضارة العربية والاسلامية عبر عهود طويلة من الزمن كان لأهل اليمن والشام فيها الدور الطليعي حتى وصل الفتح الاسلامي الى الاندلس غرباً والصين شرقاً.
واذا كانت الاجتماعات السابقة للجنة العليا المشتركة قد شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات في مجالات النقل البحري والتعاون القضائي وفي مجال الشئون الاجتماعية والعمل والتأهيل والتدريب وبرامج التعاون الثقافي والصناعي والسياحي والاعلامي وتنمية الصادرات وتشكيل مجلس رجال أعمال مشترك وغيرها، فإن اجتماعات الدورة التاسعة ستشكل اضافة جديدة في مسار التعاون الذي يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشيد هنا بالدور الذي يلعبه سعادة سفير سوريا بصنعاء عبدالغفور صابوني والذي لمسنا خلال السنوات الماضية نشاطاً فاعلاً له في اتجاه الدفع بهذه العلاقات وتعزيزها.
وفي حديث أدلى به مؤخراً لصحيفة »السياسية« أعجبني ذلك الطرح العميق للسفير صابوني بشأن الوحدة اليمنية ومواقف سوريا الأصيلة، حيث أعادنا الى بدايات الثورة اليمنية والمواقف التاريخية لسوريا التي لا يجهلها أحد لجهة دعم الثورة اليمنية في أصعب الظروف، وبنى بالتالي على ذلك كل المواقف الأخوية التي كانت سوريا فيها على الدوام الى جانب اليمن وثورته ووحدته وأمنه واستقراره.
واليوم نجد أن التنسيق والتعاون المشترك بين بلادنا وسوريا ينطلق من رؤية مشتركة وهموم وقضايا محورية تدعو الى التكاتف في مواجهة التحديات التي تواجه أمتنا، وتعزيز التضامن وتفعيل العمل العربي المشترك.