أمين الوائلي - ما أسهل وأيسر صناعة الأزمات في هذه البلاد.. ولو كانت الأزمات بضاعة تباع في الأسواق وتصدّر إلى الخارج بالعملة الصعبة لأغرقنا العالم بالبضائع والمنتجات اليمنية!!..
< لا يكاد يوم واحد يمر من دون أن يصطنع الحزبيون والسياسيون والمشائخ والتجار والمعقدون في الأرض أزمات ومشاكل وضوضاء تفسد الحياة فوق ما هي فاسدة وصعبة.
< كلما لاحت بوادر انفراج وتقارب بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة، وكلما تهيأت الظروف لاستئناف الحوار السياسي بحثاً عن حلول، تطوع أحدهم لتفجير خلاف واصطناع أزمة وتفخيخ المرحلة.. فنعود إلى المربع قبل الأول!.
< يتناوب الحلفاء فيما بينهم على إبقاء وقيد التوترات والخلافات مستعرة، وهم أفضل وأكفأ خلق الله قياماً بهذا الدور وإخلاصاً له، ولو دخلوا في سباق مع نظرائهم في البلدان الأخرى لأحرزوا المرتبة الأولى وجائزة أفضل السيئين!!.
< يعني كنا في غنى عن أزمات وتعقيدات جديدة وبلا معنى تبدأ في البرلمان وتحت قبته وسرعان ما تتحول إلى أزمة سياسية، تزفها بيانات اللقاء المتحفز وتصريحات ألسنته الناطقة، تزف معها الحوار والإنفراج إلى مقبرة النضال السلمي!!.
< نواب البرلمان يمثلون أنفسهم وأحزابهم الضيقة عوضاً عن تمثيل الشعب والجماهير الناخبة.
< وللمرة الألف يؤدي نواب المشترك نفس الفصل المحفوظ من المسرحية المعهودة:
< واحد يفجر قضية خلافية مستفزة، وآخر يزكيه، وثالث يهلل ويكبر لهما، ومع أول تعليق أو رد من الطرف الآخر؛ يبادرون إلى الانسحاب من الجلسة.
< وبمجرد خروجهم من القاعة يدخلون في صناعة أزمة جديدة ومضاعفة تعطل أو تؤجل موعد الحوار!.
< فعلوها مراراً، والإثنين الماضي ليس استثناءً، فمتى ينسحبون من حياة هذا الشعب المغلوب على صوته؟!.
عن صحيفة الجمهورية |