عبدالله الصعفاني - هناك طريقان لإيقاف المجرم والمخرب والعابث عند حده درءاً لأخطاره على المجتمع.. إما مساعدته على مقاومة شيطانه بحيث يعترف بجرمه ويتوب عن غيه أو الاقتصاص منه بتطبيق القانون وتفعيل العدالة بمنعها عن ان تكون عدالة مغمضة العينين.
> لكن مساعدة إنسان على مقاومة شيطانه تحتاج لاثبات قابلية العودة الى جادة الصواب وإلاّ فإن القصاص للحق الخاص والحق العام هو الحياة نفسها.. وهو الضمانة الوحيدة على أننا نقف في المكان غير الخاطئ.
> هذا هو الحل لمشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية إن أردنا استعادة فرص كثيرة للتغيير ضاعت منا.. ربما في شرنقة النوايا الطيبة التي كثيراً ما تسفلت الطريق الى جهنم السوداء.. وبدون ذلك لن نسبر أعماق مشاكلنا وسيبقى كل عابث وكل فاسد وكل متفرج مجرد مواطن لا يطاق.. لأنه -ببساطة- يرفض أن يتغير الى الأفضل.
> الجميع تقريباً.. نزعم أننا نحب الوطن وبأننا نرغب بالانتماء الى بلد متطور.. ناهض.. هذه المزاعم جيدة.. وايجابية ومنطقية.. فالواحد منا لا يملك وطناً آخر.. ولن يقبلنا أحد في عالم تتنامى فيه العنصرية وصراع الخوف من مستقبل يتجه الى فقر في الطاقة وفقر في الماء وفقر الأخلاق.. ولا خيار لنا أضمن غير الحياة تحت سماء وطن نبنيه لنعيش فيه كرماء وندفن في ترابه أعزاء.
> ولن نعيش أحلاماً وردية بعد سماع آخر نشرة أو موجز للأخبار بدون مواجهة كل ما هو قبيح وفاسد وعابث.. ولن يتحقق ذلك بالصبر على فاسد ولا بمهادنة مخرب أو مجاملة وجاهة تدافع عن قاطع طريق مهما كانت حجته.
> وثمة طموح مشروع وربما قانوني وهو الاعلان عن أسماء من تصدر بحقهم أحكام في جرائم العبث بالمال العام أو افساد سمعة القضاء بذات الاشهار لأسماء من يعبث بالوطن واستقراره ووحدته.. فالجريمة هي الجريمة.. وفي الإشهار ردع لكل نفس يسكنها الشر.
|