يحيى علي نوري -
المهندس عبدالكريم العباهي هو أحد القيادات التنفيذية التي تعمل في إطار مصلحة الطرق والجسور كان في منتصف الاسبوع الماضي قد تعرض هو وعدد من زملائه إلى عملية اختطاف من قبل عناصر تخريبية بمنطقة المحفد بمحافظة أبين.
المهندس العباهي وبعد انتشار خبر اختطافه في أوساط زملائه ومحبيه من قبل هذه العناصر الخارجة على القانون بهدف اطلاق سراح سجناء اقارب لها، كان لنا أن قمنا وفي وقت مبكر بمتابعة هذا الاعتداء المؤسف، وكان لنا أيضاً الاتصال هاتفياً به للاستدلال من خلاله على حقيقة ما تم حيث فوجئنا وفي أول مهاتفة منه أن طلب منا وبرجاء شديد ألاّ يتم التعاطي مع قضية اختطافه اعلامياً وكان مبرره الوحيد هو ان الوطن ليس في حاجة الى مزيد من الأخبار التي تسيئ له والى أمنه واستقراره.
رجاء حمل في طياته كل هذه المفردات الوطنية التي ظل المهندس العباهي يوجهها لكل الاعلاميين الذين بادروا بالاتصال به مفضلاً عدم تعاطي الاعلام مع قضيتهم، مؤكدآً في الوقت ذاته ان قضيتهم سيتم الوصول الى حل لها بطرق بعيدة عن الاعلام وضوضائه.
وبالرغم من ادراكه فظاعة الموقف الذي يعيشه مع زملائه كرهائن في أيدي الخاطفين، الا أنه فضل أن تحل مشكلتهم وما يحدث لهم بعيداً عن الاعلام ودوشته كما أنهم يخشون قيام البعض من الاعلاميين استغلال محنتهم وتجييرها لخدمة مصالح حزبية.
وحقيقة أن المهندس العباهي وزملاءه ارادوا أن يسجلوا لنا درساً وطنياً خالصاً في الوطنية حيث قرروا أن يوصلوا للجميع منذ اللحظة الاولى لاختطافهم درساً مفاده ان الوطن هو الاهم، وأن غيره لا يمثل قضية مهما كانت كبيرة او صغيرة، كما أنهم منعوا بموقفهم هذا أية محاولة للاستغلال الرخيص لمحنتهم، وكان بإمكانهم أن يتحولوا الى أبطال عبر الوسائل الاعلامية المختلفة لكنهم فضلوا أن يكون الوطن هو البطل الأول والاخير .. متجاوزين في ذلك مصالحهم الذاتية.
وخلاصة ان المهندس العباهي وزملاءه الوطنيين الغيورين على وطنهم قدموا بأدائهم وموقفهم الوطني هذه الصورة الكاملة والناصعة للمواطنة المسؤولة المفعمة بكل دلالات الحب والغيرة على الوطن بل والعاشقة لسمعته الطيبة وأمنه واستقراره، كما أننا لا نملك إزاء هذا الموقف الملحمي سوى أن نعبر عن حالة تقديرنا واعتزازنا وإجلالنا لما قاموا به من موقف بطولي تعزز في نهاية المطاف بإطلاق سراحهم في ظروف أمنية طبيعية لكونهم استطاعوا ان يقدموا الدرس العظيم في إدارة أزمتهم بعقلية ثاقبة.. وهو درس ما أحوج الكثيرين للاستفادة منه.
واذا كان هناك من كلمة أخيرة فهي أن المهندس العباهي اتصل بنا هاتفياً ليسجل عميق شكره وامتنانه للوزير المهندس عمر الكرشمي وزير الاشغال على حسن تعاطيه مع قضيتهم وأن يسجل بالتالي شكره وتقديره لكل زملائه الذين ظلوا يتابعون باهتمام كافة التفاصيل حتى تم اطلاق سراحهم.