«الميثاق»- زنجبار- منصور الغدرة - زنجبار جنة خلقت في أرض أبين.. وجه حسن، وخضرة.. تحيط بها لتحميها من شر الحساد، وتحرسها من تحالف ثالوث الموت، «الملالي الطالباني، السلاطيني، الانفصالي»، أتحدت هذه الأمراض الخبيثة لتنتج فيروس أخطر اسمه «السلاانفصالي».
وسط ذاك السياج الكبير من خضرة تبن الذي يدافع عن عاصمة المحافظة «زنجبار» ببسالة لاتلين من هجمات مصاصي دماء الأبرياء على الدوام سواءً أكانوا سلاطين أو شموليين، لأنهم يريدون أن تكون الأرض إما محروقة، وإما مزروعة بالأفيون، لذلك يغيرون على الوجه الحسن والخضرة التي حباها الخالق لأبين عموماً وزنجبار خصوصاً..
زنجبار لم يكن لها نصيب من اسمها فحسب، وإنما اخذته كاملاً.. إذ أنه يمثل «الزن الجبار» العاصي على كل متآمر للايقاع بهيبتها وعزة كرامتها الغالية.. صامدة في مدارب اعظم سيول وديان اليمن- حسان، أبين، فكيف بمليشيات إرهابية تدعي البطولات والانتصارات في تورا بورا على تأثير أفيون وادي القبائل؟!
توهم هؤلاء بإعادة تمثيل المشهد في زنجبار.. تلك المدينة التي تقف اليوم بشموخ وإباء لتروي تاريخ بطولاتها.
وآخر تلك الاعمال الاجرامية عندما توهم الإرهابيون في تركيعها، لكنهم وجدوها عصية عليهم، كما كانت عصية على آبائهم وأسيادهم المستعمرون..
هذه القلعة الشامخة تروي لنا تفاصيل ذلك اليوم «الخميس» الذي أراد صاحبه الاحتفال بذكرى تأسيس سلطنة آبائه المقبورة في أعماق صحراء أبين الملتهبة والملتهمة لكل مارق وآثم..!
تمضي زنجبار في روايتها لذاك اليوم واحداث يومياتها لتقول فيه هزم العناصر الإرهابية والخارجة عن الجماعة وعلى القانون والدستور، ولولا التوجيهات العليا التي تلقتها المدينة- عاصمة محافظة أبين- لكانت الكلاب الضارية تحوم حول مقبرتهم التي لاتزال فاها مفتوحة في بطن الصحراء.
استياء وتذمر
{ المواطنون في عموم مدن أبين وزنجبار خاصة، يأسفون لضحايا تلك الأعمال الإرهابية سواءً من أفراد الأمن أو من المواطنين ويقولون: إنها المرة الأولى التي يرون فيها بأم أعينهم على أرض الواقع قانون الدولة، عندما لم تتهاون سلطاتها مع عناصر الإرهاب، وتعاملها بجدية والرد بقوة.. كادت أن تخمد الفتنة في زنجبار نهائىاً.. لكن التوجيهات بالتوقف هي التي يبدو أنها أعادت العاصمة زنجبار إلى حالة الفوضى الفضلية الطلبانية، وبالتالي مكنت العناصر الإرهابية من هذا الشعور بنشوة سفك الدماء والخراب، وقد تجسد ذلك من خلال إحراقها لسيارتي شرطة وقتل ستة وإصابة ثمانية من أفراد الأمن.. أما الضحايا من المواطنين فالعناصر الإرهابية ترى بأنهم لايستحقون الذكر في أجندتها وأعمالها الدامية..!!
{ الاستياء الآخر الذي يبديه المواطنون في زنجبار.. ما حمله قرار اللجنة الأمنية العليا- الجمعة الماضية- بشأن الأحداث والذي قال: إنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث لمعرفة من المخطئ.. استياء هؤلاء ينبع أولاً من غيرتهم على هيبة الدولة والقانون، وثانياً لأنهم شاهدوا بأم أعينهم وكابدوا فصول مشاهدها الدرامية وآلام آثارها..
مؤكدين أن المدعو الفضلي وعناصره الإرهابية بدأت بإطلاق الأعيرة النارية على أفراد الأمن، وعلى الفور تبعتها ميليشيات طالبان باطلاق قذائف الـ«أر بي جي» على أطقم وسيارات الشرطة ما أدى إلى إحراق سيارتين منها تؤكد ذلك الصور الصحفية.
{ وأما ثالث أسباب استياء المواطنين هو مزاعم المشترك أنها مظاهرة سلمية في الوقت الذي نجد معظم المشاركين فيها إن لم يكن جميعهم مدججين بالسلاح بمختلف أنواعه واشكاله وأحجامه من المسدس إلى صواريخ الكتف- المضادة للدروع، لذلك يتساءل أبناء زنجبار: أين المظاهرة السلمية من تسلح الميليشيات الطالبانية والتي تؤكدها كاميرا التصوير..؟!!
وخامس الأسباب لدى مواطني وسكان مدينة زنجبار هي الجرائم والأحداث المتلاحقة التي ترتكبها تلك العناصر بحق المواطنين بشكل شبه يومي، والمتمثلة بجرائم القتل والاعتداء بالضرب والتهديد واطلاق الرصاص على منازل كل من يعارضهم ونشر أفكارهم الانفصالية والمتطرفة.. والتي نوجز بعض ما تحصلنا من قصصها المفزعة !!
فضائع الإرهابيين
{ نبدأ بأخفها وطأة على القلب، ألاّ وهي تعرض منزل الأخ المحافظ- أحمد الميسري- مساء الجمعة الماضية- لاطلاق نار من قبل اشخاص كانوا يستقلون سيارة، فبعد اطلاق الرصاص والرد عليهم من قبل الحراسة لاذوا بالفرار..
{ وفي نفس الليلة تعرض منزل الزميل زيد محسن نائب رئىس تحرير الموقع الالكتروني «أبين برس» لاطلاق النار بسبب مواقفه وآرائه المعارضة والرافضة لأعمال التخريب لهذه العناصر الخارجة على القانون والثوابت الوطنية.
{ الجميع هنا في زنجبار ممن يعارضون العناصر الإرهابية يتعرضون للتهديد بالتصفية الجسدية، لذلك بدأ هؤلاء الوحدويون يخشون على أنفسهم من هذه العناصر التي أصبحت تسرح وتمرح في المدينة كيفما تشاء ومتى تشاء هي.. لا متى تشاء سلطة القانون، بل يؤكدون أن تلك التهديدات أصبحت تطلق صراحة وأمام العامة والخاصة، وعلى مرأى ومسمع أجهزة الدولة.. التي للاسف يقول مواطن زنجبار إن لديهم انفلاتاً أمنياً، وهو الذي يمكن الإرهابيين من اقتراف ما يريدون دون اعتراض من أحد، ولايجدون من يحميهم سوى إرادتهم وإيمانهم بوحدتهم ومبادئهم الوطنية الشريفة..
{ وتفاصيل الجريمة المأساوية هذه تأكيد على ذلك.. وهي حادثة دبرت لصاحب متجر وسط مدينة زنجبار من أبناء المناطق الشمالية.. وتكشف هذه الجريمة مدى الانحطاط والدناءة التي وصلت إليها هذه العناصر «السلا انفصالية» من اللجوء إلى خطط مبتذلة لإهانة أبناء المحافظات الشمالية ومضايقتهم- حيث جهزوا أنفسهم بالهراوات والعصي وسط الشارع أمام المحل التابع لهذا المواطن، فاتفقوا مع امرأة بأن تدخل إلى المتجر وتطلق الصراخ للاستغاثة افتراءً على الرجل- صاحب المحل، فدخلت المرأة المتجر وأطلقت الصراخ، وعلى الفور سارعت مجموعة العصابة، التابعة للإرهابي طارق الفضلي إلى المحل ليهاجموا الرجل بالضرب المبرح بكل قوتهم وعتادهم، ولم يستطع أحد من الموجودين انقاذ المسكين، بما في ذلك أفراد الشرطة، ومركز الشرطة الذي لاتتجاوز المسافة بينه ومحل الضحية مائة متر..
سلم ذلك المسكين نفسه لرحمة العصابة إن وجدت لها مكان في قلوبهم، فظل يتوسل لهم، وهم يبادلونه بالركض ليأخذوه وهو مغمى عليه إلى منزل طارق الذي يبعد عن المكان أكثر من كيلو وقسم الشرطة أبو مائة متر لايستحق هذا الرجل أن يدخله.. أدخل الرجل المضروب صباح أمس الأول- السبت- منزل الملا ولم يخرج حتى مساء ذاك اليوم ولا أدري إن خرج حتى اللحظة أم لا، وهل مازال على قيد الحياة أم نفذ فيه الإرهابي حكم الإعدام كسائر تلك الأحكام التي نفذها في السابق ولايزال ينفذها إلى اليوم..
هذا ما يجعل سكان زنجبار إن لم يكن سكان جعار ومودية ولودر ورصد وسباح والحصن وغيرها في أبين الغالية- يتحدثون مع الوافد إلى مدينتهم بصراحة: أن الحاكم الفعلي هناك عندهم هو «الملا طارق» في ظل غياب تام لدور أجهزة الدولة..
هذا الأمر أخاف بعض الشيء الوحدويين الشرفاء الذين يجاهرون بالدفاع عن الوحدة ويعارضون مشاريع هذا الملا الأمر..
هؤلاء يقفون بمفردهم في الميدان يتحدون الإرهابيين ليصلوا في بعض الأحيان إلى قناعة بأن الدولة غير قادرة على حماية سيادتها، وان الطرف الآخر يتبجح بكونه انتصر عليها وعليهم..
{ أما جريمة القتل التي تعرض لها مواطن- صاحب محل خضروات- من أبناء محافظة تعز يوم الجمعة على يد أحد عناصر الحراك -في قرية الجول- القريبة من العاصمة زنجبار، فهي الأبشع، بل الافظع من ذلك ما عقب الجريمة، والتي لم يتخذ بشأنها أي إجراء للقبض على القاتل رغم معرفته، والجريمة مشهودة..
أما عن تفاصيل الجريمة، فقد جاء القاتل إلى الضحية في محله، وأشهر عليه سلاحه، وقبل ان يطلق عليه الرصاص خاطبه أمام عدد من المواطنين كانوا موجودين قائلاً له: «اليوم آخر يوم في عمرك» واطلق عليه ليرديه قتيلاً في الحال وراح في سبيله دون أن يعترض أحد من الموجودين.. أقارب الضحية عقدوا أملهم على أجهزة الدولة، فذهبوا إلى إدارة الأمن يبلغون بالحادثة ومعهم شهود من الحاضرين.. لكنهم أصيبوا بخيبة أمل عندما رفضت أجهزة الأمن الاستجابة لطلبهم بسرعة القبض على القاتل، بحجة ان القانون يمنعهم من أخراج عسكر أو أطقم في الليل على مواطن وان كان قاتلاً.. وحتى اليوم والمجرم يسرح ويمرح في الأسواق وبين الناس بحرية ودون اعتراض من أحد.
{ أما جريمة العناصر الإرهابية وهي تقطع لأربعة عساكر كانوا عائدين من إجازتهم إلى المعسكر وقبل وصولهم المعسكر تقطعت لهم عصابة بزعامة عبدالله الناخبي ولأن الله أراد فضحهم، سارعوا بنشر خبر الجنود باسمائهم وأرقامهم العسكرية ومناطقهم على أساس أنهم معتقلين أو اسرى قبل ان يصلوا بهم إلى مخبأهم المقصود في مديرية رصد بأبين.. لكن المواطنين الشرفاء عندما علموا بالحادثة جهزوا أنفسهم لمواجهة العصابة وتحرير الجنود المختطفين.. حيث تقطعوا للعصابة في مديرية سباح قبل وصولهم رصد وحرروا المخطوفين خلال 24 ساعة من اختطافهم ونشر الخبر في مواقعهم ومنتدياتهم الانفصالية.{
|