فيصل الصوفي -
مثقف وطني ومناضل استحق وسام 30 نوفمبر مثل عبدالله سعيد بلعيدي، ليس جديداً منه ولا من زملائه مشائخ المراقشة في أبين تبنّي موقف من دعاة المناطقية والكراهية ورافعي راية العنف والارهاب، كما هو موقفهم الاخير.
في عام 1992م تغاضوا عن طارق الفضلي من حيث هو داعية تطرف وخصيم مبين للحزب الاشتراكي، ونظروا اليه كوحدوي، وحينها توَّجوه شيخاً فوق كل المشائخ رغم صغر سنه.. واليوم يتخلون عنه لأنه انقلب وخان العهد وجمع الى التطرف والارهاب مثلبة الدعوة للانفصال.. وقد رأى بلعيدي واخوانه المحترمون أن رجلاً ارتكس الى الهاوية السفلى لا يصلح أميراً للمتطلعين للعلياء والى الآفاق الوطنية الرحبة.. وهناك فرق بين نجاسة الثرى وطهر الثريا.
يا شيخ عبدالله سعيد بلعيدي عفا الله عنك وعن زملائك مشائخ المراقشة وآل فضل لسكوتكم في الأيام الخوالي عن المظالم التي اجترحها طارق الفضلي من خلال استحواذه على أراضي الفلاحين وبدعم من السلطة »لا عفاها الله« وتعلمون انه وهب بعض تلك الاراضي التي لا يملكها، - الى نافذين لا يستحقونها مقابل أن يدعموه.. ولكن ما فات شيء بعد.. وليت أن يقظتكم الاخيرة تذهب البأس والشر والظلم وتضعف من يستقوي بالأشرار والارهابيين.
إن الرجل الذي استقوى في وقت الشدة بكم ذات يوم، قد خان عهودكم والمبادئ التي جمعت بينكم وبينه، وانتقل الى الاستقواء بالشذاذ والطرداء والكارهين للوطن، والدنيا والحياة، وهؤلاء لا يدركون حقاً ولا ينتصر بهم شر في أرض يعتنق أهلها عقيدة الخير.
طارق التائه ينعتكم بالخونة والعملاء لمجرد أنكم قلتم كلمة حق صادرة عن إيمانكم بالوحدة وحرصكم على أمن واستقرار المواطن في اليمن عموماً وأبين خصوصاً.. وهذه لعمري من عجائب المفارقات لا يفسرها سوى طارق التائه، وأنتم الراشدون والمرشدون، وتفسيركم الارجح للصواب لأنكم ترون الطريق بوضوح، وطارق شارد تائه.
وددت لو أن موقفكم يا سيدي أنت وزملاءك يصبح مثالاً أو أسوة للآخرين الذين لا يقبلون مشاريع يتبناها أمثال التائه طارق الفضلي، ولكنهم لا يمتلكون شجاعة كافية ولا صراحة مثل التي تتمتعون بها.