جميل الجعدبي -
خيبت إيران آمال الشارع اليمني حينما اعلنت دعمها لجماعة إرهابية متمردة تعيث فساداً في بلادنا، ولم تبق أمس قناة "العالم" -بتكرارها تناول أباطيل اسطوانة المشاركة السعودية، وابتهاجها بما تزعم انها (ثورة حوثية) مجالاً لمن يشككون في حقيقة تحريكها لهذه العصابة.
- في الحقيقة اعتقدت أن الجمهورية الإسلامية ستلتزم الصمت حيال فتنة الحوثي السادسة، و تبقي تأييدها باطنياً كما هو معروف، واستندت بذلك إلى جملة من المعطيات والمستجدات على الساحة الإيرانية التي لا تزال تتجرع مرارة كأس التدخلات الخارجية منذ الانتخابات الرئاسية في 12 يونيو الماضي، وهي الانتخابات التي أثارت إعجابنا، ومازلت أتذكر أن فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح كان أول الرؤساء المهنئين بفوز الرئيس أحمدي نجاد في تلك الانتخابات.
- ولم يخطر ببالي ابدا ارتفاع منسوب العناد في قناة العالم أمس الأحد وهي تتحدث عن المرتزق/ يحيى الحوثي -وتقدمه كقيادي معارض في الخارج- يرفض نفي مصادر رسمية يمنية على مزاعم إذاعة طهران وتلفزيونها بوجود مشاركة خارجية في إخماد فتنة الحوثي، في حين كانت ذات القناة وفي نفس نشرتها الإخبارية تعلن محاكمة (25) متهماُ إيرانياً من المشاركين في الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات 12 يونيو الماضي، غير (110) آخرين مثلوا امام (المحكمة الثورية) بينهم سياسيون وصحفيون وموظفون في سفارات أجنبية، ومن المفارقات ان يحث مسئول رسمي إيراني وسائل الاعلام على اعتماد المعلومات من مصادر رسمية فقط كمحافظ طهران بشأن أعداد القتلى والجرحى من المحتجين على نتائج الانتخابات.
ولم تترك السلطات الإيرانية خلال الأسابيع القليلة الماضية وسيلة قانونية أو غيرها لسد ثغرات التدخل الخارجي في شئونها إلا واستخدمتها، بعد ان سقط جراء ذلك عشرات القتلى وأصيب المئات، واحتجز أضعافهم، وقدموا تباعا للمحاكمة، ومن ذلك استدعت إيران سفراء الدول التي تبدي بلدانهم مناصرة إعلامية وتشجيعاً ضمنياً للرافضين لنتائج الانتخابات، كما منعت مندوبي وسائل الاعلام وممثلى المنظمات الحقوقية والإنسانية الأجنبية من الاقتراب من ساحات الاحتجاجات حفاظا على حياتهم، حسب زعمهم بعد كل هذا فها هي هذه الايران لا ترى حرجاً في المساندة الصريحة لمحتج يمني واحد خرج على الدولة ليس بالورود كما هم محتجو نتائج الانتخابات الإيرانية، ولكن بالأسلحة الخفيفة والثقيلة وعبر تدمير المنشآت العامة والخاصة وقطع الطرقات والاعتداء على أفراد القوات المسلحة والأمن والمواطنين واستهداف السيادة الوطنية في أهم رموزها.
وفي ظل هذه الازدواجية يحتار المتابع كيف يكون قمع عناصر محتجة على نتائج انتخابات ديمقراطية إجراءاً دستورياً وواجباً لحفظ أمن وسلامة المجتمع في طهران..! وظلماً وعدواناً على (عناصر ارهابية) وعصابة مدججة بأسلحة ثقيلة ترفض الانتخابات وتعادي الديمقراطية من أساسها، وتشهر سلاحها وتخرج على النظام والقانون ، لاستعادة ما تزعم أنه حق رباني ورسالةإلهية ضلت طريقها..!
وليس أصواتاً انتخابية مشكوكاً في ضياعها يا (عـــالم).!!