إسكندر الأصبحي -
كان المشهد مثيراً حقاً..
استلفت انتباه العالم.. وأثار اهتمامه.. واستحق ثناءه وتقديره.. فقد قدمت اليمن في ثاني انتخابات رئاسية ومحلية تنافسية حرة ومباشرة نموذجاً غير مسبـــوق في المنطقة العربية.. تنافست أحزابها الى جانب المستقلين على منصب رئاسة الدولة وعلى مقاعد المحليات في المحافظات والمديريات..
كلٌ قدَّم نفسه وبرنامجه للشعب وهيئته الناخبة.. وخلال فترة الدعاية الانتخابية تصاعدت الحملات السياسية وتصعَّدت.. تجاوزت في بعضها حدود القانون وشابها التحريض وتبادل الاتهامات.. ومسك البعض على رؤوسهم خشيةً من أن يؤدي ذلك الى غير ماتقصده الديمقراطية..
ومر كل شيء بسلام..
مضت الديمقراطية الى أقصى مداها.. وعبَّــر الشعب عن إرادته الحرة.. منح الشعب ثقته لمرشح المؤتمر الشعبي العام للانتخابات الرئاسية علي عبدالله صالح.. ومنح الشعب ثقته لمرشحي المؤتمر في المحليات..
حقق المؤتمر في هذه الانتخابات نصراً كبيراً.. نعم.. والمعارضة انتصرت ايضاً فيها.. فأن تكون قد خسرت الرئاسية.. ولم تحقق سوى نزر يسير في المحليات لايعني ذلك في قيم الديمقراطية نهاية العالم..
فعندما يقول الرئيس علي عبدالله صالح ان الشعب هو المنتصر في هذه المعركة الديمقراطية فإنه يعني مايقول.. الوطن يتسع للجميع كما يؤكد دائماً.. وفي كلمته أمام ممثلي الشعب عقب ادائه اليمين القانونية الاربعاء الماضي لفترة رئاسية ثانية جدد الرئيس علي عبدالله صالح تأكيده بأنه رئيس لكل اليمنيين وليس رئيساً لحزب بعينه.. وانه ينظر للجميع نظرة متساوية دون تمييز..
داعياً -في الوقت نفسه- إلى فتح صفحة جديدة للتعاون والمحبة والاخاء ونبذ الكراهية والحقد..
وقبل ذلك وجّه الرئيس الشكر للشعب الذي منحه الثقة.. ووجّه الشكر لمن صوَّتوا له ولمن لم يصوّتوا له.. ووجّه الشكر أيضاً لأحزاب اللقاء المشترك المعارضة.. وتلك هي روح الديمقراطية ورحابتها..
الديمقراطية حق الجميع.. وتتسع للجميع..
وحسب المعارضة انها جزء من النظام الوطني كما عبر الاخ الرئيس غير مرة.. واذا لم تكن قد حققت ماترجوه في هذه الانتخابات.. فحسبها أنها قد شاركت بكل ما أوتيت من قوة فيها.. ويُحسب لها أنها قد أسهمت في تأسيس تنافس سلمي حقيقي على السلطة مثلما أسهمت في تأسيس تداول سلمي حقيقي للسلطة من خلال مشاركتها في هذه الانتخابات.
قد نتفهم بكاء البعض في المعارضة على اللبن المسكوب.. ولكن عندما يعيدون تقييم الحقائق بموضوعية وروح ديمقراطية سيجدون ان الديمقراطية اليمنية انتصرت.. وان الشعب هو المنتصر..
وان الديمقراطية أغلبية تحكم وأقلية تعارض.. وان المعارضة الوطنية جزء من النظام الوطني.. تعمل على ترشيد الحكم.. مثلما تسعى إلى التداول السلمي للسلطة.