فاروق ثابت - من مرشحَين متنافسَين في الرئاسية الأولى إلى خمسة مرشحين للرئاسة في 2006م عن كل الأطياف السياسية بأدائه اليمين الدستورية يوم الأربعاء ٧٢سبتمبر بدأت الولاية الثانية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح الذي حقق فوزاً كبيراً في ثاني انتخابات رئاسية تنافسية حرة ومباشرة التي أجريت يوم ٠٢سبتمبر الحالي.. وكانت اليمن قد شهدت أول انتخابات رئاسية مباشرة في ٣٢سبتمبر ٩٩٩١م وكان إجراؤها خطوة إيجابية في مسيرة الديمقراطية لأنها أول انتخابات رئاسية مباشرة يتم فيها انتخاب رئيس الدولة من الشعب في تاريخ اليمن والوطن العربي . فاروق ثابت ٩٩م وأحزاب غائبة حاضرة فقد بلغ عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات ٩٩م»١٤٩.٢٧٧.٣« ناخباً وناخبة ويمثلون نسبة »٧٣.٧٦٪« من المسجلين في جداول الناخبين حصل فيها المرشح علي عبدالله صالح على »٠٩٧.٣٨٥.٣« مانسبته »6.20٩٪« من عدد الأصوات، فيما حصل المرشح المنافس الأخ نجيب قحطان الشعبي الذي تقدم للمنافسة كمستقل على »٣٣٤.١٤١« ما نسبته »٠٨.٣٪« من عدد أصوات المقترعين..الأحزاب التي غابت عن المنافسة في الترشيح للرئاسة لم تغب عن جلسة أداء اليمين الدستورية للرئيس علي عبدالله صالح في قاعة مجلس النواب بتاريخ ٢/٠١/٩٩م بعد نجاحه ما يعني قبولهم بنتائج الانتخابات ما يؤكد أنهم لم يقاطعوها.. وهذا ما لفت انتباه وإهتمام المراقبين وممثلي الصحف ووكالات الأنباء، فحضور مقبل والمخلافي كان العنوان الرئيسي ليومية الشرق الأوسط الصادرة في اليوم التالي ٣/٠١/٩٩م وعلى النحو التالي:»صالح أدى اليمين الدستورية في البرلمان بحضور زعيمي الحزبين المقاطعين للانتخابات الرئاسية«. فغياب الأحزاب عن المنافسة وقبولهم بالنتيجة لدى حضورهم جلسة أداء اليمين الدستورية للرئيس مؤشر قوي على أن الاحزاب اليمنية تجد أن الوقت قد حان للمنافسة حينها ولاعتبارات عدة على رأسها عدم تهيؤ الأحزاب لخوض غمار العملية التي تتطلب تنسيقاً شاملاً وترتيبات مكثفة على مستويات وأبعاد مختلفة.. وهذا ما أكده الرئيس علي عبدالله صالح في كلمته لدى أدائه اليمين الدستورية بعد فوزه في أول انتخابات رئاسية يمنية عندما دعا احزاب المعارضة إلى إعداد نفسها الإعداد السليم لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بجدارة وقال: »أطالب القوى السياسية بأن تهيئ نفسها لخوض الانتخابات التنافسية المقبلة بشكل تنافسي وانطلاقاً من توجهات الرئيس ودعمه الدائم لضرورة ان تجد الاحزاب لنفسها مكاناً يهيئها للمنافسة المنشودة التي تضمنها العملية الديمقراطية في اليمن ومواكبة لخطاباته التي تترجم القول بالفعل.. »ان عجلة التقدم والديمقراطية والوحدة دارت الى الامام ولن تعود الى الخلف ابداً«.. بدأت الاحزاب اليمنية المعارضة تعد العدة لإحضار نفسها والتهيؤ للمنافسة السلمية وفقاً لتوجهات الديمقراطية اليمنية التي اسسها فخامة الاخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام. لذا فقد اعلنت الاحزاب المعارضة -وعلى رأسها التجمع اليمني للاصلاح ثم الحزب الاشتراكي اليمني ويليه التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد القوى الشعبية اليمنية واخيراً حزب الحق- تكتلهم في مجموعة واحدة اطلقوا عليها اسم »اللقاء المشترك« الذي كوَّنته خمسة احزاب مجتمعة لمنافسة الحزب الحاكم، وجهتها لم شمل جميع اعضاء هذه الاحزاب وتوحيد قواها في تشكيلة موحدة ضد المؤتمر الشعبي العام. منافسة التناقض »المشترك« وعلى الرغم من الايديولوجية المتناقضة لهذه الاحزاب المجتمعة في تكتل »اللقاء المشترك« إلاّ انها اجمعت على مرشح واحد للمنافسة على رئاسة الجمهورية في انتخابات 2006م.. ومع بدء الحملة الدعائية للمرشحين على الرئاسة التي سبقها اعلان »المشترك« مرشحه بصفة رسمية وهو المهندس فيصل بن شملان تصاعدت وتيرة المنافسة وان كانت انتهت الى حملة اعلامية موجهة مخالفة للقانون تستهدف التشهير بالرموز الوطنية والاساءة الى قوى نضالية وقيادات سياسية على رأس حزب الاغلبية من الشعب اليمني لتصل المنافسة الى مستوى فاق التصورات من الطرفين اللذين بذلا جهوداً قوية لكسب الثقة وطرح البرامج للناخبين، ولم تقف المنافسة للرئاسية فقط على طرفين هما الحاكم والمشترك فقد كان لأحزاب المجلس الوطني للمعارضة نصيب وللمستقلين أيضاً. ديمقراطية متميزة > الانتخابات الرئاسية اليمنية 2006م وضعت حملها بالاعلان عن فوز مرشح المؤتمر الشعبي العام علي عبدالله صالح بنسبة 77.17٪ على منافسه فيصل بن شملان مرشح احزاب المعارضة »اللقاء المشترك«. وفيما اعتبر مراقبون ومهتمون بالعملية الانتخابية اليمنية نتيجة الرئاسية خطوة متقدمة في التجربة الديمقراطية اليمنية في ظل المنافسة القوية التي حصل فيها مرشح المشترك على 21.81٪ من الاصوات.. فقد لاقت العملية التي جرت في الــ20 من سبتمبر الجاري اشادات واسعة عربية واوروبية وامريكية كان آخرهم الرئيس الامريكي الذي بعث ببرقية تهنئة للاخ الرئيس علي عبدالله صالح واصفاً ديمقراطية اليمن بالمتميزة في الشرق الاوسط. خسران المراهنين < وعلى الرغم من كل المراهنات بفشل العملية خاصة في ظل التطورات الخطيرة التي تورط البعض فيها بالضلوع في أعمال تخريبية واحداث عنف متفرقة منذ بداية الحملة الدعائية.. فقد امكن لستة ملايين و28 الفاً و818 ناخباً وناخبة من أصل تسعة ملايين و248 ألف ناخب وناخبة مسجلين في قوائم الناخبين - الاقتراع في اجواء آمنة وديمقراطية بكل حرية وشفافية ونزاهة.. واعلنت العليا النتيجة النهائية بفوز مرشح المؤتمر الشعبي العام فخامة الاخ علي عبدالله صالح بنسبة 77.17٪ صوتاً، على منافسه حصل خلالها على »4.149.673« في حين حصل بن شملان على مليون و173 ألفاً و75 صوتاً أي مانسبته 21.82٪ فيما بلغ اجمالي الاصوات التي ذهبت للمرشحين الثلاثة الآخرين ياسين عبده سعيد نعمان -مرشح احزاب المجلس الوطني للمعارضة،واحمد عبدالله المجيدي - مستقل، وفتحي العزب-مستقل- 54 ألفاًَ و990 صوتاً مانسبته 1.51٪. تجربة مشهودة عبدالله الاكوع- نائب رئيس اللجنة العليا للانتخابات -المحسوب على حزب التجمع اليمني للاصلاح -تنظيم الاخوان المسلمين في اليمن المتواجد على رأس حربة »المشترك«.. اعتبر فوز الرئيس صالح تتويجاً لعملية انتخابية مميزة لم يشهدها اليمن من قبل وخاصة مرحلة الدعاية الانتخابية وتنافس المرشحين الذي بلغ ذروته عبر اقامة المهرجانات ونشر الدعاية الانتخابية في المحافظات بصورة استمتع بها اليمنيون وقال : »ان فوز الرئيس صالح في هذه الانتخابات التي جرت في اجواء تنافسية قوية وشفافة ونزاهة حقة شهد لها العالم«.. مضيفاً ان احزاب »المشترك« نجحوا في تقديم المشاركة الصحيحة والمنافسة في ظل التجربة الديمقراطية اليمنية التي أرسى قواعدها فخامة الرئيس علي عبدالله صالح. اطمئنان < أدى الرئيس اليمين الدستورية بعد نجاحه في ثاني انتخابات رئاسية حرة ومباشرة سبقها تأديته اليمين بعد الفوز في أول انتخابات رئاسية جرت في سبتمبر 99م.. ولكنه اليوم أكثر اطمئناناً على حال الحياة السياسية اليمنية والتداول السلمي للسلطة.. فقد وضع اليمن في ديمقراطية متقدمة تجعلنا أنموذجاً قوياً ومتميزاً. |