محمد أنعم -
معظم المواطنين النازحين موجودون في مخيمات بمناطق في صعدة وحرف سفيان منذ أن شردتهم فرق الموت التابعة للحوثي.
معاناة الآلاف من أبناء شعبنا الذين طُردوا من منازلهم وهجَّرهم أتباع الإرهابي الحوثي- لم يتحدث عنهم المتباكون اليوم في الفترة السابقة مع الأسف.
إن محاولة استغلال معاناة ومآسي أبناء شعبنا من قبل البعض لتحقيق أهداف تآمرية وسياسية على حساب معاناة انسانية، هو استغلال قذر يعكس مستوى الانحطاط الاخلاقي والقيمي واللاإنساني لدى أمثال هؤلاء.
صحيح لا تنكر الدولة وجود المعاناة.. لكن يجب ألا تتحول هذه المشكلة- التي تسعى الحكومة لوضع حدٍ لها- الى قضية يراد من خلالها الضغط على الدولة لإيقاف اجراءاتها الدستورية الهادفة الى القضاء على مسببات المشكلة.. لكن بات واضحاً أن هناك من يستغل ضحايا الإرهابيين لاستمرار تلك المعاناة، وهذا ما يبدو جلياً من وراء تصريحات المتباكين على أوضاع النازحين، والذين يوحون للناس بأن الدولة وراء هذه المشكلة.. وكأن المطلوب منها أن تترك الإرهابيين يتمردون ويتآمرون على الوطن كيفما يشاؤون ويستسلم المواطنين للحوثيين ليقوموا بذبحهم في حفلات موت إمامية جديدة بدلاً من تقديم الأدوية البسيطة لهم.
الدولة تحرص على حياة المواطنين النازحين ولو لم يكن الأمر كذلك لما كانوا -أصلاً- هربوا من قراهم -التي استولى عليها أولئك المجرمون الحوثيون- الى هذه المناطق التي تسيطر عليها الدولة.
أعتقد أن عدد النازحين لم يتغير كثيراً في ظل المواجهات الأخيرة.. وإذا كان هناك فعلاً حرص على المواطنين الأبرياء والتخفيف من معاناة النازحين.. فلابد من التفريق بين الأهداف الانسانية وغايات جمع التبرعات والمساعدات، والاستغلال السيئ لمعاناة الناس للتحريض على الدولة.
إن الهلال الأحمر اليمني والمنظمات الأخرى المهتمة بقضايا المشردين مطالبة بألاَّ تحول عملها الإنساني الى مجرد حفاري قبور، فالدواء وعلب الماء والخيام لا تحل مشاكل النازحين.. بل عليها أن تبين للرأي العام هل هم يعملون في مخيمات بمناطق تابعة للدولة أم لسواها.. وهل أولئك النازحون مشردون منذ عدة أشهر.. أم منذ بدء المواجهات الأخيرة..؟ طالما وهم لم يتحدثوا عن معاناة النازحين من قبل خصوصاً وقد جاء توقيت التباكي على معاناة النازحين في ظل إصرار الدولة للقضاء على هذه العصابات الإرهابية.. ليوحي للمتابعين وكأن في العملية ضغطاً على الدولة- ولا نقول دفاعاً عن النازحين- لوقف الحرب.