منصور الغدرة - الرئيس علي عبدالله صالح يدرك مغزى الرسالة التي وجهتها في العشرين من الشهر الجاري ملايين الناخبات والناخبين اليمنيين، حقيقة الأهداف والمقاصد التي أردات جماهير المصوتين أيصالها وإبلاغها للجميع ماذا يريدون قوله، وماهي طموحاتهم التي يأملون تحقيقها من وراء ذاك التدافع الكبير على المراكز الانتخابية دون ملل أو يأس أو تذمر، غير آبهين بمعانات ومشقة السفر للوصول إلى الصندوق والمعقود في نواصيه الخير، حشود الناخبات والناخبين التحقوا بصفوف الطوابير المزدحمة وفي قرارة الجميع كله يهون في سبيل الوصول إلى هدف نبيل وتحقيق المصلحة من خلال التصويت لعلي عبدالله صالح..
يعلم الرئيس صالح، أن تلك الملايين من الأصوات التي جددت له ثقة الجماهير بأن يكون رئيساً لليمن، ولم يكن هكذا عبثاً وأنما تهدف من ورائها إلى حل جملة من مشاكلها ومعاناتها وتطمح من الرئيس صالح.. أن يخرجها من حالة الخوف على معيشتها وحياتها إلى واقع الطمأنينة وإلى آفاق المستقبل الأفضل..
وعُرف عن الرئيس صالح، حكمته والذكاء والفطنة في إدراك مقاصد المواطن، فيصبح الشخص الأقرب إلى معاناة كل مواطن وماذا يريد من نتائج الانتخابات التي أعطت للرئيس الفوز بنسبة كبيرة عن أقرب منافسيه، وهنا تبرز دائماً فراسة الرئيس صالح قراءته القراءة الممعنة والصادقة لرسائل جمهور الناخبين.
لذلك سارع في الرد الفوري والمطمئن لعامة المواطنين والناخبين خاصة عقب إدائه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب لتسلم مهامه كرئيس للجمهورية اليمنية في ولاية ثانية وكأنه أراد في ذلك يقول لعامة الشعب اليمني أنني ما زلت عند وعدي لكم بأن مهام وأولويات المرحلة المقبلة ستكون منصبة في تنفيذ البرنامج الانتخابي الذي عرضته عليكم في الدعاية الانتخابية وعلى ضوئه منحتموني أصواتكم أيها الناخبون أيتها الناخبات..
وحتى يؤكد الطمأنينة في نفوس الجميع ويوطد الثقة المتبادلة بينه وبين فئات الشعب اليمني، ويُمتّن أواصر علاقات الوفاء والثقة وجه في الحال -من خلال خطابه- الحكومة بوضع برنامج تفصيلي لتنفيذ البرنامج الانتخابي الذي خاض به الرئيس الانتخابات والذي كان قد عالج مختلف الاختلالات والمشاكل والقضايا التي يعاني المواطن اليمني منها، سواء في البناء المؤسسي لإدارة أجهزة وهيئات الدولة أو البناء الإقتصادي والتنموي وأهميته في الحياة المعيشية للمواطنين..
بل أن المرحلة المقبلة حافلة بالعطاء والتقييم لإداء كافة مؤسسات وأجهزة الدولة، وستشهد أجراء جملة من التغييرات لقيادات وكوادر تلك المؤسسات التي لن تتفاعل مع متطلبات المرحلة وتوجه قيادة الدولة..
إذ أن خطاب الرئيس علي عبدالله صالح تطرق لأهم القضايا الرئيسية التي سيتم العمل في اطارها خلال المرحلة المقبلة، وتلخصت القضايا في »١١« محوراً توزعت في مواصلة التنمية والبناء الاقتصادي والنهضة الزراعية والصناعية ومكافحة الفقر من خلال التوسع في شبكة الأمان الاجتماعي وتنفيذ العديد من المشروعات الصناعية الصغيرة والكبيرة لإيجاد فرص عمل وتشغيل العاطلين وتوزيع الأراضي الزراعية الاسكانية من خلال الاصلاح الزراعي وانشاء مدن سكنية للمواطنين من ذوي الدخل المحدود.
ولم ينس الخطاب الأول للرئيس عقب أدائه اليمين الدستوري إلى أهمية التوسع في المجال الاستثماري من خلال تشجيع المستثمرين سواءً المستثمرون المحليون أو العرب أو الاجانب، وخاصة منها الإستثمارات الكبيرة التي تعمل على توفير فرص عمل كبيرة للقضاء على البطالة، ويدرك الرئيس علي عبدالله صالح أهم القضايا التي تؤرق الجميع وتثقل كاهل المواطن ألا وهي قضية الفساد بمختلف صوره وأشكاله، لذلك حرص الرئيس أن يكون قريباً من هذه القضية ليؤكد أن المرحلة المقبلة هي مرحلة مكافحة الفساد والفاسدين والمتنفذين دون هوادة لتطهير أجهزة الدولة من الفاسدين والمتنفذين، وسيتم هذا من خلال تفعيل دور سلطات الدولة وأجهزتها، والسلطة -التشريعية والأجهزة الرقابية والمحاسبية على وجه الخصوص..
الرئيس أراد أن يؤكد للجميع أن تحقيق هذا يتطلب تعاون الجميع مادام والمستقبل الأفضل هو ما يتطلع إليه عامة اليمنيين، داعياً الجميع إلى فتح صفحة جديدة للتعاون والمحبة والأخاء بعيداً عن الحقد والكراهية، لأن الوطن لدى الرئيس هو ملك لكل أبنائه ويتسع لهم جيمعاً.. حقاً لقد بدأ عصر اليمن الجديد والمستقبل الأفضل.
|