سالم باجميل - أما آن لأطراف الحركة السياسية الوطنية والديمقراطية أن تستوعب التحديات والأخطار المحيطة بالوطن اليمني أرضاً وإنساناً .. وأن تحدد مسؤولياتها الوطنية بصرف النظر عن مواقعها المختلفة في الحكم او المعارضة.
ومتى يا ترى يدرك الإخوةوالرفاق في تكتل المشترك مدى استغلال قوى التمرد والفتنة مفردات خطاب التحريض والتعريض بالوطن والشعب .. ومتى هؤلاء وأولئك يتقون الله في أنفسهم وينتهون من تسويق ثقافة الكراهية والخداع على الرأي العام في الداخل والخارج.
إن هؤلاء الرفاق وأولئك الإخوة في المشترك مهما تنوعت وتعددت أخطاؤهم في النظرية والتطبيق يبقون جزءاً لا يتجزأ من النسيج السياسي العام للنظام الذي يقذفونه بالاتهامات الباطلة ويعلقون آثامهم على عاتقه.
فالدستور والقانون اللذان يمثلان منظومة واحدة تعد بمثابة عقد سياسي اجتماعي ينظم عمل أطراف الحركة السياسية الوطنية والديمقراطية خلال العهد السياسي الجديد، ينبغي ألا ينساه الإخوة والرفاق حالما يضعون الرؤى او يتخذون المواقف في الحياة العامة.
اليمن المعاصر الذي يتطلع إلى إشراقات البهية كافة ابناء اليمن تهون في سبيله التضحيات الجسيمة ناهيك عن الجهود المضنية، فلا يمكن تصور وجود حاضر يمني مستقر ومستقبل مزدهر خارج جهود وتضحيات أبناء الوطن كافة.
لا جدوى للشعب والوطن من انخراط الإخوة والرفاق في نشر ثقافة الرفض وعدم الرضى بين أوساط المجتمع الجديد .. ولا غرو أن هذه السياسة غير المسؤولة قد زرعت في أذهان ونفوس الكثيرين من أبناء الوطن المزيد من الإحباطات واليأس بالحاضر والمستقبل.
فما دام رؤى وممارسات قيادات تكتل المشترك على هذا المستوى من السوء فلا نملك الا ان نقول لهم بصريح العبارة: "كفوا -عافاكم الله- عن الأذى والضرر بمصالح الوطن والشعب، ولكم كل المحبة من الجميع".
لماذا لا يريد الإخوة والرفاق أن يعيشوا مثل كل الناس في الواقع؟! ولماذا يا ترى هم يتشبثون بأوهام دعابات باطلة تبدو للناظر فيها مليا أنها أوهى من خيوط العنكبوت؟! لم ولن يقضوا إلا مضاجعهم بالشكاء والبكاء آناء الليل وأطراف النهار، ولم ولن يستمع احد لنعيبهم ونعيقهم القادم من أطلال الماضي.
كنا وما زلنا وسنظل نتأمل أن يأتي اليوم الذي يعود فيه الإخوة والرفاق إلى الرشد والصواب، وأن يكونوا أعوانا للشعب والوطن لا أعواناً عليه هكذا في السراء والضراء.
ففي شهر الهداية والرحمة ندعو المختلفين إلى كلمة سواء، ونهيب بالجميع إلى إصلاح الحال المائل الذي مضى عبره دعاة التمردات والفتن التي يعيشها الوطن في الوقت الحاضر؛ علنا نقوى على فضل شيء يصل بنا إلى حقن دمائنا وسلامة أرواحنا والله حسبنا جميعا..
من الخير للحوثيين أن يدعو المكابرة وأن يجنحوا إلى السلم وأن يعلموا أن الجبال لا يمكن أن تعصمهم من العقاب ما دامت الدولة اتخذت قرار فرض النظام وإعادة أمن المناطق التي كان يتواجد فيها المتمردون الحوثيون.
من الخير أن يلتزم الجميع بمبادئ وقواعد الدستور والقانون، وألا تحاول الطائفة المذهبية البغي على الشعب والوطن لأن الدولة بالمرصاد للبغاة وأعوانهم .. وإنها الحرب حتى النصر المؤزر بإذن الله.
عن السياسية |