المحرر السياسي - صحيفة الجمهورية - منذ بداية التمرد الحوثي , ظلت أحزاب (المشترك) تتحرك في دائرة توسيع شقة الاختلاف, وتتعمد إذكاء نيران الاقتتال، حيث لم تقدم طيلة تلك الفترة وحتى اللحظة خطوة واحدة لتضميد الجراح أو لملمة الخلافات أو إنهاء الأزمة.
<.. هذا الواقع الذي يتلبس ( المشترك) ليس حالة خاصة بالمتمردين الحوثيين فحسب، بل هو نتاج طبيعي لما يعتمل داخل هذه الأحزاب من حيث افتقارها للرؤية التي تمكنها من تقديم ماهو موضوعي وإيجابي لمختلف القضايا والمستجدات على الساحة الوطنية، خاصة أن قيادات (المشترك) أصيبت بحالة من الترهل والتبلد، فلم تستطع فكاكاً من عقدها النفسية في خصومتها مع السلطة.. وكل ما تقدمه هذه القيادات مجرد مكايدات سياسية ،والغرق في إعادة إنتاج الأزمات والصراعات.
<.. وما نراه اليوم في مواقف (المشترك) إزاء ما تقترفه الفئة الضالة في صعدة يندى له الجبين ، حيث تبدو رؤية أحزاب (المشترك) مثقلة بالسلبية والانحياز الكيدي التعسفي، وخلط الحقائق وتشويه الصورة الجلية لهذا المشهد، الذي تتطاول فيه عصابة التمرد الحوثي على حقوق الناس، وتتعدى على ممتلكاتهم، وترفض الإذعان لمنطق الدولة، وتتحول إلى عصابة مجرمة خارجة عن القانون والدستور، من حق المؤسسة الدستورية معاقبتها وردعها لكل مواقفها الإجرامية.
<.. وتزداد ضبابية ومكارثية أحزاب (المشترك) وهي تصطف في خنادق المتآمرين على استقرار الوطن وسيادته وأمنه، والإضرار بالسلم الاجتماعي الداخلي، مع التغاضي عن دعوات المساس بالأمن القومي لليمن ،وذلك من خلال تمترس هذه الأحزاب خلف أبواق الدعاية المضللة، والتشكيك في سلامة الإجراءات القانونية والدستورية التي تقوم بها المؤسسة العسكرية الوطنية ضد هذه الفئة الضالة، خاصة أن هذه الإجراءات تتخذ اليوم بعد محاولات دؤوبة وجهود كبيرة لمعالجة المسألة بالطرق السلمية ولكن دون جدوى.. فقد أخذ العناد بالعصابة الحوثية حداً استعصت معه كل وسائل الحوار.
<.. إن المواقف المخجلة لقيادات (المشترك) لاتقتصر فقط على تبرير ما ترتكبه عصابة الحوثي الإجرامية في حق المواطن والشرعية الدستورية وتعريض أمن الوطن للخطر.. ولكنها تتجلى أكثر وبصور انتهازية مغرقة في الأنانية من خلال الانحراف بالحقائق عن سياقها الموضوعي والظهور بمظهر الناصح والمصلح، فيما هم غارقون حتى أرنبات آذانهم في وحل التآمر على الوطن وانتهاز أية فرصة للإضرار بأمن واستقرار بلدهم، الذي يفترض أن يكونوا - من موقع المعارضة المسئولة - في طليعة من يقفون ضد كل محاولات استهداف مقومات بلدهم وأمنه واستقراره، ولكنهم أضمروا الشر في نفوسهم وانساقوا وراء انتهازيتهم وأنانيتهم المقيتة فحق عليهم القول:
كل إناء بما فيه ينضح ! |