فيصل الصوفي -
مدرس مادة جغرافيا بإحدى الكليات التابعة لجامعة عدن ترك الاشتغال بالجغرافيا الطبيعية وتفرغ منذ أكثر من عام للجغرافيا المناطقية التي ينشر تقسيماتها بين الطلاب ويفرزهم حسب الالوان واللهجات.. وهو يجاهر بدعوته الى الانفصال ويحول الدعوة الى حركة مادية تمثلت في مظاهر عنف كثيرة، من بينها حكاية القافلة التي قال عنها: »وصلنا على رأسها الى جحاف نعلن تضامننا مع أسرة الطفل الجنوبي الشهيد الذي سقط بأيدي المحتلين كما سقط محمد الدرة بأيدي العدو الاسرائيلي«!
وفي فبراير الماضي وزع بياناً نشرته مواقع الكترونية أيضاً يدعو فيه »الشماليين« الى القبول »دون تلكؤ أو مماطلة« بالاعتراف العلني أنهم تآمروا على الجنوب واحتلوه عسكرياً، وسحب قواتهم العسكرية والامنية من أراضي وبحر وجزر الجنوب، ووقف إقامة مستوطنات شمالية في الجنوب، وإلغاء كل العقود، والقبول بالتفاوض حول الاستقلال بضمانة دولية.. وفي ابريل الماضي بعث برسالة الى السيد مارتي ديفونتين مدير شركة توتال الفرنسية يطالب فيها باسم الجنوبيين بـ»الكف الفوري عن استمرارية مشاركتكم مع نظام الاحتلال القبلي في صنعاء في جريمة نهب وسرقة خام النفط والغاز الطبيعي من أرض الجنوب«.. المهم أن الرجل تفرغ لمهمة مثل هذه في الجامعة وخارجها مستخدماً وسائل غير مشروعة.. وقد أكثر من ذلك وبالغ فتعرض للاحتجاز والمساءلة لدى النيابة الجزائية.
وبداية هذا الشهر قدمت هيئة التدريس بجامعة عدن - بحكم الزمالة - بطلب الى نائب رئيس الجمهورية للتدخل للإفراج عن مدرس الجغرافيا واستجاب النائب لذلك ووجه بإطلاق سراحه مقابل أن يتعهد بعدم العودة الى ممارسة أي نشاط مخالف لنشاط مهام الجامعة كونها صرحاً علمياً.
لكن مدرس الجغرافيا رفض الخروج من السجن لأن »أوامر نائب رئيس الاحتلال اليمني« كما قال اصحابه وبعض أفراد أسرته وعلى لسانه تقيد حريته وحقه في التعبير.. أي أن ممارسته نشاطاً مخالفاً لأنشطة ومهام الجامعة حق من حقوقه.
والمؤسف أن صحفاً معارضة تقول ما قاله الرجل كذباً.. فهو يزعم انه اعتقل بسبب ابحاث ودراسات أعدها هو عن الاستثمارات النفطية ونتائجها، بينما ليس لذلك علاقة لأن الرجل لا علاقة له بالابحاث والدراسات وما كتبه في هذا الجانب مجرد تلفيقات في مقالات لا اعتقد أنها استحقت القراءة.. ورغم أن أسباب اعتقاله معروفة وهي ترتقي الى مستوى الجرم الخطير، فقد استجاب نائب رئيس الجمهورية لشفاعة هيئة التدريس ووجه بإطلاق سراحه، وليت أن الرجل قبل بالخروج بدلاً من الإساءة لزملائه ولنائب الرئيس.