حاوره: منصور الغدرة -
اجرت صحيفة الميثاق حواراً مع الدكتور ابوبكر القربي وزير الخارجية نشرته في عددها الصادر اليوم الاثنين تناول فيه العديد من القضايا.
"الميثاق نت" ينشر نص الحوار لأهمية ماجاء فيه:
معالي الوزير يلاحظ أنكم تكثفون لقاءاتكم بالسفراء الأوروبيين والعرب خاصة مع الاحداث في صعدة.. هل يمكن أن تعطونا معلومات عن طبيعة تلك اللقاءات خصوصاً وأنها مكرسة حول أحداث صعدة؟
- نحن دائماً نلتقي بالسفراء الأوروبيين في اجتماعات دورية نناقش فيها القضايا الاقليمية، ونتبادل الرأي حولها، وأيضاً القضايا اليمنية التي تهم الدول الشقيقة والصديقة.
وفي ظل هذه الظروف من الضروري أن نضعهم في الصورة فيما يتعلق بأحداث صعدة حتى نصحح ما ينشر في بعض وسائل الاعلام الذي يشوّه حقيقة ما يجري.. لأنه - للأسف الشديد - هناك وسائل إعلام دأبت على نقل معلومات خاطئة، ومحاولتها تسريب معلومات حول هذه الأحداث وكأنها صراع يستهدف مجموعة من المواطنين اليمنيين على أساس انتمائهم الديني أو المذهبي.. وهذا غير صحيح، ويتجاهلون الجهود التي بذلها فخامة الرئيس والحكومة لوقف الحرب عدة مرات على أمل أن تستجيب الجماعات التخريبية في صعدة لنداء العقل والعودة الى جادة الصواب، وآخرها كان في شهر يوليو العام الماضي 2008م.. وانتظرت الحكومة عاماً كاملاً لكي ترى ما إذا كان هناك عودة الى العقل والسلام.. لكن الذي حدث عكس ذلك تماماً.
وبما أن الدولة مسؤولة عن تطبيق النظام والقانون والدستور، وأن أية حكومة مسؤولة لا يمكن أن تقبل بأن تسعى مجموعة لفرض إرادتها ومطالبها بحمل السلاح والخروج على الدستور والقانون.
احتجينا في إيران..!!
< الإعلام الايراني تدخل بصورة مباشرة في أحداث صعدة وتنشر معلومات كاذبة ومفبركة.. لكن مع ذلك لماذا لم نر وزارة الخارجية تستخدم الحق الدبلوماسي وتستدعي السفير وإبلاغه برفض بلادنا لذلك؟
- من قال لك إننا لم نستخدم حقنا الدبلوماسي..
< لأنه لم يعلن ذلك وهو بروتوكول في العادة معلن وليس سرياً..؟
- ليس بالضرورة إعلان تفاصيل كل شيء تتخذه وزارة الخارجية.
< هل يعني هذا أنه تم استدعاء السفير الايراني وإبلاغه احتجاج الجمهورية اليمنية؟
- وزارة الخارجية اتخذت الاجراء واحتجت لدى وزارة الخارجية الايرانية نفسها.. حول موقف وسائل الاعلام الايرانية من الأحداث في صعدة، وكذلك عبرنا عن موقفنا إلى سعادة السفير الايراني في صنعاء.
خيار الحكومة الإيرانية
<.. لكن الاعلام الايراني يبدو أنه لم يتوقف حتى بعد تقديمكم للاحتجاج الى وزارة الخارجية - كما تقولون..؟!
- هذا خيار الحكومة الايرانية.. نحن ننبهها أن هذا الخطاب الاعلامي لا يخدم مصلحة العلاقات الثنائية بيننا وبين إيران، ونحن نعرف أن هناك حرية للإعلام.. لكن يجب أن تكون حرية في ما تنشره حقائق وألاّ تكون أداة للتحريض أو الانحياز لطرف ضد آخر..
أما إذا أرادت وسائل الاعلام الايرانية أن تكون أداة بيد عناصر التخريب بصعدة، وأن تتبنى مواقفهم فهذا سيكون له انعكاسات سلبية للعلاقات اليمنية - الايرانية، الأمر الذي قد يفرض علينا اتخاذ قرارات صعبة.
<.. وماذا بشأن ما أعلن عن اكتشاف مخازن أسلحة للمتمردين بينها أسلحة إيرانية الصنع؟
- حتى الآن هذه المعلومات رددتها وسائل الاعلام ولم تأتِ من مصادر رسمية، وعندما تتأكد هذه المعلومات من مصادر رسمية سيتم التعامل معها.
نداءات
< تحول الاعلام والقنوات الفضائية الخارجية خطابها عن أحداث صعدة للحديث عن الجانب والأوضاع الانسانية للنازحين، بهدف التأثير على مواقف بعض الدول فهل هناك تسريب لتقارير مغلوطة في هذه القضية؟
- أينما تحدث مواجهة عسكرية دائماً يكون هناك مواطنون أبرياء يتضررون من هذه المواجهات العسكرية، في كل أنحاء العالم.. رأيناها في سيرلانكا مؤخراً.. رأيناها في باكستان عندما دخلت الحكومة الباكستانية الى وادي سوات.
في هذه المعارك بالتأكيد سيكون هناك مدنيون متضررين وسيضطرون الى النزوح من مناطق الصراع الى مناطق آمنة.
والنداءات هذه تأتي بصورة طبيعية عندما تحدث حروب، يطلبون من المتقاتلين بأن يراعوا المدنيين، وأن يوفروا الحماية للمواطنين الابرياء.. وهذا ما فعلته وتفعله الحكومة اليمنية وتحرص خلال مواجهتها للتمرد في بعض مناطق صعدة ألاّ يتضرر المواطنون جراء ذلك.. وشكلت اللجان الحكومية لجنة وزارية وأخرى لجنة تنسيق بيننا وبين المنظمات الدولية العاملة في اليمن في المجال الانساني وفي مجال الإغاثة، وتعمل هذه اللجان بالشراكة مع المنظمات الدولية على استقبال النازحين وإقامة المخيمات وإيوائهم فيها، وتقديم كافة الخدمات والرعاية لهم.
< كيف تعلقون على أحد أعضاء البرلمان العراقي لفتح مكاتب في العراق للحوثيين كرد بالمثل على وجود بعض المعارضة العراقية في اليمن؟
- صحيح أن هذه الدعوة جاءت من أحد أعضاء البرلمان العراقي أو من أحد الاحزاب العراقية التي ربما لها ارتباطات بإيران ، لكن كطلب من جهة عراقية رسمية لم يأتِ، وأيضاً جاء الرد حول طلب فتح مكتب للحوثيين في العراق من رئيس البرلمان العراقي نفسه، والذي قال: إن هذا الامر لم يطرح في البرلمان.. وإنما كان عبارة عن موقف شخصي لأحد أعضاء البرلمان العراقي وان وزارة الخارجية العراقية هي المعنية بصنع السياسات الخارجية.
ما طرحه عضو البرلمان العراقي - للأسف الشديد - من المواقف التي لا تخدم العلاقات، لأنها تبني مواقف على معلومات خاطئة في المقام الاول، لأن العراقيين المستضافين في اليمن بدء استضافتهم من أيام الرئيس السابق صدام حسين، وكان الكثير منهم خرجوا من العراق لكي يتجنبوا الظروف الصعبة والحصار الذي يعيشه العراق حينذاك.. وكانوا من الشيعة ومن السنة، واليمن فتحت أبوابها لهم.. ومايزال البعض منهم باقين، فيما عاد بعضهم الى العراق.. اليمن لا يمكن ان تسمح لأي لاجئين فيها أن يقوموا بأي عمل ضد دولهم .. هذا موقف ثابت وتتمسك به اليمن، وبالتالي دعوة هذا البرلماني العراقي لا تخدم مصالح البلدين التي نريد أن نطورها.. خصوصاً ونحن بصدد استكمال إجراءات تعيين سفير يمني في العراق.
الحرب فرضت علينا
<.. لكن يبدو أن طلب العضو جاء بإيعاز من إيران.. وإلاّ لماذا في هذا التوقيت بالذات؟
- لا أدري.. هذا يمكن تفسيركم كإعلاميين.
< وماذا بشأن دعوة بعض الدول للحكومة بوقف العمليات العسكرية ضد المتمردين؟
- أود أن أذكر هؤلاء الداعين الى وقف الحرب بأن يعرفوا أن الحكومة قد أوقفت الحرب العديد من المرات، ونحن أحرص من غيرنا على توقف الحرب ، ولكن هذا يجب ألاّ يكون على حساب سيادة وهيبة الدولة وألاّ يكون ضد فرض سلطة الدولة وأمام مجموعات تحمل السلاح ضد الدولة خروجاً عن الدستور والقانون.. وبالتالي يجب أن يعرف الذين يدعون الى وقف الحرب أن هذه الحرب أصلاً فرضت على الحكومة اليمنية ولم تكن باختيارها.. والإجراء العسكري الذي اتخذته الحكومة في صعدة لم تتخذه الا عندما شعرت أن هذه العناصر لا تقبل بالسلام وتريد أن تستمر في فرض إرادتها على المواطنين من أبناء المنطقة وعلى أبناء صعدة ، وتتوسع الى خارج مناطق صعدة بالاضافة الى الجرائم التي ارتكبتها ضد المواطنين الابرياء وأبناء القوات المسلحة والأمن.. وضد كل من اختلف معهم في الرأي حول اسلوبهم في معالجة قضايا المنطقة..
قرار يمني صرف..!!
< .. لكن هناك شائعة يتداولها الشارع بأن بعض الدول وقد تكون تلك التي تطالب بوقف الحرب منحت الحكومة اليمنية فترة معينة لحسم الأمر في صعدة.. ما صحة هذا؟
- نحن لا نتعامل مع الشائعات - كما قلت- الشائعات كثيرة جداً بعدد الصحف والمنتديات الالكترونية ورجال الاعلام.. أما نحن فلا نتعامل مع الشائعات لكن قرار التصدي والقضاء على فتنة التمرد هو في النهاية قرار من الحكومة اليمنية وبإرادتها ولما فيه مصلحة اليمن واستقراره.
الوفود.. والأحداث
< الأيام الماضية توافدت الى صنعاء عدد من الوفود الدولية ابتداءً من الأخضر الابراهيمي ووفد الكونجرس وغيرهم.. هل كان لهم علاقة بالاحداث في صعدة؟
- ليس لزيارة تلك الوفود الى صنعاء علاقة بالاحداث في صعدة.
سجنوا وهم أبرياء
< قبل اسبوع أصدر القاضي الامريكي قراراً بالإفراج عن المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو.. ما ترتيبات بلادنا لاستقبالهم؟
- اليمن تطالب بمواطنيها منذ بداية اعتقالهم ومن أوائل الدول التي طالبت ولا تضع أي شروط لاستلامهم، وأي قرار يتخذه القضاء الامريكي بشأن الافراج عن المعتقلين اليمنيين سوف نتعامل معه، وسوف نستقبلهم كما استقبلنا الشيخ المؤيد ورفيقه وقبلهما استقبلنا (11) آخرين.. ونحن نرفع أيدينا تأييداً لهذا القرار، ولأن هؤلاء سجنوا لسنوات طويلة دون وجه حق، وأثبتت الآن هذه المحكمة أنهم أبرياء، وأحياناً احكام الافراج تتم عبر اتفاقات بين المحامين والمدعي العام الامريكي الى حد ما، كما حدث بشأن الافراج عن الشيخ المؤيد.. ولكن في النهاية من الواضح أن هذا يتم لأنه لا توجد أدلة تدين هؤلاء الاشخاص، ونحن نطالب بمواطنينا، وعندما يعودون الى وطنهم سيعاملون كمواطنين يمنيين وفقاً للدستور والقانون اليمني.
ونحن دائماً نقول سلموهم وإذا كان هناك من ارتكب أعمال ارهاب أو أعمالاً خارجة عن القانون، هاتوا أدلتكم وسنحاكمهم وفقاً للقانون اليمني.
إحالة السؤال..!
< ما صحة ما يتداول من أن المانحين مستاؤوين من عدم تعامل الحكومة بجدية مع تمويلات المانحين، خاصة بشأن تعهدات مؤتمر لندن، والتي حتى الآن لم يتم استيعابها؟
- هذا الموضوع طرح من المانحين والحكومة قامت بدراسة كافة جوانب القصور ووضعت المعالجات والإجابة الكاملة ستجدها من وزارة التخطيط والتعاون الدولي كجهة اختصاص..!
الترتيبات للمجلس اليمني -السعودي
< وماذا بشأن اجتماع مجلس التنسيق اليمني - السعودي؟
- تم التواصل بين رئيسي مجلسي التنسيق دولة الاخ الدكتور علي محمد مجور وولي العهد في المملكة العربية السعودية الامير سلطان بن عبدالعزيز في المملكة العربية السعودية ندعو له بالصحة، والترتيبات تجري لتحديد موعد لعقد مجلس التنسيق في أقرب فرصة ممكنة.
وضع الصومال مقلق
< ما جديد جهود اليمن في المصالحة الصومالية والعمل على استقرار الاوضاع في الصومال الشقيق؟
- الوضع في الصومال ما يزال مقلقاً، لأن الأمور لم تستتب بيد الحكومة المؤقتة، لكن هناك الآن تفهماً دولياً، وبالذات من قبل الاوروبيين والولايات المتحدة الامريكية بضرورة دعم الحكومة الصومالية المؤقتة.
أعتقد أن بوادر هذا الدعم بدأت تأتي نتائجه على أرض الواقع الصومالي.. من خلال الانتصارات التي بدأت تحققها القوات الحكومية في بعض المواقع وإعادة السيطرة عليها من تحت أيادي الجماعات المسلحة.
وأيضاً يلاحظ هذا من خلال انخفاض كبير في عدد المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة، وإن كان -للأسف - هناك كثير من الضحايا المدنيين نتيجة لهذه المواجهات كما نسمع في الاخبار.
اليمن مع تمكين الحكومة الصومالية
< أين جهود الحكومة اليمنية في ذلك؟
- الحكومة اليمنية موقفها هو مع ضرورة تمكين الحكومة الصومالية المؤقتة لبسط سلطتها على كل أراضي الصومال، ووقف كل الاعمال المسلحة من قبل الجماعات الاسلامية المسلحة والدخول في حوار مع الحكومة لمعالجة كافة القضايا الخلافية، ضرورة التزام الدول المانحة والمجتمع الدولي بالمعونات التي وعدت بها للحكومة الصومالية، لبناء مؤسسات الدولة الصومالية المستقرة الآمنة، وخاصة مؤسسة الجيش والأمن، لأن هذه هي الآلية التي تمكن الدولة من بسط سيادة الدولة والقانون في كافة المناطق والتي ستكون فيها أيضاً نهاية لأعمال القرصنة التي أصبحت الآن قضية مقلقة لنا وللعالم.
<.. وماذا بالنسبة للجان العربية المشكلة للقضايا العربية، وبالذات الفلسطينية ، اللبنانية، والمصالح العربية - الاسرائيلية.. واليمن عضو فيها .. هل هناك تواصل مع هذه اللجان؟
- التواصل يتم عبر الجامعة العربية، ومندوبنا الدائم، ومشاركتنا في هذه اللجان المتعلقة بهذه القضايا.. هناك لجنة خاصة بالصومال ولجنة خاصة بفلسطين ولجنة بمتابعة مبادرة السلام العربية، نحن أعضاء فيها ..وبالتالي نشارك في اجتماعاتها ونقدم رؤيتنا.
أما قضية المصالحة الفلسطينية - كما نعرف - ملفها أصبح الآن بيد الاخوة في مصر ونحن على تواصل مع الاخوة الفلسطينيين ونقدم لهم النصح بأهمية وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الخلاف الفلسطيني - الفلسطيني لأنه عنصر رئيسي في تحقيق طموحات الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام وقيام الدولة الفلسطينية على ترابه الوطني، ونتمنى أن تكلل الجهود الكبيرة والمشكورة بالنجاح للأخوة في مصر ..{
القربي: استدعينا السفير الايراني وابلغناه بأن اعلامهم يتبنى مواقف المتمردين
