عبدالله الصعفاني -
في تراثنا الشعبي أن الانسان يساوي ثلث ما ينطق.. إن خيراً فخير.. وإن شراً فشر..
والملاحظ في بلادنا تزايد عدد الذين يعلنون تخصصهم في بث فيروسات الإحباط وانفلونزا الكآبة.
المشكلة ان هذه الثقافة لا تقتصر على تناول ما هو سلبي وإنما حتى في تفسير أية نقطة إشراق أو أي موقف إيجابي ما دام صادراً عن الآخر.
والمشكلة أيضاً أن أحداً لا يريد استيعاب مخاطر هذه الثقافة التي نراها تتنقل من كبار المعقدين الى الصغار والناشئة الابرياء.
وليس بمثل هذه الثقافة تتحقق سعادة الفرد أو تتطور الأوطان أو تتنافس الاطياف السياسية على خطب ود عامة الناس.. مهم جداً أن يكون مع كل منا البوصلة التي تحدد له مساراً إيجابياً في الحياة وإلا ساهمنا في تحويل الوطن الى مجرد خرابة وسمائه الى فضاء للغربان الناعقة.
جميعنا يركض لتحقيق أهدافه الخاصة أو العامة وهو حق مشروع..
وجميعنا يريد العيش في وطن متطور ناهض وهي قيمة جميلة يفرضها العقل والمنطق وأدبيات الدين والاخلاق.. غير أن الوسائل لابد أن تكون وسائل شريفة تجعل كل شخص يكبر أمام نفسه ويتألق أمام ضميره وعيون الناس.
شيء مؤسف أن يتخذ بعضنا من الكآبة والسلبية مذهباً في غدوه ورواحه.. ومؤسف أن يفقد بعضنا القدرة على مواجهة التجهم والتشاؤم حتى وهو يحضر عرساً.
كيف سيكون حال اليمن لو أن كل واحد منا أدى عمله بحماس ورضا وثقة بأن المؤمن مأجور وهو يشكر ومأجور وهو يصبر.
هل من متطلبات السياسي أن يوزع الكآبة على الناس وهل من المواصفات المهنية أن يظهر الصحفي والمراسل الفضائي على الناس وهو متوتر.. مكتئب.. يكاد ينفجر في وجوه القارئ أو المشاهد.
ولا عجب أكثر من مسؤول حظي بثقة صاحب القرار لكنه لا يؤدي عمله ولا يتأكد من نظافة يده وجيبه وأرصدته.
لنجرب في هذه اللحظة التاريخية الرمضانية العظيمة أن نغيّر من أنفسنا..
وحتماً سنكون وستكون اليمن أحلى وأغلى وأفضل.