كلمة الميثاق -
الاصطفاف والتلاحم اللذان يبديهما شعبنا وقت الشدائد والخطوب هو القوة القادرة على مواجهة المحن مهما كانت تحدياتها وأخطارها والانتصار عليها دوماً وهذه حقيقة أكدتها المراحل الصعبة التي مر بها الوطن في كل منعطفات تاريخه المعاصر وعلى صلابة الوحدة الوطنية المعبر عنها في التفاف الشعب حول ابنائه من منتسبي مؤسسة الوطن الكبرى القوات المسلحة والأمن الذين تتحطم على أياديهم كافة الدسائس والمؤامرات وتسقط كل الرهانات على ذلك النحو الذي جسدته معارك الدفاع عن الثورة اليمنية »سبتمبر وأكتوبر« مسجلاً شعبنا وفي المقدمة أبطاله الشجعان الميامين أعظم الملاحم لتنتصر ثورته بنيل الاستقلال الناجز وترسيخ النظام الجمهوري والمضي قدماً صوب تحقيق الوحدة اليمنية، متجاوزة في الطريق كل النتوءات التي برزت لزعزعة الامن والاستقرار واعاقة سير التنمية للحيلولة دون انجاز هذا الهدف العظيم للثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر وكان 22 مايو الأغر 1990م يوم تحويل الحلم الى حقيقة، لكن بقايا الماضي الامامي الكهنوتي المتخلف ومخلفات الاستعمار والتشطير المقيت سعت عبر تحالفه الى إعادة عجلة التاريخ الى الخلف مفتعلة الأزمات بإثارة الفتن عبر تأجيج النعرات المناطقية والمذهبية والقروية وغيرها من الدعوات المقيتة، لكن شعبنا وجيشه الباسل كان لها بالمرصاد مسقطاً كل مشاريعها التي باءت بالخسران المبين وبقيت راية الثورة والجمهورية والوحدة خفاقة في سماء اليمن وستبقى خالدة الى الأبد ولو كره المرتزقة الخونة من بقايا التخلف والفرقة، فالتاريخ له مساره الى الامام والعودة الى الخلف استحالة لكنهم لا يستوعبون دروسه وعبره..
واليوم تتجلى وحدة الشعب وقواته المسلحة والامن في أنصع صوره المجسدة في الوقوف معاً في وجه عصابة التمرد والتخريب والارهاب الحوثية بمحافظة صعدة حتى يتم اجتثاثها من جذورها والخلاص من شرورها الى الأبد، ولن يجدي تلك العناصر المارقة وقوف أسيادها في الخارج معها ممن لا يريدون الخير لليمن بعد ان خيل لهم أن بإمكانهم عبر هؤلاء الخونة المرتزقة من شذاذ الآفاق تحقيق اهداف مشروعها التآمري في اليمن.. وفي هذا السياق عليهم ان يدركوا ان عناصر ظلامية خرجت من مجاهل القرون يقوم تفكيرها على الخرافة غير قادرة على إعادة اليمن الى تلك العهود المظلمة..
ويكفي لإدراك النهاية الحتمية لتلك العناصر الاجرامية الارهابية الامعان في وقوف أبناء بلادنا صفاً واحداً مع قواته المسلحة والامن، ولعل مشهد قوافل الدعم الشعبي التي تنطلق يومياً من جميع المحافظات لإغاثة اخوانهم المتضررين من فتنة تلك العصابة الاجرامية التي عاثت في الارض فساداً هو بمثابة تأكيد انهم ليسوا وحدهم وان معاناتهم هي معاناة الوطن كله التي لن تتوقف الا بالقضاء النهائي على تلك الفتنة لتعود السكينة والطمأنينة الى أبناء صعدة والامن والاستقرار للوطن كله.{