بقلم د/ ابوبكر القربي - وزير الخارجية والمغتربين -
بينما كان فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية يؤدي اليمين الدستورية امام مجلس النواب كان جميع الحضور من كبار رجال الدولة واعضاء مجلسي النواب والشورى يشعرون بسعادة غامرة للانتصار الذي حققه فخامة الأخ الرئيس والمؤتمر الشعبي العام واذا كان نجاح فخامة الرئيس متوقعاً إلاّ أن نجاح المؤتمر في انتخابات المجالس المحلية فاق تصور اكثر الناس تفاؤلاً، ولكنني كنت أشعر في تلك اللحظات ما يعنيه ذلك القسم العظيم من مسئولية يتحملها الأخ الرئيس أمام الله وأمام شعبه خاصة وانه تقدم الى الانتخابات ببرنامج انتخابي واضح ومحدد والتزم أمام الشعب أنه لن يتهاون مع أحد ولن يهادن احداً وهو يعمل على تنفيذ ويعالج المعضلات التي يعاني منها الشعب والمتمثلة في الفقر والفساد وتحقيق التنمية البشرية الكاملة.
يخطئ من يعتقد ان الأخ الرئيس قادر على تحقيق ما وعد به منفرداً او ان اليمين التي اقسمها تحمله وحده المسئولية دون سواه.. ففخامة الأخ الرئيس قد قبل تحدي الترشيح مكرهاً غير مختار وبإصرار من الملايين التي خرجت تناشده الاستمرار وبعدها دخل الانتخابات ببرنامج يعكس رؤية المؤتمر الشعبي العام.
ان الثقة التي منحها الشعب للأخ الرئيس هي ايضاً نفس الثقة التي منحها المؤتمر الشعبي العام والتي حصد مرشحوه نتيجة لها 90% من مقاعد المجالس المحلية على مستوى الجمهورية.
إذاً فاليمين الدستورية التي أداها الأخ الرئيس هي يمين اداها باسمه ونيابة عن كل مؤتمري وبالتالي فإن كل عضو في المؤتمر يتحمل مسئولية الوفاء باليمين في اي موقع يحتله ويقع على عاتقه تنفيذ ما جاء في البرنامج الانتخابي الذي قدمه رئيسه الى الشعب اليمني.. هذه القناعة إذا تولدت لدى كل مؤتمري لابد ان تنعكس في ممارساته وادائه وبهذا سيصبح النجاح في تنفيذ البرنامج والوفاء بالعهد الذي قطعه على نفسه امام الشعب ممكن التحقيق.
بهذا نخلص الى أن المسئولية في تنفيذ البرنامج تقع على عاتق تنظيم المؤتمر الشعبي العام في المقام الأول لكن احزاب المعارضة هي الأخرى تتحمل مسئولية وطنية في انجاح برنامج فخامة الرئيس الانتخابي.
صحيح ان اليمين الدستورية التي أداها فخامة الرئيس لا يلزم المعارضة في شيء إلاّ ان قوى المعارضة لا يمكن ان تتجاهل مجموعة من الحقائق التي تفرض عليها التعامل بايجابية مع برنامج المؤتمر الشعبي العام اولاً لأن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي يلتقي حولها برنامج المؤتمر الشعبي العام مع برنامجها ولا يسمح المجال هنا لتعدادها بل يمكن القول ان القضايا الرئيسية والاستراتيجية تأتي في طليعة هذه القواسم المشتركة.
وثانياً لأن المساهمة في التعامل مع هذه القضايا واصلاحها سيحسب للمعارضة بقدر ما يحسب للحزب الحاكم ويضاف الى رصيدها في الانتخابات القادمة وثالثاً لأن ما سبقت الاشارة اليه سيخلق نقلة نوعية وغير مسبوقة في العمل السياسي اليمني الذي يجعل من قوى المعارضة قوى تتعامل بإيجابية مع القضايا الوطنية عندما تنظر الى الحزب الحاكم نظرة مسئولة ومتحضرة تنطلق من أنه ليس خصماً لها تعمل على افشاله واعاقة جهوده للاصلاح بل انها تعتبر دورها مكملاً وشريكاً له في مسيرة البناء والتنمية ومحاربة الفساد والحد من الفقر.
ويكفي هذه الاحزاب ان الأخ الرئيس في كلمته امام مجلس النواب قد أكد انه رئيس لكل ابناء اليمن ويمد يده الى كل قواه الفاعلة والحية لكي تسهم بدورها في المرحلة القادمة ودعم جهوده لتنفيذ برنامجه الانتخابي الذي هو برنامج لكل ابناء اليمن وبالتالي عليهم الا يقفوا وقفة المتفرج دون المبادرة والمشاركة في تنفيذه.
المؤسف اننا في خضم حملة الانتخابات لا نسمع سوى اصوات الاحزاب السياسية وننسى الاغلبية من ابناء الشعب الذين لا ينتمون الى أي حزب او تنظيم.. هذه هي الاغلبية المستقلة قد عبرت عن موقفها واختارت المؤتمر للرئاسة وللمجالس المحلية وأعطت للمستقلين المرشحين للمجالس المحلية أكثر مما أعطت للأحزاب السياسية المعارضة.
هذه رسالة واضحة تحمل المؤتمر مسئولية الوفاء بالوعود التي قطعها على نفسه لكنها في نفس الوقت لا تعفي قوى المجتمع اليمني المستقلة من مسئولياتها تجاه الشعب والوطن.
ان هذه الجموع المستقلة يجب ألا تقلل من أهمية دورها في الضغط والمشاركة على من أولوهم ثقتهم سواءً في المجالس المحلية او على الحكومة حتى يتعاملوا معهم بصدق وجدية والتزام.. وازا كان المستقلون لا يؤمنون بالعمل الحزبي او التحزب فإن بإمكانهم التأثير والعمل من خلال منظمات المجتمع المدني التي تدافع عن قضاياهم وتعمل كرديف او شريك مع موسسات الدولة لتنفيذ برنامج المؤتمر الشعبي العام للمرحلة القادمة مع توخيهم الحذر من الاّ تندس في هذه المنظمات عناصر تحاول الانحراف بها عن اهدافها وتوظيفها لاغراض سياسية مشبوهة مما سيضر بالهدف الذي انظأت من أجله.
ان المرحلة القادمة تتطلب تضافر الجهود من كل ابناء اليمن للبناء والاصلاح فاليمن ملك كل ابنائه ولا يمكن اقصاء اي واحد منهم وبالمقابل على ابنائه تحمل مسئولية البناء وتحقيق الشراكة للاصلاح لأنه في ذلك خدمة لكل ابناء اليمن.