كتب/ جمال مجاهد -
أعدت هيئة استكشاف وانتاج النفط التابعة لوزارة النفط والمعادن استرتيجية ورؤية جديدة لقطاع البترول في بلادنا، تنفيذاً لتوجيهات فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية.
وترتكز الإستراتيجية التي حصلت عليها "الميثاق" على ضرورة زيادة الاحتياطات النفطية والغازية بشكل متصاعد وذلك من خلال عدد من المحاور تتمثل في استقطاب الاستثمارات العالمية.

تشجيع رأس المال الوطني والعربي للاستثمار في قطاع البترول، وتطوير التشريعات العامة للنشاط الاقتصادي في هذا القطاع، والتحسين المستمر للشروط المالية والاقتصادية للاتفاقيات، وتحديث البناء المؤسسي وتطوير الكادر المحلي ونقل التكنولوجيا الحديثة، وكذا التطوير المستمر‮ ‬للمفاهيم‮ ‬العلمية‮ ‬لجيولوجية‮ ‬البترول‮ ‬في‮ ‬اليمن‮ ‬وتشجيع‮ ‬البحث‮ ‬العلمي،‮ ‬والتركيز‮ ‬على‮ ‬المناطق‮ ‬البحرية‮ ‬واليابسة‮ ‬مع‮ ‬تحسين‮ ‬بنود‮ ‬الاتفاقيات‮ ‬حول‮ ‬هذه‮ ‬المناطق‮.‬
وتعمل وزارة النفط والمعادن وهيئة استكشاف وإنتاج النفط على اشتقاق السياسات الضرورية التي تصبّ في خدمة الإستراتيجية العامة والأهداف الرئيسية لقطاع البترول بناءً على التطور التدريجي والخطوات المدروسة لبناء نموذج وطني في الصناعة البترولية يتلاءم مع الخصائص الاقتصادية‮ ‬الوطنية‮ ‬والمقاييس‮ ‬الصناعية‮ ‬العالمية‮.‬
وتقوم الإستراتيجية على تنمية الاحتياطيات النفطية والغازية، وتطوير البناء المؤسسي، وتطوير الكادر ونقل التكنولوجيا، وتوسيع حجم مناعة الخدمات الفنية واللوجستية، وتفعيل مشاركة القطاع الخاص الوطني، وتخفيض سقف كلفة الإنتاج والاستغلال الأمثل لمنشآت البنية التحتية‮ ‬ونهج‮ ‬سياسات‮ ‬سعرية‮ ‬فعّالة‮.‬
وحدّدت الإستراتيجية ملامح الأهداف الماثلة أمام هيئة استكشاف وإنتاج النفط في المستقبل القريب، في تقسيم الأحواض الرسوبية حسب أهميتها "المسيلة، السبعتين (مأرب- شبوة)، الأحواض البحرية، أحواض جيزع- قمر وجنوب الربع الخالي"، والمشاريع التطويرية "مشروع بنك المعلومات الإلكتروني وتحويل المعلومات إلى شكل رقمي مع اقتناء البرامج الحديثة في إدارتي الجيولوجيا والجيوفيزياء وإدارات المكامن والإنتاج والحفر"، والخرائط الإقليمية "خريطة تفصيلية متطورة للأحواض الرسوبية، وخرائط جيولوجية، تكتونية، وخرائط تضم التراكيب الجيولوجية الأوّلية،‮ ‬وخرائط‮ ‬تركيبية‮ ‬إقليمية‮ ‬لمستويات‮ ‬إستراتيجرافية‮ ‬مختلفة‮".‬
كما شملت أهداف الهيئة تكوين فرق فنية متخصّصة متكاملة وخلق ظروف ملائمة لمنع تسرّب الكوادر الأساسية من الهيئة، ووضع المقاييس والمواصفات للأعمال والمعلومات وتوحيد الوحدات القياسية الفيزيائية وغيرها، ووضع معايير ثابتة لحسابات الاحتياطيات وتصنيفها وصيغ علمية متعارف عليها في الصناعة البترولية لاحتساب العمليات الاقتصادية مثل اقتسام الإنتاج وكلفة استخراج برميل النفط الواحد في كل منطقة على حدة والتعريفات العلمية للنفقات الرأسمالية ونفقات التشغيل بالإضافة إلى تعريف نوع الأصول وكذلك الأعمال التي تندرج ضمن تلك النفقات،‮ ‬ووضع‮ ‬معايير‮ ‬وسياسات‮ ‬وتشريعات‮ ‬ثابتة‮ ‬في‮ ‬مجال‮ ‬الحفاظ‮ ‬على‮ ‬البيئة‮ ‬من‮ ‬خلال‮ ‬التعاقد‮ ‬مع‮ ‬شركة‮ ‬استشارية‮ ‬عالمية‮.‬
خطة‮ ‬مستقبلية
وأشارت الإستراتيجية إلى خطة العمل الحالية والمستقبلية لهيئة استكشاف وإنتاج النفط والتي تشمل تحقيق اكتشافات تجارية جديدة ونتائج إيجابية والمحافظة على ورفع معدلات الإنتاج، والترويج للقطاعات النفطية، والمساهمة المستمرة في تطوير اتفاقيات المشاركة في الإنتاج، وإجراء دراسة مكمنية للحقول المنتجة من أجل إضافة آبار جديدة منتجة فيها، ومتابعة أدائية المكامن وتقييمها وخصوصاً مكامن صخور الأساس في حضرموت وشبوة، وتقييم الاحتياطي في كل قطاع ووضع خطة سنوية للإنتاج، والعمل على تطوير المكامن الثانوية في حوض سيئون- المسيلة "مكامن‮ ‬قشن‮ ‬السفلى،‮ ‬سار،‮ ‬مدبي‮ ‬وصخور‮ ‬الأساس‮" ‬وكذلك‮ ‬تطوير‮ ‬المكامن‮ "‬سين،‮ ‬لام،‮ ‬صافر‮ ‬وصخور‮ ‬الأساس‮" ‬في‮ ‬حوض‮ ‬السبعتين‮.‬
ولفتت الإستراتيجية النفطية إلى العمل على تنفيذ خطط المشاريع الجديدة المتمثّلة في بناء المنشآت السطحية لمعالجة النفط في القطاعات "10، 9، S2"، والعمل على تنفيذ عمليات الحفر التطويري والاستكشافي وفق برامج العمل المخطّط لها، والعمل على حفر آبار أفقية في الطبقات‮ ‬العليا‮ " ‬S2،‮ ‬S1C،‮ ‬S1A‮"‬،‮ ‬وكذلك‮ ‬الطبقات‮ ‬السفلى‮ "‬سار‮ ‬الكربونية‮ ‬ومدبي‮ ‬وصخور‮ ‬الأساس‮" ‬وخاصة‮ ‬في‮ ‬قطاع‮ "‬14‮" ‬المسيلة‮ ‬في‮ ‬الحقول‮ "‬شمال‮ ‬كمال‮ ‬وشمال‮ ‬شرق‮ ‬كمال‮ ‬وسونا‮"‬،‮ ‬وإجراء‮ ‬عملية‮ ‬تحفيز‮ ‬للطبقات‮ ‬الإنتاجية‮.‬
كما سيتم إعادة إكمال بعض الآبار في الطبقات الأساسية " S1C، S1A" والثانوية "LQ.S.C" وعزل النطاقات المائية "WSO"، والعمل على تنفيذ برنامج الصيانة للمنشآت في أوقاتها المحدّدة وذلك لغرض التخفيض من فترات التوقف للمنشآت السطحية.
اكتشافات‮ ‬جديدة
وكانت‮ ‬هيئة‮ ‬استكشاف‮ ‬وإنتاج‮ ‬النفط‮ ‬كشفت‮ ‬عن‮ ‬تحقيق‮ ‬اكتشافات‮ ‬نفطية‮ ‬جديدة‮ ‬في‮ ‬42‮ ‬قطاعاً‮ ‬نفطياً‮ ‬خلال‮ ‬الفترة‮ ‬2010‮- ‬2015‮ ‬مع‮ ‬تنفيذ‮ ‬البرامج‮ ‬الاستكشافية‮ ‬المخطط‮ ‬لها‮.‬
وتوقّعت الهيئة أن يتم خلال الفترة 2010- 2012 تحقيق اكتشافات "محتملة جداً" في قطاعات 71 و47 و41 و20 و13 و7 و3 و2 و1، واكتشافات "محتملة" في قطاعات 75 و73 و72 و49 و48 و33 و15 و8، واكتشافات "ممكنة" في قطاعات R2 و70 و69 و52 و35 و16 و6.
ووفقاً للهيئة فمن المتوقع خلال الفترة 2013- 2015 تحقيق اكتشافات محتملة جداً في قطاعات 86 و85 و82 و74 و19، واكتشافات محتملة في قطاعات 83 و68 و57 و45 و39 و37 و34 و29، واكتشافات ممكنة في قطاعات 84 و55 و28 و23 و17.
وقالت الهيئة في ورقة لها بعنوان "هيئة استكشاف وإنتاج النفط- الإنجازات والطموحات المستقبلية"، إن متوسط الإنتاج اليومي الفعلي من النفط خلال الفترة يناير- أبريل 2009 بلغ 284 ألف و960 برميل، والإنتاج اليومي المخطّط له خلال نفس الفترة بلغ 284 ألفاً و137 برميلاً،‮ ‬بينما‮ ‬بلغ‮ ‬متوسط‮ ‬الإنتاج‮ ‬اليومي‮ ‬في‮ ‬عام‮ ‬2008‮ "‬294‮ ‬ألفاً‮ ‬و140‮ ‬برميلاً‮"‬،‮ ‬في‮ ‬حين‮ ‬بلغ‮ ‬مخزون‮ ‬النفط‮ ‬10‭.‬9‮ ‬مليار‮ ‬برميل‮ ‬والغاز‮ ‬18‭.‬2‮ ‬تريليون‮ ‬قدم‮ ‬مكعّب‮.‬
وتخطّط‮ ‬الهيئة‮ ‬خلال‮ ‬العام‮ ‬2009‮ ‬لحفر‮ ‬132‮ ‬بئراً‮ ‬منها‮ ‬33‮ ‬بئراً‮ ‬استكشافياً‮ ‬و99‮ ‬بئراً‮ ‬تطويرياً‮.‬
وأوضحت‮ ‬أنها‮ ‬عملت‮ ‬على‮ ‬فتح‮ ‬مناطق‮ ‬جديدة‮ ‬للاستكشاف،‮ ‬ودخول‮ ‬مناطق‮ ‬التخلّي‮ ‬كقطاعات،‮ ‬وإعادة‮ ‬تقسيم‮ ‬بعض‮ ‬القطاعات. ‬