احمد الرمعي -
يقال إن الجنون فنون وإن الناس جميعاً مجانين ولكن بنسب مختلفة..
فقد كنا ننتقد من يسمون أنفسهم بـ»الحراك الجنوبي« لأنهم يريدون إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء وتحديداً إلى ماقبل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في مايو عام 1990م وهو الأمر الذي لايمكن أن يقبله عاقل البتة..
وإذا كنا نعتبر من يدعو إلى أن يعود اليمن مشطراً، مجنوناً.. فما الوصف الذي يمكن أن نطلقه على شخص أو أشخاص يريدون العودة بنا إلى ماقبل قيام ثورة الـ26 من سبتمبر 1962م سوى أنه أكثر جنوناً وأكثر تخلفاً وعدم إدراك، لأن الأمم تنطلق إلى الأمام ولاتعود إلى الخلف..
لأن الأمم التي تعتمد على ماضيها أممٌ ماضوية لاتمتلك حاضراً ولا مستقبلاً تفتخر بهما.
والحقيقة أنني في حيرة من أمري عما يريده الحوثيون، فهل يريدون إعادة حكم الأئمة على سبيل المثال ومن أجل ذلك يسفكون كل هذه الدماء.. فإن هذا مستحيل بل وأبعد من عين الشمس.. فالشعب الذي انعتق من حكم الفرد الواحد لايمكن أن يقبل أن يعود إلى عهود التخلف والجهل والظلامية التي كان يعيش فيها قبل قيام الثورة المباركة.. هذا واحد..
أما إن كان الحوثيون بتمردهم هذا وقطعهم الطرقات وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلاّ بالحق يطالبون -حسب قولهم- السماح لهم بممارسة شعائرهم الدينية وبالمشاريع التنموية فإن ذلك مردود عليهم لأنهم يمارسون شعائرهم سواءً قبل الثورة أو بعدها بكل حرية دون أن يعترضهم أحد.
أما المشاريع التنموية لمحافظة صعدة فهم من يقوم بتخريب أي منجز تنموي تقوم به الدولة.. فأي عذرٍ لهم بعد ذلك وأية قضية يحملها هؤلاء المارقون بربكم..
ولا أجد وصفاً أنعتهم به سوى أنهم مجموعة من المجانين الذين لاعقل لهم.. فإذا كان الأولون مجانين بنسبة 5٪، فإن الحوثيين مجانين 100٪.