الميثاق نت/ ذويزن مخشف - حقق ابطال القوات المسلحة والأمن انتصارات حاسمة ضد عناصر الفتنة والتمرد في بعض مناطق محافظة صعدة ودخلت المواجهة منعطف الحسم.. فقد بسط الجيش سيادته على كثير من المناطق والبلدات التي كانت تحت سيطرة المتمردين عقب قتال ضار تكبد فيه الارهابيون خسائر فادحة .
مضى أكثر من شهر على تجدد القتال للقضاء على جماعة الحوثي بصعدة التي تستلهم الفكر الشيعي المتشدد وينتمي أفراد عائلتها (الحوثي) لأسرة أمامية كانت حكمت اليمن إلى أن قامت ثورة سبتمبر عام 1962.
اندلعت الحرب السادسة بين القوات الحكومية التي تسعى إلى بسط سلطة الحكومة المركزية في محافظة صعدة الجبلية المتاخمة للمملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين بعدما قام المتمردون الحوثيون بقتل بعض الأهالي وانتهاك حرماتهم ومهاجمة قوات الجيش والأمن.
ومع أن مواجهات قوات الجيش ضد فلول المتمردين ليست بحرب بين نظامين مختلفين يريد واحد منهما النيل من الأخر وسحقه لكنها كشفت أن المتمردين جيش بالفعل يستمدوا قوتهم وأرضيتهم من دعم خارجي وعسكري يشبه مقاتلي الحرس الثوري الإيراني تشير المعلومات إلى أن للجمهورية الإسلامية(إيران) يدا بهذا التمرد.
أدركت قوات الجيش كيف تتقدم هذه المرة في معظم جبهات القتال والمواقع المباشرة لمواقع وأوكار وتحصينات الفئة المتمردة.
على مدى فترات هذا القتال سقطت عدة جبهات ومواقع بارزة من أيدي الحوثيين كانت تحت سيطرتهم خلال سنوات الحروب السابقة فضلا عن عشرات القتلى والجرحى والأسرى من بينهم أركان حرب هذه الجماعة التي تقاتل بانتمائها للمذهب شيعي ضد الوطن وعقيدته وسعيها لزعزعة أمن دول الجوار كالسعودية مهد الإسلام ودين الاعتدال.
حول مجريات الأحداث والمعارك بمحافظة صعدة تشير التقارير الميدانية والمصادر العسكرية ومصادر خاصة بـ"الميثاق" إلى أن قوات الجيش ظفرت بفلول التمرد وعناصره التي لا تجد نفسها في تجمعات كبيرة بل تتوزع على مختلف مواقع ومخابئ مترابطة ضمن سلسلة جبال شاهقة وشديدة الوعورة في الحرب السادسة أثمر تكتيك عسكري استراتيجي في قتال قوات الجيش على جبهتين رئيسيتين الأولى تتركز بالمناطق الأساسية لتجمعات المتمردين بصعدة بينما الثانية في منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران وهي منطقة محاذية تعد الممر الرئيس لتمويل التمرد بالسلاح والمؤن.
توضح التقارير أن قوات الجيش البرية تغلبت منذ بدء الحرب الــ«6» على عناصر التمرد في مواقعها ببيت القحم وذو سليمان والمنزالة والحمزات ونشور بصعدة فيما نجحت وحدة من المدفعية بمساندة من قوات مكافحة الإرهاب من تدمير عدد من أوكار عناصر التمرد والإرهاب شرق منطقة عيان والتبة السوداء والشقراء بحرف سفيان واعتقال عدد من قادتها بينهم الإرهابيان صالح سويدان وضيف الله الطلحي.
وفي مواجهات الأسبوعين الماضيين ألحقت قوات الجيش والأمن بعناصر التخريب والتمرد في مناطق المشتل والعند وسنبل وهي مراكز لتجمعات الحوثيين وقادته خسائر كبيرة في صفوفهم.
خميس أسود
قال مسؤول عسكري ميداني لـ"الميثاق" إن قوات الجيش أحكمت سيطرتها نهائيا على منطقة الحرف وهي مركز مدينة حرف سفيان بعد قتال عنيف استمر أربعة أيام سقط فيه العشرات من المتمردين المتمركزين في أنحاء البلدة ومدرسة الحسين.مضيفا أن القوات تقوم حاليا بتطهير المنطقة من الألغام التي كان زرعها المتمردون.
محور سفيان بمحافظة عمران هو المحور العسكري الهام للوصول إلى بقية المواقع التي يتحصن فيها أتباع حركة الحوثي في صعدة، كما أنها تمثل الدعم اللوجستي عبر محافظة الجوف. وهذه المنطقة أيضا لها دلالته الدينية بالنسبة للمتمردين الذين يعتقدون أنها المدينة الباسمة ومدينة المهدي المنتظر باعتبارها مدينة"أرض الميعاد" كما يصفونها وسقوطها معناه هزيمتهم كليا.
شهود وسكان تحدثوا عن معركة حرف سفيان التي اندلع قتالها بشراسة يوم الخميس الماضي حيث وصفت الضربة التي تلقتها مليشيات التمرد هناك بالأعنف مشيرين إلى أن الضربات المركزة للقوات المسلحة والأمن دمرت المتمردين الحوثيين وتقدم الجيش إلى فتح الطريق الرئيسية المرتبطة بصعدة لإخلائه من هذه العناصر وجعله ممراً آمناً أمام مساعدات الإغاثة للنازحين في وقت تواصل القتال المدمر في عديد من مناطق المواجهات بمحافظة صعدة..وتفيد المعلومات بأن الجيش سيطر على مناطق الشقراء والعيان والتبة السوداء والجهة الغربية من مثلث برط وهو طريق باتجاه الخط الرئيس لحرف سفيان - صعدة، كما دمرت الضربات تجمعات الإرهابيين في مفرق ذويب المشابيح وظهر الحمار وجبل قمامة وسر الموز.
جنون المتمردين
تعيش تلك العناصر الإرهابية في الوقت الحاضر حالة من الرعب والانهيار المدوي بسبب أعداد القتلى والجرحى في صفوفهم وعدم تمكنهم من دفن قتلاهم أو سحب جثثهم المتناثرة في أكثر من موقع شهد وقوع مواجهات دامية معهم.
الحرب طاحنة في حرف سفيان..هي الطريق نحو القضاء على المتمردين. فقد شن الجيش هجومه الشامل المعزز بالطيران والمدفعية والصواريخ في حرف سفيان الجبلية.
طائرات الميج
خلال الأيام الماضية نجح الطيران الحربي بقصف منطقتي آل عمار والملاحيظ بينما كانت معارك طاحنة دارت بين قوات الجيش في الجبل الأحمر بمديرية الصفراء والذي تمكنت من السيطرة على أجزاء كبيرة منه.
وأعلن مسؤولون حكوميون عن مقتل ما لا يقل عن (120) من عناصر التمرد خلال الأيام الماضية في مناطق مختلفة بمحافظة صعدة.وأكد المتحدث باسم الجيش أن قوات الجيش والأمن ألقت القبض على (300) آخرين من عناصر التمرد والتخريب خلال العمليات التي نفذتها ضد تلك العناصر في مناطق الملاحيظ والمهاذر والطلح ومناطق أخرى من صعدة كان المتمردون فرضوا سيطرتهم عليها وقاموا بقتل المواطنين في تلك المناطق ونهب ممتلكاتهم.
أبرز صريعي قيادات التمرد
وتبرز صحة المعلومات الواردة للصحيفة من مصادرها الميدانية وغرفة العمليات وحتى الشهود حول تقدم الجيش الكبير في معارك القتال ضد عناصر التمرد سقوط عشرات القتلى وجرح المئات من هذه العصابة التي تستلهم الفكر الشيعي المتشدد.
فهناك أسماء عدة لقادة وأركان حرب عناصر الفتنة الخطرة الذين قتلوا من هم: جارالله محمد إسماعيل وعلي عبدربه جبل عبدالعزيز العريمي ووضاح صالح نصير وتركي عبدالله الظفاري ومحمد أحمد إسحاق وسليم صالح عيظه الجهلي، واحمد جران(خبير المفرقعات) وأبو لقمان وعبدالعزيز قاسم محمد القطابري، محمد عبد المجيد الهادي، حسين يحيى حنش وهناك عشرات القادة الميدانيين قتلوا أو استسلموا لكن لم يتمكن للصحيفة الحصول على أسمائهم بعد.
في هذه الأثناء أعرب سكان عدد من مدن صعدة عن طمأنتهم بانتصار الجيش وقالوا:"تمكنت قوات الجيش بالفعل من تدمير عدد من الأهداف وتجمعات الحوثيين في مناطق منها غرابة وآل ربيع والكسارة وسوق الليل والعروس وبني معاذ وسحار، وتمت السيطرة كذلك على عدد من المواقع والتباب التي كان المتمردون يتواجدون فيها بعد أن تم تطهيرها منهم وإجبار المتبقين على الاستسلام".
يقول يحيى وهو أحد سكان منطقة غرابة أن خيبة المتمردين وتكبدهم لخسائر فادحة فضحتها أساليبهم الدموية تجاه أهالي منطقتنا ومضى قائلا:"استخدموا التجمعات السكانية ومنازل المواطنين دروعاً للاحتماء بهم من ضربات القوات الحكومية مثلما فعل زعيمهم الإرهابي عبدالملك الحوثي عندما هدد أهالي قرية الطويلة القريبة من موقع القتال أو بالانضمام إلى صفوفه أو الخروج من القرية لتدميرها ونهب ممتلكات المواطنين فيها". وينظر السكان والمواطنون في أرجاء محافظة صعدة بثقة كبيرة في قدرة الجيش في القضاء على المتمردين.
وسبب القتال نزوح أكثر من 150 ألف شخص كثير منهم أطفال فروا من منازلهم خلال تصاعد القتال وشكت وكالات إغاثة تابعة للأمم المتحدة من صعوبة الوصول إلى منطقة الحرب متهمة المتمردين بذلك.
وكان صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) طلب يوم الأربعاء الماضي مبلغ 6.1 مليون دولار وقال في بيان"سينفق نصف المبلغ تقريبا على توفير المياه والصرف الصحي والحاجات الصحية للنازحين والمجتمعات التي تستضيفهم على الفور".
والمبلغ الذي طلبه اليونيسيف جزء من مبلغ قدره 23.5 مليون دولار لمساعدة اليمن طلبته منظمات مختلفة تابعة للأمم المتحدة في بيان صدر بمقر المنظمة في جنيف.
ومنذ سنوات تسبب المتمردون في أسوأ وضع إنساني في محافظة صعدة حيث يتفاقم القتال ويعرقل عمليات الإغاثة التي جهدت الحكومة والمنظمات تقديمها.
ويرى محللون أن لا مفر أمام التمرد بزعامة عبد الملك الحوثي سوى الاستسلام لتجنب إراقة دماء عناصره من خلال القبول بالشروط الصارمة التي وضعتها لدولة لوقف إطلاق النار في إشارة إلى الشروط الستة التي تضمنت تحذيرات جديدة يحتم على الحوثي ومليشياته عدم رفضها درءا من السقوط في حافة الهاوية.
{
|