شهر رمضان شهر كريم خصه الله سبحانه وتعالى بعبادة عظيمة القدر.. عظيمة الأجر، فيه ليلة عظيمة، نزل فيها أشرف الملائكة على أشرف الخلق بأشرف كتاب.. قال تعالى: «انا انزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر، سلام هي حتى مطلع الفجر».
إن مقدار الأجر الذي قد يفوت الانسان في ترك صيام هذا الشهر كبير خاصة وانه سبحانه وتعالى قد من على الانسان في هذا الشهر بأسر ألد اعدائه «الشيطان» فيصبح البعد مقبلاً على طاعة ربه من غير صادٍ يمنعه عن فعل الخير غير النفس الأمارة بالسوء فإن زكى هذه النفس ولجمها فقد أوتي الخير كله، وان انتصرت عليه فقد حرم الخير كله.
واذا كان الصيام ركناً من أركان الاسلام فرضه الله على عباده وخص به نفسه بقوله: «الصوم لي، وأنا أجزي به» فإن للصيام أيضاً فوائد صحية جمة لأن صحة الانسان مطلب أساسي للقيام بما أمره به ربه على هذه الأرض، من عمارة وطلب العلم ورفع الظلم فإن للصوم فوائد متعددة، والله سبحانه قد جعل في الكثير من العبادات والفرائض وقاية وعلاج لكثير من الأمراض والعلل التي قد يصاب بها جسم الانسان.. فكانت لنا تلك الفرائض عبادة ووقاية.
واذا تأمل المرء فسيجد ان شهر رمضان هو نظام غذائي جديد يلتزم به الانسان المسلم كل سنة ويزداد تأمله اذا علم ان الانسان ليس وحده هو الذي يصوم بل ان الصوم موجود ايضاً في الحيوانات، حيث لاحظ العلماء ان كثيراً من الكائنات الحية تمر بفترة صوم اختيارية بالرغم من توافر الغذاء حولها، فمثلاً من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينة من كل عام وبعض الاسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الانهار لفترة معينة بدون طعام.
اذاً فصيام شهر رمضان فرصة وقائية للانسان ففترة الصوم التي تمتد من بعد أذان الفجر وحتى أذان المغرب يعتمد فيها الجسم في طاقته وحاجته على السكريات، وعلى وجبة السحور إلاّ ان تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة إلاّ لساعات معدودة بعدها يجد الجسم نفسه مضطراً للاعتماد على الطاقة وسكر الجلكوز في المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجة الجسم وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة وتخليص الجسم من السموم المتراكمة.
نتمنى أن يكون شهر رمضان الكريم فرصة حقيقية لتجديد الشباب وزيادة حيوية لعمل الخلايا وذلك لأن الصوم صحة للانسان.
فصوماً مقبولاً وكل عام وجميع المسلمين بألف خير.
|