اقبال علي عبدالله -
يحتفل شعبنا اليمني في الداخل والخارج اليوم- السبت- بالعيد الـ47 لثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة..
الحقيقة انه قبل الحديث عن الثورة ومن هم روادها وما حققته من انجازات خلال السبعة والأربعين عاماً أو حتى الحديث عن الاخفاقات التي رافقت هذه السنوات- وإن كنتُ استبعد ان هناك من يجرؤ في خوض مثل هذا الحديث- اعتقد انه علينا الحديث بكل صدق ومن خلال الواقع عن وضع اليمن قبل الثورة.. كيف كان يعيش الناس وأوضاعهم المعيشية والخدمية تحت حكم أسرة حميد الدين؟! كيف كانت اليمن وعلاقاتها بالعالم إبان الحكم الإمامي الرجعي المتخلف؟!
كيف كانت الأوضاع الثقافية والفنية في بلد يحرم حكامه فتح النوافذ ليتنفس المواطنون؟! أسئلة كثيرة اعتقد ان من حق الجيل الذي جاء بعد الثورة عام 1962م أن يعرف الاجابة عليها بكل صدق دون مبالغة لأن ذلك الحق هو تاريخ أمة وشهادة لتاريخ شعب صنع شمس الضحى بيده ودمه..
الواقع المؤسف الذي يكتنف إيصال هذا الحق للجيل أو الأجيال التي جاءت بعد الثورة هو ما نسمعه في كل مناسبة سنوية نحتفي بها بذكرى انطلاقة الثورة حيث نسمع الكثيرين يتحدثون ويكتبون في الصحف التي تفرد عشرات الصفحات لتدوين هذه الأحاديث والتي- للأسف- الكثير منها تختلف في معلوماتها خاصة مع بروز اشخاص يتحدثون عن دورهم في قيام الثورة وهم عند قيام الثورة كانوا صغاراً ولم يتجاوز البعض منهم عشرة أو خمسة عشر عاماً على الأكثر.. تصوروا.. طفل في العاشرة من عمره كان من ابطال الثورة!!.. ولا أعني هنا ان كل الأحاديث بعيدة عن الواقع بل هناك حقائق ولكنها غير موثقة وأقصد ان هذه الحقائق إن كا نت بالفعل حقائق فلماذا لاتدون بشكل رسمي وتقدم للأجيال عبر المناهج الدراسية بدلاً من الاعتماد على ما ينشر في الصحف أو المقابلات التلفزيونية والإذاعية والندوات التي حال انتهائها ينتهي كل شيء..
من نافل القول ان مهمة تسجيل حياتنا قبل الثورة مهمة وطنية أمام الجهات المعنية خاصة وان هناك الكثيرين ممن عاشوا تلك الفترة مازالوا على قيد الحياة إلى جانب شواهد التاريخ الباقية والمحتفظ بها.. والتي تؤكد ان أجدادنا وآباءنا عاشوا أسوأ فترة في حياتهم إبان الحكم العثماني وبعده الإمامي الكهنوتي.. لا طرقات ولاتعليم ولا مستشفيات ولا حرية وحياة كريمة.. انعزال تام عن العالم.. جهل ومرض وفقر.. عناوين ثلاثة كانت كل ما عرفه شعبنا في تلك الفترة.. وهي العناوين التي انطلقت من أجل محاربتها الثورة التي دكت الإمامة وفتحت اليمن لشمس الحرية ان تشرق..
أقول ما سبق ذكره انني سمعت الكثير من أبناء جيلي »العقد الخامس من العمر« لايعرفون اليمن إلاّ بالسعيدة وان الثورة »سبتمبر 1962م« قامت لإنهاء حكم الأئمة ولايعرفون أي شيء عن ثورة 48م و1955م التي مهدت لنجاح ثورة 26 سبتمبر 1962م..
كل عام والوطن في ظل الثورة والجمهورية والوحدة في ازدهار وأمن واستقرار..{