موقع المؤتمر نت



موقع مايو نيوز



موقع معهد الميثاق


الحديدة.. إصابة طفل بانفجار في الدريهمي - وحدة الصف الوطني.. الحصن المنيع لمواجهة المشاريع الاستعمارية - 43846 شهيداً منذ بدء العدوان على غزة - 6364 مهاجر أفريقي وصلوا اليمن في شهر - الرئيس/ علي ناصر يعزّي بوفاة النائب البرلماني الدكتور عبدالباري دغيش - تدشين خطة الانتشار الإسعافي على الطرق السريعة - النواب يجدد الثقة بالإجماع لهيئة رئاسته لفترة قادمة - صنعاء: انطلاق حملة للتبرع لمرضى الثلاسيميا - ارتفاع عدد شهداء غزة إلى 43 ألفاً و799 - مع غزة ولبنان.. مسيرة مليونية بصنعاء -
مقالات
الإثنين, 28-سبتمبر-2009
الميثاق نت -    محمد أحمد الهوني* -
التعهد الجديد الذي أطلقه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بأن يتغلب اليمن على التحديات الجمة التي تواجهه، يجد صدقيته على أكثر من مستوى، فعلى صعيد المعركة مع التمرد الحوثي، يحقق جيشه الوطني يوميا انتصارات تبشر بقرب وأد فتنة صعدة، وعلى المستوى الخارجي تلقت صنعاء دعما سياسيا كبيرا من دول مجلس التعاون الخليجي لجهود اليمن للحفاظ على وحدته وتجاوز المحنة الحالية، أما في الداخل فإن الاعلان عن اكتشافات نفطية جديدة ومشاريع لحفر أكثر من مائة بئر خلال العام 2009 ، يؤشر إلى أن مشاريع التنمية تسير إلى وجهتها وفق خطط الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي التي أعلنها علي عبد الله صالح إثر انتخابات 2006.
هذه العوامل الثلاثة تبرز حقيقة أن الحكومة اليمنية ساعية إلى تحقيق الاستقرار والوحدة للشعب اليمني، وهي في سبيل ذلك تتكبد تضحيات كبيرة ومستعدة إلى المزيد، على الرغم من أن الرهان الأكبر ليس اليمن وحده بل المنطقة كلها، وخصوصا دول مجلس التعاون الخليجي، التي أصبحت واعية تمام الوعي بضرورة مساندة اليمن بعد أن تأكد للجميع أن المنطقة بلغت مرحلة الأزمة بالفعل جراء التدخل الخارجي، ولا سيما الإيراني منه، الذي ثبت من خلال الدعم المفضوح للحوثيين، والحملات الإعلامية الشعواء على المملكة العربية السعودية، والتي بدأت تظهر خلال الأسابيع القليلة الماضية في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.
ورغم أن ما يجري هو بالغ التعقيد سياسيا وأمنيا، لكنه بالمقابل نجح في خلق وعي جديد في اليمن ودول الخليج والوطن العربي، إذ أدت الحرب السادسة التي يشعلها الحوثيون ضد وحدة اليمن إلى لفت أنظار دول الخليج عامة، والسعودية والإمارات خصوصا، إلى المخاطر التي يمكن أن تحصل لو نجحت أجندات الأطراف الإقليمية، وخصوصا الإيرانية، في زلزلة استقرار المنطقة واليمن بالذات، وهو ما دفع الجميع إلى البحث في الأسباب واقتلاع جذور الفتنة واستئصالها إلى الأبد.
ولا يتوهم أحد أن هذا الاستئصال سيتم بالحل العسكري وحده، فحتى الرئيس اليمني أكد أنه دخل الحرب في صعدة مكرها، مع تشديده على عدم إسقاط خيار الحوار، سواء مع الحوثيين أو مع بقية الأطياف السياسية اليمنية الأخرى.
ونحن إذ نرصد هذه التطورات نسجل الخطوات المحمودة التي بدأتها السعودية والإمارات في الفترة الأخيرة، إيمانا بأن اليمن هو بالفعل الامتداد الاستراتيجي لمنطقة الخليج العربي، تماما مثلما هو أيضا عمقه الحيوي، بعد أن أثبتت تجربة العقود الأخيرة أن ترك اليمن يواجه وحده التحديات الجسام التي تقف في طريقه يعرقل تقدم المنطقة، ويحكم عليها بالتخلف والتبعية حتى إلى الأقزام الإقليميين.
لقد أصبحت دول الخليج تعرف أن اليمن يعاني من أزمة تنمية وقع ضحيتها جراء التغيرات السياسية والإقتصادية الإقليمية والدولية، وأصبحت تعرف أيضا أن إنقاذ اليمن من أزماته يتم بالانفتاح عليه واستثمار إمكانياته البشرية والطبيعية الكبيرة بما يعود بالنفع على الجميع.
من هنا جاء سماح السعودية والإمارات لتجارهما ذوي الأصول اليمنية بالتجارة في بلادهم "اليمن"، وقد ترافق ذلك من تزايد الدعوات الرسمية والشعبية إلى ضخ مزيد من الاستثمارات الخليجية في بلاد الشقيق الجنوبي، وهو ما يترجم عودة إلى الأصول عندما كان الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، يطالب بضرورة الاستثمار في اليمن وانتشاله من كل مظاهر الفقر والتخلف، ليكون داعما كبيرا لمجلس التعاون الخليجي باعتباره الأقرب نسبا وتاريخا وحضارة.
لقد ثبتنا في صحيفة "العرب" على دعوة دول الخليج إلى الوقوف إلى جانب اليمن ومساعدته حتى لا يكون عالة عليه، فالمساعدة والنصرة حق قومي مقدس لكل قطر عربي على الآخر، وكنا قد نظرنا بأسف شديد إلى حملات طرد مئات آلاف العمال اليمنيين من دول الخليج عام 1990، إبان اجتياح العراق للكويت، في الوقت الذي أصبح فيه ملايين العمال الأجانب، لا سيما من جنسيات آسيوية، يكتسحون معظم قطاعات الحياة في الخليج، ويهددون التركيبة الديمغرافية وهوية هذا الجزء العزيز من الوطن الكبير.
نقول هذا، ونحن نعلم أن اليمن يمتلك قوة بشرية هائلة، أثبتت في كثير من البلدان خصوصا في مهاجر أوروبا أنه أهل للثقة والخلق والإبداع، وإذا تمت تهيئتها ورعايتها عربيا وخليجيا فإن النتيجة ستكون عظيمة، لا سيما وأن عدد سكان الخليج من المتوقع أن يبلغوا 40 مليونا خلال عامين على الأقصى أكثر من ربعهم أجانب، بينما يبلغ عدد سكان اليمن نحو 23 مليون نسمة أكثر من نصفهم من الشباب، أي اليد من العاملة النشيطة.
ومن المؤكد أن توظيف نسبة من هذه اليد في دول الخليج، وتوظيف البقية في وطنها بناء على تدفق رؤوس الأموال الخليجية سيؤدي إلى غد أفضل يطمح إليه الجميع.
إن الدعوة بالوقوف إلى جانب اليمن، تحقيق لكرامة الأمة جمعاء وصونا لها من التبعية وإعلاء ليدها، فقبل أيام قررت أمريكا تقديم مساعدة لليمن قدرها 120 مليون دولار، وبالمقاييس المالية فإن هذا الرقم متواضع، وبالإمكان تحقيق أضعافه في الوطن العربي لو يتم فتح باب التبرع للمواطنين حماية لليمن من كل مظاهر التخلف ووقاية له من المؤامرات التي لا تستهدفه فحسب، بل كل الأمة، ولذلك فإن نصرة اليمن في هذه المرحلة هي نصرة للأمة جمعاء، وهو ما بدأت بشائره تتحقق ويعطي كل يوم دليلا.
______________
* رئيس تحرير صحيفة العرب اللندنية
أضف تعليقاً على هذا الخبر
ارسل هذا الخبر
تعليق
إرسل الخبر
إطبع الخبر
معجب بهذا الخبر
انشر في فيسبوك
انشر في تويتر
المزيد من "مقالات"

عناوين أخرى

الافتتاحية
حوارات
جريمة الرئاسة
مقالات
في زيارتي للوطن.. انطباعات عن صمود واصطفاف ملحمي
اياد فاضل*

هم ونحن ..!!
د. عبد الوهاب الروحاني

اليمن يُغيّر مفهوم القوة
أحمد الزبيري

مسلمون قبل نزول القرآن الكريم.. فقه أهل اليمن القديم
الباحث/ عبدالله محسن

الأقلام الحُرة تنقل أوجاع الناس
عبدالسلام الدباء *

30 نوفمبر عيد الاستقلال المجيد: معنى ومفهوم الاستقلال الحقيقي
عبدالله صالح الحاج

دماء العرب.. وديمقراطية الغرب؟!
طه العامري

ترامب – نتنياهو ما المتوقَّع من هذه العلاقة؟!
ليلى نقولا*

أين هو الغرب من الأطفال الفلسطينيين السجناء وهو يتشدَّق دوماً بحقّ الطفل؟
بثينة شعبان*

صراع النملة مع الإنسان ولا توجد فرص أخرى للانتصار!!
د. أيوب الحمادي

دغيش.. البرلماني الذي انتصر للوحدة حتى المَنِـيـَّة
خالد قيرمان

جميع حقوق النشر محفوظة 2006-2024 لـ(الميثاق نت)