-
الموقف العربي والدولي الداعم والمساند لليمن وامنه واستقراره ووحدته ونهجه الديمقراطي في مواجهة التحديات والفتن التي تقوم بها عناصر مؤزومة وموتورة من بقايا الماضي الإمامي الكهنوتي المتخلف.. بقايا عهود الفرقة والتمزق والتشطير لم يتوقف واتخذ اشكالاً تضامنية متعددة من قبل الاشقاء والأصدقاء عبرت عنها الزيارات التي شهدها هذا الاسبوع اليمن للرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير خارجية الشقيقة مصر كنانة العرب وأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى ووفد الخارجية البريطانية..
وهي مواقف حملت تأكيدات ان العرب والمجتمع الدولي الى جانب اليمن في القضاء على مشعلي الفتن واعمال التخريب الخارجين على الدستور والقانون.. لتتجسد تلك المواقف في أوضح صورها بتصريحات وزير خارجية مصر العربية أحمد ابو الغيط الذي أبدى استعداد مصر للوقوف مع اليمن بكل امكاناتها، كما ان عمرو موسى اكد ان الوحدة اليمنية انجاز عربي لايمكن التفريط فيه.. ويأتي اعلان وفد الخارجية البريطانية الداعم لوحدة اليمن وأمنه واستقراره ليعبر عن الموقف الاوروبي .
وفي هذا الاطار تأتي مواقف كل القوى الدولية المؤيدة لتصب في هذا الاتجاه..وفي هذا السياق ينبغي إدراك ان هذا الدعم لليمن ليس من باب تطييب الخواطر او كنوع من المجاملات السياسية والدبلوماسية والعلاقات العامة بين الدول.. بل هو حقيقي وجدي.. فوحدة اليمن وأمنه واستقراره تهم العالم كله انطلاقاً من موقع اليمن (الجيو سياسي والاقتصادي) وهذا بالنسبة للمصالح العالمية حيوي واستراتيجي والتي لا تتحمل اثارة اي فوضى عدم الاستقرار في اليمن واعتبار ذلك امراً مرفوضاً عربياً ودولياً.. فالتجربة الصومالية ماثلة للعيان بتأثيراتها الملموسة، بأعمال القرصنة في المحيط الهندي والبحر الاحمر وكذلك بالفوضى والصراعات التي تدمي هذا البلد منذ 20 عاماً وتأثر بها الوضع العالمي برمته.. لذا فالجميع يحرص على بقاء اليمن موحداً ومستقراً ومزدهراً.
ولعل اللافت المثير للاستحسان في هذا المنحى تلك المطالبات الداعية الى وقف اطلاق النار والتي هي دعوة ربما تنطلق من قبل بعض الاطراف سواء في الداخل او الخارج من باب الحرص وحقن الدماء اليمنية، ولكنها دعوة ينبغي ان توجه إلى عناصر التخريب والارهاب التي افشلت كل جهود الوساطة والمساعي الخيرة لحقن الدماء ناكثة بكل ماتم التوصل اليه في هذا المنحى.. وظلت تمارس أعمال القتل والارهاب والتخريب والتقطع والخطف والاعتداء والنهب للممتلكات الخاصة والعامة.. مقوضة الاستقرار والسكينة العامة في محافظة صعدة وسفيان والوطن كله بأعمالها الاجرامية وتلك الدعوات يفترض ان كانت صادقة ان تتجه الى هذه العناصر التي تعيث في الأرض فساداً.. اما الدولة فإن المواجهة والحرب فرضت عليها بعد ان وصلت الاعمال الاجرامية لتلك العناصر مدى من الدموية والبشاعة والهمجية والارهاب معه لم يكن أمام الدولة من خيار إلاّ القيام بواجبها الدستوري والقانوني ومواجهة تلك العناصر وعصاباتها الضالة فلقد فرضت الحرب على الدولة فرضاً ولم تكن راغبة فيها بأي حال ووقفها مرهون بإنهاء اعمال التخريب والخروج على الدستور والقانون وفقاً لمبادرة الحكومة لايقاف العمليات العسكرية وتنفيذ العناصر الحوثية تضمنته تلك المبادرة من شروط.
كذلك نستغرب لأولئك الذين يتحدثون عن الحوار ولاندري اي حوار يدعون اليه.. الحوار مع من هم ضد الثوابت الوطنية من يحاولون اعادة الوطن الى الوراء الى أزمنة التخلف الكهنوتي الإمامي والفرقة والتمزق.. الخارجون على الدستور والقانون الذين يقتلون الابرياء ابناء شعبنا ويقطعون الطرقات ويزرعون الفتن ويخلقون الشقاق وينشرون ثقافة الكراهية.. مع من يقفون ضد الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.. "نعم إننا مع الحوار الذي يكون بين قوى سياسية ملتزمة بالثوابت الوطنية وتعمل في ظل الدستور والقانون.. واية دولة تحترم نفسها لاتقبل بهذا النوع من الحوار الذي يتحدث عنه البعض ممن ينصبون انفسهم أوصياء على هذا الوطن والشعب الذي لا وصاية عليه إلاّ ارادة ابنائه والتي يعبرون عنها عبر صناديق الاقتراع في انتخابات شفافة حرة ونزيهة في اطار النهج الديمقراطي التعددي وفقاً لمبدأ التداول السلمي للسلطة وعليهم السعي لاقناع الناخب للتصويت لبرامجهم واذا لم يحالفهم الحظ عليهم مواصلة العمل في أوساط الناس وتمثل همومهم وقضاياهم حتى تأتي دورة اخرى ويحالفهم الحظ..
وأية خيارات اخرى يحاول البعض فرضها على الشعب بالفتن والتخريب والارهاب مرفوضة و لا مكان للوصاية والاوصياء، فشعبنا قد تجاوزها منذ أمد بعيد..وهو من صنع حاضره واستحقاقات مستقبله بإرادته الحرة.
* افتتاحية 26 سبتمبر